كتاب الموقع

«ميلوديا المورفين» ألم الإبداع وسقطة الفيلم الأول

 «ميلوديا المورفين» أول فيلم طويل للمخرج المغربي «هشام أمل»، ويحكي قصة «سعيد الطاير» (أدى الدور هشام بهلول) مؤلف موسيقي ناجح، يفقد ذاكرته إثر تعرّضه إلى حادثة سير. وحين يبدأ باستعادة تدريجية للذاكرة، وتعود حياته إلى وضعها الطبيعي، بعد بضعة أيام، يُدرك أنه لم تعد إليه موهبة التأليف الموسيقي، لتبدأ رحلة استعادتها عبر حث الذاكرة بشتى الوسائل، خاصة بعد تخلي زوجته المغنية (أدت دورها ياسمينة بناني) عنه وإنكارها لموهبته ولفضله الموسيقي عليها. فيضطر إلى الإقامة في الحضيض وتجريب كل الأدوية والمسكنات، وأيضا المهلوسات.. إلى أن يكتشف أن الإلهام ينبع من صرخات أبيه المصاب بورم خبيث.. غير أنه بموت الأب، وإثر إقدامه على محاولة انتحار يكتشف أن الإلهام ينبع من ألمه الخاص.. أليس الألم هو منبع الإبداع بشكل عام؟.

اشتغل المخرج هشام أمل، في فيلمه كما قال على كتابة سينمائية متشابكة، تعتمد على الإيهام والتكسير الزمني للأحداث وتداخل الشخصيات، والقص واللصق الفنيين. وهو ما تطلب منه جهدا كبيرا أثناء عملية المونتاج التي اعتبرها أهم مرحلة في صنع الفيلم. موضحا أن تجربته مع «ميلوديا المورفين» مرت بعدة مراحل، اضطر خلالها إلى تغيير السيناريو عدة مرات.

ورغم المؤاخذات التي يمكن إبداؤها حول الفيلم، لكن مخرجه استعمل لغة سينمائية مختلفة، تنم عن إلمام بلغة الصورة وإمكاناتها، كما تبرز أنه لا يتعامل مع السينما كحكاية، بل كشكل تعبيري يمكنه أن يتم إنجازه بخطوط متعددة، لكنه يطرح إشكالا كبيرا، يتعلق بحقوق الملكية، حيث اعتمد على صور ومقاطع من أفلام وقطع موسيقية كبرى معروفه ما اثار مشروعية استغلالها واستعمالها في الفيلم،  وهو ما سيقف حاجزا وراء مشاركته في مسابقات بعض المهرجانات الدولية.

وهذا الإشكال اعترف به هشام أمل الذي قال إنه بصدد تسوية الإشكال الذي يطرحه «حقوق الملكية الفكرية»، وأنه قام فعلا بشراء بعض الحقوق، كما أنه سيعمل على تسوية أمر بعض القطع الموسيقية على مستوى العزف، وأكد «قانونية» استعمال أغلب الصور والمقاطع السينمائية التي وردت في الفيلم.

سجل فيلم«ميلوديا المورفين» بالفعل نقطة لصالح هشام أمل على مستوى الكتابة السينمائية، رغم أنه سقط في خطأ البدايات، وهو الرغبة في إظهار مقدراته السينمائية عبر استعمال كل شيء يعرفه، حتى وإن كان ذلك على حساب إيقاع الفيلم. وبالطبع «التجريب» شيء مطلوب، غير أن المغالاة في التجريب قد تقود المخرج إلى منطقة جد خطرة إذا لم يمسك جيدا بخيوطه، وإذا لم يحسن جيدا استعمال النحو السينمائي، على المستوى السيميولوجي والشكلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى