إضاءات

ندوة للمخرجة اليابانية ناوومي كاواسي تتحول إلى رحلة سينمائية

الدوحة ـ «سينماتوغراف»

قدمت أستاذة قمرة وصانعة الأفلام اليابانية الشهيرة ناوومي كاواسي ندوتها التعليمية في قمرة اليوم، حيث عرضت للجمهور رحلتها الروحية والفلسفية وكذلك تجربتها في صناعة الأفلام مرتكزة على سؤالين وجوديين هما: “من أنا؟ وما هو هدفي؟”

شكلت هذه الأسئلة للمخرجة الأسس لرحلتها في صناعة الأفلام بالرغم من أنها نشأت في بلدة صغيرة قديمة تعود لاكثر من 1300 عاماً ولكنها انتقلت في ما بعد إلى العاصمة الصاخبة طوكيو.

ناوومي كاواسي من أساتذة قمرة لهذا العام، عرض فيلمها “الغابة الحزينة” ضمن عروض أساتذة قمرة. وتقول كاواسي أنها لم تعتد مشاهدة الأفلام خلال نشأتها ولم تحظ بالبيئة المناسبة التي تعزز قدراتها في صناعة الأفلام.

وتوضح كاواسي أن والديها تطلقا عندما كانت أمها في مرحلة الحمل، وتتسائل :”الآن أنا في هذه الدنيا أردت أن أحيا وأترك أثراً لوجودي في هذه الحياة. أردت أن أعرف نفسي وهكذا بدأت بصناعة الأفلام”.

تحمل أفلام كاواسي في العادة عنصر السيرة الذاتية وتضمنت اأمالها السابقة أفلاماً وثائقية تكريماً لجدتها التي رعتها. وتجاهلت كاواسي طلب جدها تسجيل صوته عندما كان على فراش الموت، سجلت اللحظات الأخيرة لجدتها والتي جعلت منها “عالمية الطابع”.

تقر كاواسي بأنها لا ترى أفلامها مجرد يوميات وأن كيفية رد كل إنسان على هذه الحالات فريد للغاية. “الصور والذكريات التي نسجلها مع أنفسنا مختلفة تماماً عند كل إنسان. مهمة الكاتب وصانع الأفلام هي تفسير هذه الذكريات المختلفة وتضمينها في حياته. نحن جميعاً نقضي الوقت نفسه على الأرض لكن الذكريات التي نحملها مختلفة تماماً. مع الأفلام يمكن أن تغير الواقع أمامك ولكن يمكن أن تحظى بالمفهوم الصحيح لما يحدث. وكونك صانع أفلام فإنك تمتحن بناء على هذه المصطلحات”.

وتشرح كاواسي :” الأساس لصناعة أفلامي كان حقيقة مفادها أني ربما لم أكن لأوجد في العالم. عند السؤال من أنا، أدرك حقيقة أني أعيش هنا، وهذه الأمور تقودني إلى أجوبة عن قيمة الحياة. الكتّاب في مختلف أرجاء العالم يصارعون لالتقاط هذا الأمر يومياً. لديك خيار واحد من المفاهيم يمكن أن تقدمه في الفيلم لكنك يجب أن تدرك بأن هناك عيون أخرى تنظر إليك من خلال الفيلم. ففهم هذا الأمر هو مفتاح صناعة الأفلام.”

وأوضحت كاواسي في الندوة بأنها كانت قاسية على الممثلين المشاركين في أفلامها ما دفع بالممثلة ماكيكو واتانابي إلى دخول المستشفى لمدة أربعة أيام قبل بدء تمثيل مشهد الموت الذي صور فنيا في فيلمها “المياه الراكدة”. وتقول في هذا الصدد “أرادت أن تهرب إلى طوكيو. أجعل الممثلين يمرون بأوقات صعبة لكني لم أشك أبداً بقدراتهم. في الواقع لقد وثقت بي أيضاً وتقول اليوم أن الفيلم مهم جداً لها”.

تنصح كاواسي صانعي الأفلام التعلم عن قيمة الصبر خلال التصوير. “قضاء الوقت الكافي في التصوير ميزة مهمة في أفلامي. اليوم يمكنك السيطرة على هذا الأمر من خلال التكنولوجيا الحديثة. ولكن بالنسبة لي، انتظار الأشياء التي لا يمكنك الحصول عليها ورغبتك في تجربتها مهم أيضاً. في النهاية، إذا أردت أن تشاهد برعم الزهرة فيجب أن تنتظر حتى الربيع”.

وتضيف كاواسي :”السبب وراء صنع الأفلام ليس الجانب المادي. فالحصول على عائد مادي من الأفلام ليس مضموناً، وإذا لم ينجح الفيلم في ذلك، يمكن للمخرج أن يبقى بلا عمل لمدة خمسة إلى ستة أعوام. لكنها مغامرة جدية أن يجب يخوضها الإنسان. إذا امتلك المخرج الإرادة، سيجد المنتج المناسب. لقد صنعت الأفلام التي كنا قادرة على صنعها فقط وهذا هو سبب استمراري في الإبداع. فالسبب وراء صناعتي للأفلام يتعدى الجانب المالي وهو أنني أريد أن أترك الكثير من الآثار ورائي”.

مع إطلاق مهرجان سينمائي في نارا، قالت كاواسي بأنها تقول للجيل الشاب في العالم بأنهم يستطيعون القيام بشيء في بلدتهم. “إنه مشابه للذي تقومون به في الدوحة مع قمرة، لديكم صناع الأفلام من جميع أنحاء العالم. ولكن لماذا هنا؟ لأننا نريد أن ننقل الثقافة إلى الأجيال الشابة”.

وبالنسبة لموضوع المرأة في الأفلام، تقول كاواسي نظراً لعدد النساء العاملات في هذه الصناعة “لديك الفرصة لتكوني تحت الضوء قبل أن تتركي تأثيراً. في البداية، الأمر صعب، لكن عند تخطي العقبات الأولى ستحصلين على المزيد من الدعم. يجب أن تقومي بجهودك الخاصة قبل القيام بأي شيء آخر. يجب أن تكون نظرتك إيجابية عن الحياة”.

كاواسي واحدة من أساتذة قمرة المشاركين في النسخة الثانية إلى جانب كاتب السيناريو والمخرج والمنتج الأميركي جيمس شاموس، والمخرج التركي الفائز بجائزة السعفة الذهبية نوري بيلج جيلان، الأستاذ الروسي ألكسندر سوكوروف، وجوشوا أوبنهايمر المرشح لجائزة أوسكار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى