عمان ـ «سينماتوغراف»
عاد أسبوع فيلم المرأة في دورته الخامسة، ليقدم مجموعة من الأفلام الوثائقية والواقعية والسردية التي تسلط الضوء على قصص سيدات أعمال من أنحاء مختلفة من العالم، واللواتي اخترقن مجالات عمل عديدة وعشن قصصا وتحديات، كلها تؤكد على رحلة المرأة المستمرة لاثبات نفسها في المجتمع.
في “أسبوع فيلم المرأة”، الذي افتتح مساء أول من أمس في سينما الرينبو، وجاء تحت رعاية الأميرة بسمة بنت طلال، سفيرة النوايا الحسنة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبتنظيم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وسفارات في الأردن، التقى الجميع تحت مظلة تؤمن بحق المرأة غير المنقوص في المجتمع، ودروها العظيم كإنسانة منتجة وشريكة حقيقية في الحياة.
جمهور غفير اجتمع في حفل الافتتاح، شمل فئات عمرية مختلفة، وسفراء منهم السفير المكسيكي بالإضافة إلى الفنانة تيما الشوملي كضيفة شرف.
المدير الفني للأسبوع الفنانة غادة سابا قالت “هذا العام يركز أسبوع فيلم المرأة على قصص لسيدات الأعمال ونعرض أفلاما أنتجت عنهن بالتعاون مع شراكات عديدة، منهم Women & Girls والأمم المتحدة لشؤون المرأة التي تعمل في كل عام على إقامة هذا الأسبوع تزامنا مع يوم المرأة العالمي”.
وتبين أنه تم التركيز على الأفلام التي تحمل قصصا واقعيا نظرا لمصداقيتها العالية وتعطي فكرة واضحة وصريحة عن واقع المرأة في أنحاء مختلفة من العالم.
وتشير سابا إلى أنه تم اختيار الأفلام من خلال التواصل مع العديد من الهيئات والمؤسسات والسفارات التي تقوم بدورها باقتراح قائمة من الأفلام، يتم ترشيح جزء منها، ومن ثم اختيار القائمة النهائية للمهرجان.
وفي بادرة لتوثيق قصص نساء أردنيات رائدات، فقد تم انتاج أفلام قصيرة لسيدات أعمال أردنيات دخلن سوق العمل في مجالات عدة، وأثبتن قدرتهن على التميز والابداع في عدة مجالات، مثل: رئيسة تحرير صحيفة الغد الزميلة جمانة غنيمات، والفنانة والمنتجة والمخرجة تيما الشوملي، ومؤسسة ومديرة شركة PR MODE للتسويق والعلاقات العامة زينة حمارنة. وسيتم عرض هذه الأفلام القصيرة بين عروض الأفلام المختلفة.
وحول الهاجس الذي يدفع غادة سابا للعمل المستمر في مجال حقوق المرأة وانصافها في المجتمع، قالت “المجتمع لا يغفر للمرأة في حين أن الرجل دائما “ملاك” يبرر له كل ما يفعله”، و”للأسف النساء تقبل الظلم وتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في ذلك.. ولا أعرف كيف وصلنا لهذه المرحلة”.
وشددت على أن العدل يقتضي أن تكون الحياة “مناصفة بين الرجل المرأة ومبنية على الشراكة الحقيقية”.
وتستذكر القصص التي بدأت بتوثيقها منذ العام 1999 لبرنامج “عين الشمس” الذي كان يعرض على التلفزيون الأردني، والذي من خلاله أزيح الستار لها عن العالم الذي تم صنع صورة مشرقة له، في حين أن الواقع يختلف تماما.
وتشير سابا أن الواقع مليء بقصص تكون فيها المرأة ضحية أولى ومعنفة ومظلومة بشكل كبير.
وقد عرض في اليوم الأول من الأسبوع فيلم “ﺛﻮرة ﻳﻮﻓﺮوﺳﻴﻨﺎ” وهو فيلم وثائقي إسباني مترجم للإنجليزية، والذي يتناول اﻟﺮﺣﻠﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﺼﺤﻮة اﻻﺟﺘماﻋﻴﺔ ﻟﻴﻮﻓﺮوﺳﻴﻨﺎ ﻛﺮوس ﻣﻴﻨدوﺳﺎ، وﻫﻲ اﻣﺮأة ﺷﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن اﻷﺻﻠﻴين في المكسيك والتي تناهض عدم المساواة في المكسيك وحقها في أن تشغل منصب محافظ لبلدتها وحرمانها من ذلك فقط لأنها “امرأة”، وهو الفيلم الذي حصل على جوائز عدة في مهرجانات مختلفة، وترشح لأفضل فيلم وثائقي طويل في حفل توزيع جوائز أرييل في المكسيك.
أما يوم غد (السبت) فيعرض فيلما “حليب الأسى” من إسبانيا، والذي يتطرق إلى مرض نادر يحمل اسم الفيلم ذاته، والذي ينطلق عن طريق حليب النساء الحوامل اللواتي يتعرضن للتعذيب والاغتصاب في أوقات اﻹرﻫﺎب في البيرو، ويحاكي قصة مجموعة من السيدات اللواتي تعرضن للإرهاب أثناء الحمل، والفيلم الروائي التالي هو “ﻧﻮرﻳبن” -وﺻﻔﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ويتناول قصة امرأة من الطبقة العاملة، وﺗﺤﺘﻤﻞ إﺧﻔﺎﻗﺎت زوﺟﻬﺎ اﻟﺮوائي ﻓﺘﻘﺮر الدخول في بداية جديدة وتبحث عن العمل، ولكنها تواصل البحث والتحدي، وفيها العديد من المواقف الحياتية اليومية.
وقد حظيت جميع الأفلام التي عرضت وسيتم عرضها بالمهرجان على جوائز عالمية عدة في مهرجانات متعددة، والذي يُظهر مدى العمق الإنساني للأفلام وتطرقها المباشر للمرأة المضطهدة في العالم.