تونس ـ «سينماتوغراف»
كيف تكون الأعمال السينمائيّة شاشة نتأمّل عبرها كافّة أشكال العنف؟، ما الذي يبرّر كثافة مشاهد العنف المادي والرمزي في السينما العالميّة عموماً والتونسيّة خصوصاً؟، أليست الفنون بما في ذلك الأعمال السينمائيّة ممارسات كتارسيسيّة وعلاجيّة للعنف بما هو حالة مرضيّة؟، ألا تراهن بعض الإبداعات على مشاهد العنف لأغراض تجاريّة بالأساس؟.
تلك هي أبرز القضايا التي تطرّق إليها أكاديميون ومختصون في الطب النفسي وعالم السينما في لقاء نظّمه قسم الفنون بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” يوم الجمعة الماضي 21 يناير 2022، وتضمّن النشاط مقاربات متنوّعة تجمع بين التحليل النفسي والنقد السينمائي، قدّمها الأساتذة نادرة بن إسماعيل بوصفها مختصّة في الطب النفسي، والمخرج هشام بن عمار، والناقد السينمائي كمال بن وناس. فمن الطبيعي أن تهتم السينما العالميّة بظاهرة العنف لأنّها ظاهرة كونيّة جامعة بين المشترك والخصوصي.
وفي هذا السياق قدّم المخرج بن عمار سرداً لبعض الأفلام العالميّة مثل الأمريكيّة والأوروبيّة والتونسيّة التي تناولت العنف المادي والرمزي مقتحمة مظاهره في جميع مكوّنات النسيج الاجتماعي.
ويعدّ الإبداع السينمائي ممارسة كتارسيسيّة ومقاربة تحليليّة كما بيّن الناقد السينمائي كمال بن وناس الذي ركّز على مظاهر من العنف الرمزي مثل العنف اللفظي، مشيراً إلى أنّه يمكن أن يبلغ المرحلة الباتولوجيّة تلك التي شخّصت بنيتها النفسيّة والبيولوجيّة والذهنيّة الطبيبة النفسيّة نادرة بن إسماعيل المشدّدة في مداخلتها على الوظيفة التصعيديّة والعلاجيّة للعمل السينمائي.
وقد تتنزّل بعض المشاهد العنيفة ضمن الأغراض التجاريّة أو الإيديولوجيات التوظيفيّة لتمرير الرسائل ممّا يفسّر مدى حاجة النص الفني للفعل التأويلي المفتوح.