بلاتوهات

السينما السورية حاضرة فى «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة»

 «سينماتوغراف» ـ انتصار دردير

رغم غياب صناعها، حضرت السينما السورية فى مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، من خلال فيلمين فى مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة، الأول بعنوان «9 أيام من نافذتى فى حلب» من اخراج ثلاثة مخرجين: عيسى توما، فلورفان دى ميولن، توماس فروج، ويؤرخ الفيلم لبداية مأساة الحرب فى حلب، من خلال المصور الشهير عيسى توما الذى يستيقظ ذات صباح فى أغسطس2012 ليجد بعض الشباب أسفل نافذته يضعون أكياسا من الرمال كساتر، ولم يكن هذا الا بداية لأحداث الحرب التى شهدتها حلب، فيسارع بحمل كاميرته ليسجل بها وقائع ماجرى، ويرصد بدقة خلال تسعة أيام بشكل تسجيلى، ويوما بيوم بداية تفجر الاحداث التى أطاحت بكل الاحلام، بعد أن صاروا يستيقظون على صوت الرصاص، وأغلقت الحوانيت أبوابها وتعطلت كل الخدمات ويحكى كيف أصبح محاصرا بعد أن انقطعت الخدمات التليفونية والانترنت وكاد ينفذ مخزون الطعام لديه، وتحولت البناية التى يقيم بها الى مبنى يسكنه الأشباح بعد أن بقى وحيدا بها عقب فرار السكان منها.

9 أيام من نافذتى فى حلب
9 أيام من نافذتى فى حلب

خلال أيام تالية تغادر القوات التى كانت رابضة أسفل النافذة وتعاود المحلات فتح أبوابها، ويعود السكان تدريجيا، لكن لايهنأ أحد بلحظات هدوء ولو مؤقتة، اذ سرعان مايكتشف المصور ويرصد بكاميرته ظهور قوات أخرى، يقول أنها تنتمى لـ «لواء التوحيد» الذى تعتبره الدولة من الارهابيين، بينما تراه دول غربية انهم من الجنود المقاتلين، أما هو الراصد للأحداث فلا تشغله هذه المسميات، لأنه حتى اللحظة لا يدرك لماذا كان ماكان ولماذا جرى ماجرى، فهو مواطن عادى يريد أن تستعيد سوريا استقرارها، ليعود له أمانه الذى بدا حلما بعيدا.

سالي
سالي

الفيلم الثانى بعنوان «سالى» من اخراج زهرة البودى، وبطلته طفلة جميلة عمرها عشر سنوات، كانت تعيش وأسرتها فى حى «الرقة» ولكن مع غزو الارهابيين للمدينة واندلاع المعارك بها، تنزح أسرتها الى اللاذقية وتفقد شقيقها الذى يكبرها بأعوام، تشعر الطفلة بغربة عن مدينتها وتصاب بأزمة نفسية، وتجد علاجها فى المسرح، حيث تقوم احدى الفرق المسرحية بتدريب الأطفال لمواجهة ظروف الحرب، يتحدث المخرج عن أهمية الدعم النفسى الذى يحتاجه الصغار فى ظل حرب نالت من أمانهم واستقرارهم وأفقدتهم الثقة فى كل شئ، ويركز الفيلم بشكل خاص على حالة الطفلة سالى وكيف استعادت توزانها النفسى بعد تدريبات عديدة، تستعيد سالى مع نهاية الفيلم ذكرى شقيقها الذى كان يرافقها فى الطريق الى المدرسة، وتستعين المخرجة بشريط مسجل له وهو يؤدى بعض الرقصات الشعبية مع شقيقته، الفيلم يعد ثالث أفلام المخرجة زهرة البودى وهو من انتاج المؤسسة العامة للسينما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى