مهرجان القاهرة

التفاصيل الكاملة لجلسة التراث السينمائى لإرث جان لوك غودار في «القاهرة السينمائي الـ 44»

 القاهرة ـ «سينماتوغراف» : شادي جمال

أقيمت مساء اليوم جلسة حوار «التراث السينمائى لإرث جان لوك غودار» بمسرح الهناجر بالأوبرا المصرية، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ 44، بحضور الناقد والمؤرخ السينمائي جان ميشيل فرودون وأدار الحوار الناقد أندرو محسن.

وقال فرودون، أن المخرج الراحل جان لوك غودار لم يكن يحب التقليد أو الاقتباس، حيث أنه كان يكسر قواعد الكتابة والتصوير وكان يقر بعض الطرق في الكتابة عكس الآخرين.

وتابع الناقد جان ميشيل: «جان لوك غودار لم يكن يحب التقليد أو الاقتباس من أعمال أخرى كان يؤرخ للسينما فى التسعينيات، الرسم والأدب والموسيقى كانت كافة المجالات مهمة له، من صناع الأفلام النادرين الذين أسسوا طريقة جديدة في صناعة السينما، وكان يستعير العديد من العبارات عندما يقف أمام الكاميرا، المهم الطاقة وإيقاع الفيلم ومتابعة الأشخاص، أعتقد أن أفلامه كانت صاحبة أثر كبير في حياة الإنسان».

وأشار الناقد والمؤرخ السينمائي الشهير جان ميشيل فرودون، إلى أن أفكار المخرج الفرنسي الراحل جان لوك غودار، كانت مختلفة تماماً ولم يكن يستخدم أي وسائل غير مناسبة لتوصيلها للجمهور.

وتابع : «يمكن أن أشبهه بعازف سيمفونية  سينمائية وكان يرتب أفكاره بشكل متناسق مع الظواهر المحيطة به في المجتمع، ويهتم بالأخلاقيات في جميع أفلامه، لكن عنصر الإبداع متوفر في أعماله السينمائية بشكل مجنون ومختلف عن العادي والمتوقع».

وقال الناقد أندرو محسن، إن المخرج الفرنسي جان لوك غودار من صناع الأفلام النادرين في السينما، وأسس طريقا جديدا في الصناعة، مشيراً إلى أن بعض الصناع لديهم أفلاما قوية لكن ليس بنفس قدره، فكل أعماله مهمة، ووجه سؤالاً للناقد والمؤرخ السينمائي جان ميشيل فرودون: ما هي القواعد التي كسرها المخرج الراحل في بعض أفلامه ويمكنك أن تذكرها لنا؟

ورد ميشيل في جلسة حوار عن إرث المخرج الفرنسي الكبير «لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال، لكن يمكنني القول إن غودار كسر قواعد الكتابة وقواعد التصوير، وكان يقر ببعض الطرق في الكتابة التي لم يكن يعتمدها الآخرين وهذا ساعده كثيراً ومكنه من الرقي في أعماله، وأعتقد أن الكثيرين يعلمون ذلك لأنه كان بارع في كل ما يقوم به».

وتابع : «حازت أفلامه على تقدير الجمهور في فرنسا وألمانيا وهناك بعض الجهات الأخرى كانت تحارب أفلامه»، ورداً على: لماذا نجح في تقديم أعمال جيدة وهل هذا بسبب علاقته بالفنانين الذين عملوا معه، ولماذا استمر في تقديم أفلاما عظيمة، أجاب : «هو شخص مهم ولديه تأثيرات سحرية في عالم السينما يصل لدرجة الجنون في أعماله السينمائية، يرتفع بأفكاره ويمكن ترجمتها بشكل بارع وذات تأثير، كان يفكر في أن السينما أداة وسلاح وطريقة لتوصيل الأفكار للأشخاص الذين يشاهدون الفيلم ويعملون معه ويناقشونها، كان قوي جدا».

وأضاف ميشيل : «غودار صنع أفلاماً في السياسة وفيلم عن الحرب في فيتنام وعن تغيير المدينة والتوجه للمدنية، وأفلاما عن العلاقة بين النساء والرجال، ووجد أن السينما فرصة لتغيير الأفكار وتمكن من إيجاد الطرق للوصول لنجوم السينما الفرنسية في ذلك الوقت».

وتابع الناقد والمؤرخ السينمائي الفرنسي، قائلاً : «إن المخرج الفرنسي الراحل جان لوك غودار قدم فيلما بعنوان “انقذ حياتي” بطريقة كلاسيكية في الثمانينات، مضيفا “كان لديه كثير من المحاولات في تلك الفترة حوالي تسعة أفلام، وبعدها دخل فترة جديدة في التسعينيات اهتمت بالعلاقة بين النص والصورة والعلاقة بين ما نراه وما الذي لا يظهر، والفن التجريبي».

واسترسل ميشيل: «كان مؤمناً بأن الأفلام تغير حياة الأشخاص، كما كانت أفلامه تعبر عن الواقع وتعكس الحقيقة، وقدم أفلاماً وثائقية عن فلسطين، ولديه أفكاراً سياسية كانت واضحة في أفلامه وأثرت في طريقة صنعها».

وسأله الناقد أندرو محسن: لماذا قرر غودار تناول قضية فلسطين وخاصة وان الأمر كان مثيرا للجدل؟، فقال ميشيل: «للإجابة نعود للوراء عندما قدم فيلما قصيرا مهما اسمه حرب فيتنام، وكان يحاول السفر لفيتنام لعمل الفيلم لكن السلطات هناك رفضت السماح له بدخول أراضيها، اعتقد أن هذا مثال مهم عندما نتحدث عن الفيلم والسياسة اعتبر أن هذا الفيلم من أهم الأفلام، كان فيلما مختلفا عن تلك التي تناولت الحروب».

وعاد ميشيل للقضية الفلسطينية، قائلاً : «كان يحاول مساعدة الشعب الفيتنامي في حربهم ضد الأمريكان في ذلك الوقت، وأعتقد أن جودار قال إن هناك حربا ويجب أن أقوم بنقلها للجمهور حتى يشهد ما الذي يحدث، كان يتحدث في السياسة بشكل واضح علنيا وكان مثار للاعجاب لمن يدافعون عن القضية الفلسطينية، بعد فيلم الحرب الفيتنامية تناول الصراع في فلسطين، ولا أحد يمكن أن ينسى فيلمه عنهم، على طول الطريق كان دائما يقف بجانبها ويدعمها وهذه الأعمال كانت سببا في شعبية كبيرة له، وذهب لأحد النقاط الساخنة في الحرب وقام بتصوير بعض المشاهد وكتب كتاب عن القضية، وفيلمه كان اسمه الطريق الى النصر».

وقال أندرو في نهاية الجلسة إنه يمكن وصف جان لوك غودار بأحد أهم مخرجي السينما في التاريخ بلا مبالغة، مشيراً أن الحديث عنه في ساعة أو ساعة ونصف لن يفيه حقه، إذ يحتاج مشواره الفني أيام، ولكنه سأل ضيفه، لماذا يظل على القمة حتى الآن؟.

أجاب ميشيل، قائلاً: «غودار عمل لسنين كصانع أفلام قبل العمل كمخرج وساهم في الكثير من الأفلام، وكان صانع أفلام وثائقية وهذا جزء مهم جداً بالنسبة لعالم السينما وفي عام خمسين انتشرت أعماله بشكل كبير، لم يكن يحب التقليد أو الاقتباس من أفلام أخرى، وفي نهاية التسعينيات بدأ أعمالاً أخرى بينها: تأريخ السينما وجمع المراجع، الرسم كان مهم له والأدب والموسيقى، وكل ما كان يفعله يتقاطع مع العديد من المجالات ولا يمكن تقييد أعماله فقط بالسينما».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى