6 أفلام تمثل مراحل مختلفة من مشةارها الفني في “سينما المرأة”
«سينماتوغراف» ـ أميرة لطفى ، تصوير: منال الليثى
أقيمت على هامش فعاليات الدورة السابعة من “القاهرة الدولى لسينما المرأة” مناقشة حول أعمال المخرجة الهولندية أوجينى يانسن ضيف شرف المهرجان، والتى يحتفى بها فى دورته الحالية ويعرض لها ستة أفلام تمثل مراحل مختلفة من مشوارها الفنى.
أوجينى بدأت علاقتها بالسينما بعد دراستها فى معهد السينما بهولندا، وعملت فترة كمساعدة مخرج فى العديد من الأفلام، وبعدها اتجهت إلي إخراج الأفلام الوثائقية منها “Vogelvrij” وحازت عنه على عدة جوائز وتم اختيار فيلمها القصير “The Rules of flying” عام 2003 للمشاركة فى مسابقة برلين. بالإضافه إلى قيامها بتصوير عدد من الأفلام الروائية، كما أنها فى طريقها للبدء فى عمل فيلم خيالى ثلاثى الأبعاد قريبا .
وتحدثت أوجيني عن عملية صناعة الأفلام والفرق بين السينما الوثائقية والروائية التى برعت فى كل منهما، وقالت أن الفيلم الروائى يعتمد على الخيال بشكل كبير ويجب أن يكون له فكرة وسيناريو، و بداية ونهاية للفكرة ينفذها ممثلين محترفين، أما الفيلم الوثائقى فهو لايخضع لسيناريو وأبطاله غير محترفين ويمكن أن نغير فيه كثيرا من الأحداث حسب رؤيه المخرج وحسب الظروف الواقعية التي يقع عليها تصوير الفيلم، وعادة الفيلم الوثائقى تمويله وميزانيته أقل بكثير من الأفلام الروائية ففى هولندا تتوافر العديد من المؤسسات التى تمول تلك الأفلام من قبل الحكومة الهولندية بالإضافه إلى بعض الجهات الخاصة .. فكل الخطوط التى تؤدى إلى فيلم وثائقى وكل مايجب عمله هو ملخص من 15 ورقة عن فكرة الفيلم والمكان المقترح التصوير بها وبعد دراسته تأخذ الموافقة ويتم التمويل و الإستعداد للتصوير.
وذكرت يانسن أن طريقة العمل مع الممثلين غير المحترفين فى الأفلام الوثائقية بسيطة وغير متعبة فكل المطلوب إختيار جيد للشخص الذى يعيش نفس التجربة أو البيئه تقريبا التى تقوم بتصويرها ومع قليل من التوجيه فإن ذلك يستثير اإحساسا بالمصداقيه بالفعل.
وضربت أوجينى مثلا بفيلمها الطويل الأول “بلا مأوى ” أو Sleeping rough”” والذى نالت عنه جائزة Tiger award فى مهرجان روتردام السينمائى الدولى 2002 وقالت أن أبطال الفيلم هم أشخاص غير محترفين بالمرة فقد ذهبنا للبحث عن اللاجئين فى هولندا لنتكلم معهم ونختار الشخصية المناسبة، ولم يكن الأمر سهلا داخل معسكر اللاجئين الذى كنا نصور به، فهؤلاء اللاجئين يكونون عادة منهكين “بلامأوى وبلا مال” تضيع سنوات عمرهم فى انتظار حصولهم على تصريح إقامة يستطيعون من خلاله أن يعيشوا بشكل قانونى ويدرسوا أو يعملوا .
وتحدثت المخرجه الهولندية عن ثانى أعمالها الطويلة وهو فيلم Calimucho أو السيرك والذى قامت بإخراجه فى صيف 2007 وانها عادت مره اخرى للعمل مع ممثلين غير محترفين.
وذكرت أوجينى أن أسرة السيرك الذين صوروا معهم الفيلم كانوا بالفعل من العاملين به وأنهم اضطروا لاإضافة شخصيات كانت موجوده بالفعل فى السيرك لتكون داخل الفيلم. وعبرت عن شغفها بالفيلم الوثائقي قائلة: إن مايميزه أنه يعبر بشكل أصدق عن الناس والحياة الفعلية .
وفيلم “بلا مأوى” تدور أحداثه حول اللاجئ السودانى مانوك، يتيم الأب والأم الذى يترك منزل جده نتيجة الحرب الدائرة بين الشمال والجنوب و يغادر وطنه مضطرا ويطلب حق اللجوء السياسى ويعيش فى مخيم فى هولندا وحيدا وغريبا .. ومن الناحيه الأخرى ” يعيش ياكوب، رجل تخطى الثمانين وحيدا، أرمل، مشاكس و متذمرا على كل شيئ لم ير ابنه الوحيد منذ 20 عاما … ياكوب، الذي شارك في عدد من الحروب منها الحروب الاستعمارية الهولندية في إندونيسيا والهند الشرقية لا يزال يشعر بالحنق ضد هولندا حيث يرى أن الدولة لا تساهم بالقدر الكافى فى الترفيه والاهتمام بجنودهم السابقين من وجهه نظره المتذمرة. فهو أيضا يعيش فى حالة من الغربة في بلده ولا يشعر بأي اتصال عاطفى بين أفراده ودائما مايتشاجر مع جيرانه ويستفزهم .. ولم يكن له قريب سوى صديق قديم. إلا أنه فى مشهد مؤثر يقطع صديقه علاقته بياكوب بعد ان علق ساخر ومتذمرا أنه يشكر الله ان زوجته ماتت وهى طبيعية وليست مثل زوجته المصابة بالزهايمر فكيف له ان يطيقها على هذا الحال .. فبكى الرجل من كلمات صديقه الجارحة، وتبدأ علاقه مانوك بياكوب عندما يذهب الأول للنوم فى حديقتة ياكوب ليلا فيتشاجر معه ويطرده خارجها الا أنه بعد أيام يعود مرة اخرى ليبيت فى حديقه ياكوب الذى يقوم بمراقبته عدة أيام متوالية ليبدأ بعدها فى التقرب إليه فكلاهما يعانى الوحدة المؤلمة فأخذ العجوز يتودد لمانوك ويطلب منه تناول الافطار معه ويبدأ ياكوب بطريقة لا إرادية فى البحث له مرتبة قديمة من أيام عمله فى الجيش ويضع له طبق الطعام .. و تدريجيا بدأ يدخله منزله ويتحدثا سويا، وتنجح علاقتهما فى تغيير العجوز ويبدأ فى المصالحة مع ماضيه ،عائلتة وأصدقائه القدامى، وتبدا أحوال مانوك فى التحسن ويحصل على تصريح الاقامة ويختار دراسة القانون الدولى لتأخذ حياته منحنى آخر من الأمان والجدية .
أما فيلم Calimucho”” أو السيرك والذى قامت باخرجة فى صيف 2007 فتجرى أحداثه حول سيرك عائلى .. والبطله ديكى الفتاه الشابة التى تتوفى شقيقتها فى حادث سيارة كان يقودها زوجها المخمور .. وبعد هذا الحادث المأساوى تجد ديكى نفسها محملة بكل أعباء أختها الراحلة من الأهتمام ورعاية أبن اختها تيمو وأيضا تحل محلها فى عروض السيرك لتعوض غيابها .. وتبدأ دوامة وصراعات كبيرة تعيشها ديكى بين أركان السيرك ويكون صراعها الأساسى هو إحتياجها لوقت تعمل فيه أى شيء محبب إلى نفسها.
ومن جهه أخرى فقد عرض للمخرجة الهولندية أفلاما أخرى خلال مهرجان أفلام المرأة هى “أرض Voorland” 2005، وفيلم إطعام البطEendjes voeren 2005، وأيضا فيلم “Hinterland” “هنترلاند” 2011.