الوكالات ـ «سينماتوغراف»
مع اقتراب موعد حفل توزيع جوائز الأوسكار الأحد، ربما نجد العديد من الخطابات المعارضة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قد تحتاج إلى أن نجترح جائزة لأفضلها.
وسيتركز الحفل هذا العام، وربما أكثر من أي عام آخر، على من سيتحدث فيه وماذا سيقال أكثر منه على من سيفوز ومظاهر الفنانين والفنانات وأزيائهم.
وسيشعر العديد من نجوم هوليوود بالحاجة إلى اتخاذ موقف فوق أهم خشبة مسرح حفل في العالم، بعد مرور خمسة أسابيع على تنصيب الرئيس ترامب، وانقسام الأمة بشأن الرئيس الجديد وسياساته.
لقد ابتدأت ميريل ستريب الانتقادات في حفل توزيع جوائز غولدن غلوبز (الكرات الذهبية) قبل سبعة أسابيع، الأمر الذي جعلها أكثر من بطلة في هوليوود، وقد ضمنت إلى حد كبير لنفسها الترشيح لجائزة أوسكار جديدة (سبق أن فازت بثلاث منها)، كما فتحت الباب للممثلين الأخرين للحديث في هذا الصدد.
ومن المرجح أن لا يذكر معظم من يريدون إثارة هذه القضية ترامب بالاسم، بل سيلجأون إلى ذكر إشارات مغلفة إليه، بالحديث عن التسامح والاندماج.
لكن هوليود في مأزق ، فالبلاد منقسمة، وينظر مؤيدو ترامب إلى المشاهير – ومعظمهم وقف وراء هيلاري كلينتون- بوصفهم نخبة منشغلة بحالها ولا تعرف الكثير عن تطورات الواقع.
وفي آخر استبيان رأي أجرته مجلة “هوليود ريبورتر”، قال ثلثا مؤيدي ترامب إنهم سيغيرون قناة التلفزيون بعيدا عن مشاهدة حفل توزيع الجوائز إذا أبدى الفائزون آراء سياسية.
فهل سيغير إبداء تصريحات سياسية أو أخلاقية كبيرة ذهن أي شخص؟ أم مجرد أنه سيدفعهم لإغلاق أجهزتهم؟.
ميريل ستريب (ثانية)
إذا تمكنت ستريب (من الفوز والوقوف على المنصة)، فإنها ستفعل بالتأكيد (تنتقد ترامب ثانية)، ولكنها منافسة ضعيفة الحظ هذا العام للفوز بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم “فلورانس فوستر جنكينز”.
والمرشحة المفضلة هي ممثلة فيلم “لا لا لاند” ايما ستون، التي قالت في نوفمبر/تشرين الثاني إن انتخاب ترامب كان “فرصة لنا جميعا للتوحد وفعل جل ما نستطيع للإفصاح بصوت عال (عما نريد) ولأن نكون شجعانا”.
وابتعدت ستون عن الحديث كثيرا منذ ذلك التصريح، واقتصرت في الغالب على القول إن “موهبة الابداع الايجابية” يمكن أن تتجاوز الحواجز في أزمنة الانقسام والفرقة.
كما ابدت الممثلة ناتالي بورتمان رأيها ايضا في هذا الجدل، معبرة بوضوح عن معارضتها لترامب.
وإذا تمكنت من الفوز فأنها ستعيد بالطبع خطابها في المسيرة النسوية في يناير/كانون الثاني، الذي شكرت فيه (ساخرة) ترامب لأنه أطلق “الثورة”. وفي ذلك إشارة إلى حقيقة أنه حفز حركة جديدة مطالبة باحترام أكبر ومزيد من الفرص للنساء.
ماهرشالا علي
وقدم نجم فيلم ضوء القمر (مونلايت) والمرشح لجائزة أفضل ممثل مساعد خطابا قويا في حفل توزيع جوائز نقابة ممثلي الشاشة (السينما والتلفزيون) مؤخرا، موضحا أولا كيف يعرض فيلمه ما يمكن أن يحدث للناس عند تعرضهم للاضطهاد.
وعلى خلفية الحديث عن إلغاء القرار الذي أصدره ترامب لمنع سفر مواطني سبع دول (ذات غالبية مسلمة)، كشف علي عن أنه تحول إلى الإسلام قبل 17 عاما، وأن والدته كانت قسيسة مسيحية، ولكنهما وضعا جانبا الخلافات في معتقداتهما التي هي “ليست بتلك الأهمية”، حسب تعبيره.
وقال المرشح الآخر، ديف باتيل، إن السفر إلى الولايات المتحدة وسط ضجة منع السفر يجعله يشعر أنه “داخل إلى كابوس”.
وكان جيف بريدجز أكثر تفاؤلا بحضه الأمريكيين على “العمل معا لصنع أجمل وجود نستطيع أن نحققه”.
وهو بالتأكيد أكثر تفاؤلا من مايكل شانون، المرشح المفاجأة، في فيلم المخرج توم فورد “حيوانات ليلية”.
ويعتقد البعض أن المشاركين في التصويت على الأوسكار سيختارونه بشكل جزئي بسبب تصريحاته اللاذعة عن الرئيس، من أمثال “أنه سيدمر الحضارة كما نعرفها، والمعمورة كلها”.
فيولا ديفز
وإذا كنت تؤمن بتوقعات النقاد، فإن ديفز التي قدمت ميريل ستريب عند تسلم جائزتها الشرفية عن مجمل مسيرتها المهنية في حفل جوائز الغولدن غلوبز، ستفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة لهذا العام.
ولن تكون مفاجأة إذا أرسلت بطلة فيلم “حواجز” رسالة قوية من خشبة مسرح الحفل، على الرغم من أنها قد لا تكون موجهة مباشرة إلى ترامب. وسبق لها أن قالت في حفل جوائز الغولدن غلوبز إن أزمة الهوية التي تواجه أمريكا كانت “أكبر منه”.
وقالت متحدثة عن “المعنى الحقيقي لما تعنيه عبارة متابعة الحلم الأمريكي”، ” أعتقد أننا قصرنا في بلوغ الهدف لأنه لم يكن ممكنا بأي حال من الأحوال أن نملك أي شخص في الإدارة لا يكون امتدادا لنظام معتقداتنا”.
كيسي أفليك
وقال أفليك، المتنافس على جائزة أفضل ممثل، في وقت سابق هذا الشهر في حفل جوائز بافتا إنه تحدث لستريب وامتدح خطابها.
وأضاف “قلت لها كم كان خطابها في حفل الغولدن غلوبز يعني الكثير بالنسبة لنا جميعا وكم كنت شاكرا لأنها فعلتها وركلت الباب قليلا (فتحت باب النقد للآخرين)”.
وذهب إلى القول في خطابه “قلت إنه أمر مقبول التحدث عن هذه الأشياء، وقلت ليس مهما أننا ممثلون، لقد اعطينا مايكروفونا ويمكننا ان نعبّر به”.
أما منافسه في الحصول على جائزة أفضل ممثل، دينزيل واشنطن، فقد كان ضحية “أخبار كاذبة”حينما ذكرت تقارير أنه كان داعما لترامب خلال حملتة الانتخابية.
وقد نفى واشنطن ذلك، على الرغم من أنه بدا غاضبا من وسائل الأعلام لاجترارها مثل هذه القصص، أكثر مما كان غاضبا من ترامب نفسه.
جيمي كيمل
ومن واجبات مقدم حفل جوائز الأوسكار أن يقدم حديثا منفردا في افتتاح الحفل ويسخر بلطف من المشاهير المتجمعين بالحفل، ناثرا إشارات ساخرة من أحداث محلية بارزة. لذا من المتوقع ان يصيب ترامب الكثير من تعليقات كيمل في خطابه الافتتاحي.
ومثل غيره من مقدمي البرامج الحوارية، كان لكيمل يوم مشهود في توجيه انتقادات لاذعة لترامب في برنامجه المسائي في محطة أيه بي سي.
أصغر فرهادي
أما المخرج الإيراني، الذي سبق أن قطف جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي عن فيلمه “انفصال” في عام 2012، فقد رشح هذا العام للجائزة نفسها عن فيلمه “بائع متجول”.
لكن فرهادي أعلن أنه سيقاطع حفل الجوائز احتجاجا على محاولة ترامب منع دخول مواطنين من إيران وست دول أخرى، حتى لو كان قادرا على (دخول الولايات المتحدة) وحضور الحفل.
وأوضح فرهادي قراره في بيان أصدره قائلا إنه يوازي بين “المتشددين” في الولايات المتحدة وإيران، فكلاهما يؤطر العالم ضمن عقلية “نحن وهم”.
وقد يفعلها المشاركون في التصويت لاختيار الجوائز بإعطاء فيلمه أحد تماثيل الأوسكار، ومن المرجح أنك قد تسمع اسمه يتردد على منصة منح الجوائز على لسان فائزين آخرين.
وبعيدا عن منظور نصف البلاد المعترض، ثمة سبب آخر لأن لا يتجه الفائزون إلى السياسة. فهم لا يمتلكون سوى 45 ثانية لإلقاء خطاباتهم قبل أن ترفع الاوركسترا صوت الموسيقى ليغطي على كلامهم.
وهذا الوقت لا يكفي بالكاد إلا لشكر الأم والأب ووكيل الأعمال، وشكر كل المرشحين الرائعين الذين يستحقون أكثر منه هذه الجائزة وشكر الرب، ولا بأس من ذكر نقطة سياسية عميقة تدواي جراح الأمة.