ناصر عراق يكتب لـ «سينماتوغراف»:
تحية كاريوكا والمليجي واستيفان ومحمود إسماعيل أول نجوم عبروا القناة
إذا كان افتتاح قناة السويس الجديدة اليوم يعد حدثا فريدا يستحق الالتفات إليه إبداعيا وسينمائيا، فإن لقناة السويس القديمة في السينما نصيب مهم، ولشاطئها العامر بالجمال حكايات وأسرار، وها هو تاريخ السينما المصرية يكشف لنا كيف استثمر المخرجون أجواء القناة ليرصدوا المياه والشاطئ والمدن في عدد مهم من الأفلام.
تعالوا نستقل مركب الذكريات لنبحر في تاريخنا الفني بحثا عن مشاهد سينمائية تزدان بقناة السويس.
سي عمر وسمارة
قد يكون أول ظهور لقناة السويس على شاشة السينما في مشهد سريع من فيلم (سي عمر/ 1941) للمخرج نيازي مصطفى، حيث نشاهد نجيب الريحاني – عمر بك الألفي – العائد من الهند بعد غياب عشرين سنة يطل من نافذة المركب على القناة ويتعجب قائلا للمحامي استيفان روستي… (السويس تغيرت خالص)!
أما الحضور القوي للقناة فتبدى في فيلم (سمارة) للمخرج حسن الصيفي، وقد عرض في 8 مارس 1956، أي قبل تأميم القناة والعدوان الثلاثي، ونرى زعيم العصابة محمود المليجي يصطحب تحية كاريوكا وزوجها محمود إسماعيل ومساعده إستيفان روستي، ليستقلوا (اللانش) من على شاطئ القناة ويتوجهوا نحو المركب الرابض في العمق ليستلموا البضاعة/ المخدرات.
سجين أبو زعبل وبورسعيد
لا ريب في أن العدوان الثلاثي على بور سعيد في 1956، والبطولات المدهشة للشعب في مواجهته ألهم صناع السينما بعمل أفلام تتناول هذا العدوان، وفيلم (سجين أبو زعبيل/ 1957) تحدث عن هذا الأمر، وفي أول مشهد في الفيلم نرى شاطئ القناة بشكل سريع من نافذة الفيلا التي يقطنها إستيفان روستي، لكن المخرج نيازي مصطفى يسرف في استعراض القناة وجمالها، عندما نرى محسن سرحان/ الأسطى حسن الذي يعمل قائد (اللنش) الذي يملكه إستيفان روستي، يصطحب زوجة إستيفان – الممثلة منيرة سنبل – ويتنزه بها عبر القناة بناء على رغبتها، ثم تتمدد على الشاطئ، بينما المياه تتماوج خلفها في مشهد جميل.
المخرج عز الدين ذو الفقار أيضا اهتم بقناة السويس وحقق فيلم (بور سعيد/ 1957) الذي تقمص فيه شخصية رجل إنجليزي، حيث يبدأ الفيلم بتأميم عبد الناصر للقناة، ثم يستعرض العدوان الثلاثي وتصدي الناس له، وهكذا نرى عز الدين ذو الفقار/ الرجل الإنجليزي يشاهد من النافذة القناة والسفن تمخر عبابها، فيردد بأسى أمام ليلى فوزي (البكباشي انتصر).
شاطئ الأسرار وشاطئ المرح
بعيدا عن الحرب وغاراتها وبطولاتها، ينجز عاطف سالم فيلما مثيرا مترعا بالمغامرات والتشويق، على خلفية قناة السويس، وأعني فيلم (شاطئ الأسرار/ 1958)، الذي تدور أحداثه في بورسعيد، ونرى عمر الشريف وماجدة ومحمد قنديل وعبد العزيز أحمد ومحمود فرج ومحمود عزمي وأحمد الحداد… كلهم يجوبون القناة باللنشات، بينما الصراع محتدم بين العصابة والبوليس، لكن غناء محمد قنديل للذين يحملهم من شاطئ إلى شاطئ (أودي وأجيب حبيب لحبيب) يخفف من حدة هذا الصراع!
ويجي محمد عبد الوهاب ليضفي بموسيقاه المتفردة بهجة على فيلم (شاطئ المرح/ 1967) للمخرج حسام الدين مصطفى، لنشاهد نجاة تجلس على شاطئ القناة وتمارس الصيد، ونتابع الفتيات والشباب وهم يسبحون في القناة ببور سعيد حيث تدور أحداث الفيلم.
هذه بعض الأفلام التي ظهرت فيها قناة السويس القديمة بشكل واضح، فمتى نرى أفلاما تستلهم قناة السويس الجديدة؟.