أحداث و تقارير

انتصار دردير تكتب: ليس بالأموال وحدها تنجح المهرجانات

ـ انتصار دردير

باتت المهرجانات السينمائية فى حاجة لضخ أموال لشراء حقوق العرض الأول للأفلام العالمية، وإقامة مسابقات تمنح جوائز لدعم صناعها وتشجيعهم على المشاركة، وإذا تمكن المهرجان من دعم الإنتاج فى مرحلة لاحقة سيعود ذلك بالطبع عليه، وسيصبح محط اهتمام من صناع الأفلام، إلا أن الأموال ليست هى كل شئ، ولا تنجح المهرجانات وتستمر بالإنفاق المادى فقط، وإنما بالفكر الذى يقف وراءها أولاً ويملك رؤية واضحة للدفع بها واستمراراها بنفس القوة.

وبالأمس اختتم مهرجان الجونة السينمائى دورته الأولى وسط نجاح يحسب له، بعد ثمان ليال حفلت بعروض الأفلام والمناقشات والندوات والفعاليات المهمة التى لفتت الأنظار إلى هذه البقعة الجميلة من أرض مصر بما تتميز به من مواقع تصوير مفتوحة، ومنتجع يضج بالحياة ويستوعب كل الجنسيات الذين جاءوا للاسترخاء وسط الشمس المشرقة ومياه البحر الأحمر الفيروزية.

والمتابع بدقة لفعاليات دورته الأولى التى حملت شعار «سينما من أجل الانسانية»، يستطيع أن يرصد الحراك الذى أحدثه بقوة من خلال أعمال سينمائية منتقاة، من بينها الفيلم الروسى «أرتيما» لبوريس خلينكوف وأفلام الإنتاج المشترك ومنها فيلم «مابعد الحرب» الذى شاركت فى إنتاجه أربعة دول هى ايطاليا وفرنسا وبلجيكا وسويسرا، وفيلم الختام «تدفق بشرى» للمخرج الصينى المعارض أى واى واى والذى تناول أزمات اللاجئين فى بلدان عديدة، كما نجح المهرجان فى الارتقاء بمشاركاته العربية التى ترشح بعضها للأوسكار مثل الفيلم اللبنانى «القضية رقم 23»، والمغربى«وليلى»، والمصرى «الشيخ جاكسون»، بخلاف دعوته لنجوم السينما العربية والعالمية وتكريمه للنجم عادل إمام فى الافتتاح والنجم الأمريكى فورست ويتكر فى الختام، ومحاولته الجادة لتمويل مشروعات للسينما العربية من خلال «منصة الجونة»، وهو ما أشار إليه مديره انتشال التميمى بأن «هناك توجها من قبل إدارته للدخول إلى صناعة السينما»، وما أكده نجيب ساويرس مؤسس المهرجان «لدينا رؤية وهدف لتدخل السينما الجونة لتكون نجمة تتلألأ بإبداع الفن السابع».

وقبل ذلك كله كان التنظيم الجيد واحترام الوقت لافتاً فى كل فعالياته. نعم كانت هناك بعض الأخطاء الواضحة التى صاحبت هذه الدورة للمهرجان، والتى لابد أن يتجنبها فى دوراته المقبلة، لكن من الإنصاف أن نعترف ببدايته القوية وأن نسانده كمهرجان سينمائى مصرى أحدث حراكاً سينمائياً وسياحياً منذ انطلاقته الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى