احتفالياتالمهرجاناتالمهرجانات العربيةكلاسيكياتمهرجان أبو ظبيمهرجانات

أبوظبي السينمائي يحتفي بسينما العالم

في إطار البرامج الخاصة وعلى طريقة مارتن سكورسيزي
«أبوظبي السينمائي» يحتفي بـ«سينما العالم»
أبوظبي ـ «سينماتوغراف»
 
لا يقتصر حضور المخرج الأميركي ذائع الصيت مارتن سكورسيزي على قائمة الأفلام التي تتضمنها تجربته الفنية. أيضاً، لا تتوقف الرؤية لديه عند حدود الإخراج السينمائي فحسب، بل إن هذا الرجل يجعل من متتبع أنشطته المختلفة يقتنع تماماً بأنه مثقف يمارس دوراً في السينما العالمية والمجتمع الذي يعيش فيه باعتبار أن هذا النوع من السلوك نابع من إحساسه الشخصي بالمسؤولية الأخلاقية تجاه الفن والمجتمع، بصرف النظر إنْ المرء يتفق مع هذا السلوك إلى هذا الحدّ أم ذاك.
 
مؤخراً، أخرج وأنتج سكورسيزي مع صديقه ديفيد تديسشي، فيلماً وثائقياً حمل العنوان: «خمسون عاماً من الجدل»، عن الدورية الأسبوعية واسعة الانتشار في الأوساط الثقافية والأميركية: «نيويورك ريفيو أوف بوكس» الخاصة بمراجعات الكتب والإصدارات الحديثة وتأثير هذه الدورية التي رافقت الكثير من التقلبات الفكرية والفلسفية والجمالية خاصة في فترة الحرب الباردة، حيث من المقرر عرض هذا الفيلم قريباً في مهرجان نيويورك للأفلام الوثائقية بعد أن عُرض في العديد من المهرجانات السينمائية منذ أن انتهى العمل فيه أواخر الشتاء الماضي.
 
غير أن ما يجدر بالانتباه هنا، في سياق مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، هو هذا الاتفاق الذي أنجزته إدارة المهرجان مع مؤسسة سينمائية أميركية غير ربحية تحمل اسم «مؤسسة السينما»، التي تعنى باستعادة تاريخ الفن السينمائي من غياهب النسيان وإعادة عرضه للجمهور ثانية، أو – إذا جاز الاختزال- الحفاظ على الشريط السينمائي كما هو في اللحظة ذاتها التي عُرض فيها لأول مرة.
 
 
قام مارتن سكورسيزي، الممثل وكاتب السيناريو والمؤرخ السينمائي المشغول بمستقبل الفيلم ومصيره ومآلاته – لمَن لا يعلم – بإنشاء هذه المؤسسة مطالع التسعينيات من القرن الماضي. تمكّنت المؤسسة من خلال تعاونها مع مؤسسات أخرى رائدة في مجال الأرشيف كما مع متاحف واستديوهات من إنقاذ أكثر من 620 فيلماً وعرض نسخها المرمّمة حول العالم. أطلقت «مؤسسة السينما» مشروع «سينما العالم» بهدف حفظ وترميم الأفلام المهملة من مختلف أنحاء العالم وبالأخص تلك الآتية من بلدان تفتقر إلى البنى التحتية المالية والتقنية لحفظ تاريخها السينمائي الأصلي.
 
وبموجب هذا الاتفاق التعاوني مع الإدارة، يشهد المهرجان عرضاً واحداً من روائع السينما العالمية: الفيلم «لون الرمّان» للمخرج سيرغي باراجانوف الذي عرض مساء  أول أمس الجمعة في سينما فوكس1 في المارينا مول، و«مانيلا في براثن الضّوء» للمخرج لينو بروكا الذي يعرض في السادسة مساء غد في سينما فوكس6 في المكان نفسه، وذلك ضمن سلسلة برامج خاصة يجري من خلالها عرض العديد من الكلاسيكيات السينمائية العالمية. وقد تم ترميم هذين الفيلمين باستخدام تقنية 4K عالية الجودة، بواسطة مكتبة الأفلام في مدينة بولونيا، وبالتعاون مع مشروع سينما العالم لـ«مؤسسة السينما».
 
 
وينظم مشروع «سينما العالم» خلال المهرجان ورشة عمل وجلسة دراسية في إطار «حوارات في السينما» في الثانية والنصف من ظهر الغد في قصر الإمارات تحمل العنوان: «الحفاظ على المستقبل» تهدف إلى نشر التوعية حول قضية حفظ الأفلام وتثقيف المخرجين حول أهمية حفظ أفلامهم الخاصة. وسيساهم مهرجان أبوظبي السينمائي في تشجيع عرض الأفلام التي عمل مشروع «سينما العالم» على حفظها وترميمها في مهرجانات أخرى هامة على مستوى الوطن العربي والعالم أجمع.
 
وفي إطار مشروع «سكورسيزي» يعرض المهرجان العديد من الأفلام التي تمّ ترميمها: «من أجل حفنة من الدولارات» للمخرج سيرجيو ليوني ومن بطولة كلينت إيستوود، و«ماري بوبنز»، من بطولة جولي أندروس، وفيلم الروك آند رول الموسيقي «ليلة نهار عسير» للمخرج ريتشارد ليستر، الذي تمثل فيه فرقة البيتلز الشهيرة، وتعرض هذه الأفلام الثلاثة على التوالي في سينما قصر الإمارات في الأول من نوفمبر في الثانية والنصف ظهراً والسابعة والنصف مساء والتاسعة والنصف ليلًا، و«ثائر من دون قضية» للمخرج نيكولاس راي، وعرض أيضاً مساء أمس، وفيلم «حياة وموت الكولونيل بليمب» للمخرجين مايكل باول وإميريك بريسبورغر الذي يعرض في الخامسة من مساء اليوم في سينما فوكس9 ويعاد عرضه غداً في الخامسة والنصف في سينما فوكس2.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى