أهم العناوينسينماسينما مصرية

لبلبة من الأقصر: 3 مشاهد جعلتنى أبكى فى «ضد الحكومة»

«سينماتوغراف» ـ رغدة صفوت

حالة من عدم الرضا سادت قاعة مؤتمر الفنانة لبلبة في فندق «ونتر بالاس» حيث تمت إدارة الندوة بدون ميكرفونات، ما جعل الناقد يوسف شريف رزق الله أن يعتذر للحضور عن تأخر أجهزة الصوت.

الندوة التي أقيمت على شرف الدورة الثالثة من المهرجان، أدارتها الناقدة الصحفية ماجدة موريس التي حاولت رفع درجة صوتها قدر الإمكان لتدارك أزمة الصوت.

ماجدة موريس قدمت لبلبة متحدثة عن بدايتها منذ كانت طفلة في الخامسة من عمرها وحتى آخر أفلامها «عائلة ميكي»، وقالت : لبلبة نموذج للإخلاص والاجتهاد في العمل الفني، ولو استعرضنا حياتها العامة سنجد حياتها الشخصية أحداثها قليلة فيما أخذت السينما كل وقتها، بل أنها كانت تغني في حفلات أضواء المدينة وهي صغيرة، وكان عبد الحليم حافظ يتفاءل بها حينما تغني في حفل قبله، ولكن عاطف الطيب رأى فيها ممثلة موهوبة  ومتمكنة فقدمها في عدد من أهم أفلامها، وبعضها كانت أدوار غير متوقعة مثل دورها في «عفاريت الأسفلت»، واستمر المشوار غير المتوقع وصولاً لفيلمها المهم «ليلة ساخنة» ورحلتها غزيرة وثرية وعميقة ومليئة بالتجارب المهمة والتعاون اللافت أيضاً مع أسماء كبيرة.

بدأت لبلبة حديثها قائلة : سعيدة وأنا معكم في 25 يناير الذي أعتبره عيدا لمصر، فمن صغري وحتى اليوم وأنا اشعر ان ربنا «حاطط ايده» على مصر ويحفظها وسيحفظها على مر الزمان.

  • وقبل أن تستكمل لبلبة كلماتها، طلب مدير التصوير سعيد الشيمي التحدث فدعته لبلبة لطاولتها فقال : عملت مع عاطف الطيب في فيلم «ضد الحكومة» وفوجئت باختياره لها وعارضته في البداية فقال لي انني لا أرى فيها الممثلة الجادة، ولكنه يراها، فأغلب أفلام لبلبة قبل هذا الفيلم كانت كلها خفيفة، ولكن الحقيقة انني فوجئت بها في التصوير واحدة آخرى تماماً .. ظهرت قوية متسلطة كما يجب أن تكون شخصيتها في العمل، وصنعت لي حالة من الذهول بطريقة تقديمها للشخصية.. فوجئت بها ممثلة جيدة جداً بدءً من فيلم «ضد الحكومة» وأعتقد أن الفضل يعود لعاطف الطيب في اظهار مدى تلون موهبة لبلبة.

عقبت لبلبة قائلة : سعيدة اني في مشواري الفني أعاد اكتشافي عاطف الطيب، ثم صلاح ابو سيف الذي أطال عمري الفني نحو 15 سنة بعدها.

وتحدثت الناقدة نعمة الله حسين قائلة ان  للبلبة وجهاً آخر قد لا يعرفه أحد، فقد ظلت طوال الوقت ابنة بارة، ومرافقتي لها في  عدة رحلات ومهرجانات سينمائية، جعلني أشهد أكثر من موقف كانت فيه طوال الوقت تفكر في والدتها ولا تقبل السهر بعيداً عن غرفتها حتى لا تترك والدتها وحدها، ولا تأكل شئ بدون أن تأتي بمثله لوالدتها، وطوال الوقت كانت ترافقها. وهو أمر يزيد من رصيدها الانساني كثيراً ويكشف مدى أصالة أخلاقها.

وبفتح باب الأسئلة الصحفية، أجابت لبلبة على سؤال عن كيفية استمرارها بعد نجوميتها وهي طفلة، فقالت : كنت طفلة ولم أكن واعية لما يحدث لي، فمنذ فتحت عيني وأنا امام كاميرا واضاءة ومخرج، وكل ذلك عشقته وأحببته واخترت أن اكون فنانة طوال عمري، رغم انني في فترة المراهقة شعرت بالحيرة، فوقتها تناقش والدتي ووالدي في عدم توقعهما لنجاحي لأني شكلي تغير ولم أعد طفلة كما تحب أن تراني السينما، وسمعتهما وهما يتناقشان فخرجت أبكي وحاولت أن اؤكد لهما على انني سأستمر وسأحقق نجاحا، ومن حبي في الفن استمررت ولم أتوقف عن المحاولة وعن العمل، وربما من حسن حظي أن ملامحي لم تتغير أيضاً.

وتابعت لبلبة : حينما أصبح عمري 25 سنة، سألت والدتي عن سبب موافقتها على تغيير اسمي من نونيا الى لبلبة، فقالت لي انها لم تكن تتوقع انني سأستمر، وظنت انها مجرد تجربة في طفولتي، وحينما وقفت على مسرح حفل افتتاح مهرجان الأقصر، رأيت أمام عيني شريط حياتي كشريط السينما، وتذكرت بدايتي وأنا طفلة ب «شريطة حمراء»، وكيف كنت أبذل جهدا كبيرا ، حيث كنا نلف كل المحافظات لأنه لم يكن هنك تلفزيون، بل اننا كنا نسافر مع الفرق وننام في محطات القطارات .. وأنا اتذكر كل ذلك وأكثر .. تذكرت أمي التي لم تتركني لحظة وكانت تختار لي ما ألبس وما أفعل، بل انها كانت تقف خلف الكواليس في المسرح وأنا أصغر، حتى تلقنني ما أنسى .. ومواقفها كثيرة وفضلها كبير ولذلك أهديتها كل ما حققته لحظة تكريمي.

أما عن تأخر دخولها عالم الدراما التلفزيونية، كشفت : لم تكن تأتيني روايات مشجعة، وأنا اعتدت أن أحب التركيبة التي أقدمها وحينما اتصل بى الفنان عادل إمام في التليفون من عامين، لم أكن أتخيل انه متصل بي لترشيحي لمسلسل «صاحب السعادة»، فطلب مني وقتها ألا ارتبط بأي مسلسل في رمضان الذي بعده حتى أكن معه، فشعرت انه مرشحني لدور بالتأكيد مميز، وهذا بالفعل ما وجدته في «عائشة» والحمد لله الجمهور يحب أن يشاهدنا مع بعض، بل اننا نتفاجيء بالكيميا بيننا في المشاهد وقت التصوير، وروحنا متقاربة، و حينما أعمل معه أشعر أني مخلوقة له .. فتركيبتنا متفقة جداً والناس تحبنا سوا. كما أشعر بالارتياح والاطمئنان وأنا أعمل معه.

وحكت كيف تعاملت مع تجربة المسلسل لأول مرة، فتقول : لا أنكر انني ارتبكت حينما دخلت «اللوكيشن» ووجدت 5 كاميرات بينما اعتدت في حياتي على كاميرا واحدة، ولكني في ثالث يوم تصوير كنت متمكنة واعتدت على الوضع، واستمررنا 7 شهور نعيش ونأكل ونمثل مع بعض في هذا المسلسل، وآخر يوم في التصوير بكينا لأن التصوير انتهى .

وفي إجابة لها عن تعلقها بالأطفال، كشفت لبلبلة عن أنها ظلت لـ 19 عام تزور جمعية «الحق في الحياة» وهي جمعية للمعاقين، فقالت : كنت أزورهم باستمرار ولم أكن اقل لأحد، ولكن صحفي من جريدة الأهرام علم بذلك وجاء في يوم وصورني، وأنا لم اكن ارغب في الحديث عن ذلك الموضوع فأنا سعيدة لأني أفعل ذلك مع نفسي.

وعادت للحديث عن والدتها قائلة : والدتي كانت مكتشفة لي .. هي جيجي لامارا الخاص بي،  وكانت تنبهني كل فترة حينما أرغب في التغيير، فكانت تخاف علي وتتناقش معي وتحلل كيف سيراني الجمهور، خصوصاً في الفترة التي شهدت تحول كبير في حياتي، فالتغير حدث بعد فيلم «الشيطانة التي احبتني»، فبدأت في رفض الأدوار، ووقتها كان يستغرب الوسط ما افعل، حتى قدمت فيلم «ضد الحكومة» مع عاطف الطيب وغير لي شكلي، ولكن الرقابة حذفت لي 3 مشاهد مهمة، لأن الرقابة وقتها كانت غير متفتحة كاليوم، فبكيت يوم العرض الخاص لأني لم أرى الثلاثة مشاهد، ويومها مدير السينما أخبرني عن أن الفيلم كان سيتم منعه لولا حذف تلك المشاهد، ولم أتحدث مع المخرج وقتها واحترمت قراراه، ولكنه بعدها بفترة قابلني في احد الحفلات الفنية وقال لي أنه سيقدمني في دور أفضل من «ضد الحكومة»، وسيعوضني، ووالدتي قالت لي انه يخدعني ومجرد مواساة، ولكنه صدق وقدمت دورا من أفضل ادواري حصدت بسببه جوائز دولية وهو في فيلم «ليلة ساخنة»، ولكن وقت مهرجان القاهرة السينمائي حصد الفيلم جائزة، فيما أخذت جائزة أفضل ممثلة ليلى علوي عن فيلم «قليل من الحب»، وعاطف الطيب وقتها قال لي «لا تحزني بكرة تاخدي جوايز كتير» وللأسف توفى ولم يشاهد حجم الجوائز التي حصدناها عن هذا الفيلم بعد وفاته.

وفي إجابة للبلبة حول سبب اعتبار النقاد أن فيلمها «ليلة ساخنة» أفضل من “ضد الحكومة”، قالت : الفيلمين جيدين، وأعتقد أن «ضد الحكومة» لو كان عرض كاملاً بالمشاهد المحذوفة، كان النقاد غيروا رأيهم.

وفي سؤال للفنانة المخضرمة حول موقفها من الدعوات التي تطالب بإلغاء الرقابة على السينما، قالت : لا بالطبع .. أنا ضد إلغاء الرقابة بل لابد من وجودها .. فالرقابة هي ضمير المجتمع وحائط لحماية الفن نفسه، ولا أحد يقف أمام الفن الصادق، فالفن الحقيقي لن تمنعه اي رقابة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى