«سينماتوغراف» ـ مروة ابوعيش
لاقى الفيلم الفرنسى “العائلة بيلييه La Famille Belier” استحسانا من النقاد والجمهور فى فرنسا وحقق نجاحا كبيرا فى شباك التذاكر، ولكن العمل الذى لعب بطولته فرانسوا دميان وكارين فيار تلقى من جهة أخرى نقدا قاسيا، لكونه يحكى قصة فتاة تعيش مع والدين يعانيان الصمم، ومن الواضح انه لم يعجب موضوعه شريحه أخرى، وتحديدا مجتمع الصم والبكم.
فقد فوجئ صناع الفيلم بهجوم من قبل الصحفية الانجليزية “ذا جارديان” والناقدة ربيكا اتكنسون حيث نشرت مقالا أكدت خلاله أن الفيلم لم يحترم الانسان الذى يعانى من الصمم، ومن ثم فإنه يعد اهانة بالنسبة لمن يعانون من هذه المشكلة.
كما أنها أبدت إعتراضها لأن الممثلين الذين أدوا دور الاصماء هم فى الحقيقة أشخاص طبيعيون يتمتعون بالسمع، وترى أن لعب دور كهذا يمثل إحراجا وعدم احترام لمجتمع الصم وثقافتهم وخاصة لغة الاشارة. كما وضعت اللوم على الاستوديوهات السينمائية التى لم تؤهل ممثلين من هذا المجتمع لأداء أدوار بهذا المضمون، كما أنه يوجد بالفعل حسب قولها مواهب كثيرة ولكنها مدفونة ولا يوجد من يبذل الجهد لاكتشافها.
ومن جهة أخرى، أجرت صحيفة “بريمير” الفرنسية حوارا مع فيجان شيرفانيان ممثل واصم منذ ولادته، وسئل عن رأيه فى الفيلم واذا ما قدم صورة حقيقة لعالم الصم، فأجاب أن لغة الاشارة ظهرت ضعيفة وليست بالمستوى المنتظر، خاصة أداء الممثلة كارين فيار حيث كانت اشاراتها سريعة وغير واضحة وبالتالى غير مفهومة، كما أنه أيد رأى الصحفية الانجليزية فى ضرورة اعطاء الفرصة لممثلين صم يطمحون ان يظهرون ويعرفهم الناس، كما ان تواجدهم فى افلام من هذه النوعية سيعطيها مصداقية اكثر خاصة انهم الاكثر علما وخبرة بعلم الاشارات.
