«سينماتوغراف» ـ متابعات
أدخلت الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم المانحة لجائزة الأوسكار هذا العام، جائزة جديدة ضمن فئاتها، وهي جائزة الفيلم المفضل لدى الجمهور، وسيختار بالتصويت على منصات التواصل الاجتماعي وعلى الموقع الإلكتروني للأكاديمية.
لن يمنح الفيلم الفائز بجائزة تصويت الجمهور تمثالاً ذهبياً صغيراً على غرار الفائزين بفئات الأوسكار الأخرى، بل يراد من هذه الجائزة أن تكون تشجيعية وتعترف بآراء جمهور الشباب الذي يميلون إلى مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت.
ولكن ادخال هذه الفئة لم يحظ بقبول من الجميع، إذ سبق للأوسكار أن شهدت محاولات سابقة قبل سنوات لتقديم جائزة مشابهة، ما رآه البعض إعادة تدوير لفكرة قديمة.
لكن الفكرة ذاتها تحظى بترحيب من نجوم كبار، من بينهم الممثل صمويل أل. جاكسون، الذي قال في تصريح لصحيفة الصنداي تايمز: “من الضروري استحداث جائزة للخيار الجماهيري، لأنه محور صناعة السينما“.
وقد يكون إطلاق الجائزة فكرة جيدة، لكن ذلك وحده لا يضمن لها أن تحظى بقبول الجمهور المنشود؛ وربما لا يروق للشباب الذين اعتادوا على متابعة مقاطع الفيديو القصيرة المنشورة عبر الإنترنت أن يجلسوا لمشاهدة مهرجان مدة ثلاث ساعات لكي يدلوا بأصواتهم.
بغض النظر عن أرجحية الفئة المستحدثة، اختار مراسل الترفيه في بي بي سي، سيتفن ماكينتوش، عدداً من الأفلام التي حظيت بشعبية، ويعتقد أنها تملك حظوظاً للفوز بتصويت الجمهور.
سندريلا
العمل معالجة موسيقية للقصّة الكلاسيكية المعروفة، من بطولة المغينة كاميلا كابيو والنجم بيلي بورتر بدور العرّابة.
وتحظى كابيو بقاعدة جماهيرية مخلصة منذ انطلاقها كعضوة في فرقة “فيفث هارموني” الموسيقية، وهي فرقة من النوع القادر على قيادة حملات ناجحة على تويتر.
وعلى الرغم من أن فيلم سندريلا لم يُعرض في دور السينما، إلا أنه حظي بأكثر من مليون مشاهدة عبر منصة أمازون برايم.
ويعيب نقّاد على الفيلم افتقاره إلى المحتوى مما يجعله عُرضة للنسيان السريع، على أن نقاداً آخرين يرون أن العيوب التي اكتنفت السرد لا تقارَن بحيوية وتدفّق العرض.
سبايدرمان: لا عودة للديار
قد يظن كثيرون أن فيلم “لا وقت للموت” قد أنقذ السينما وأعاد الجمهور إلى دور العرض. لكن في فيلم “لا عودة للديار”، يخطف سبايدرمان الأضواء مدة شهرين، محققاً ضِعف مكاسب “لا وقت للموت” على قائمة الأفلام الأكثر تحقيقاً لإيرادات.
وحظي فيلم “سبايدرمان: لا عودة للديار” بإعجاب المشاهدين حتى أن البعض شاهده أكثر من مرة. إنه ببساطة أضخم فيلم في العام الماضي. وقد حقق إيرادات تناهز 1.8 مليار دولار.
وبينما أشاد نقاد بنجاح صُناع الفيلم في تطويع التقنيات لخدمة السرد الطموح، رأى نقاد آخرون أن الحلقة الثالثة من سلسلة سبايدرمان مليئة بالحشو ومخيّبة للآمال رغم ما تثيره من بهجة في بعض المقاطع.
جيش الموتى
خيال علمي عن فرقة سرقة مؤلفة الزومبي (موتى أحياء)، من إخراج زاك سنايدر، صاحب فيلمي “الرجل الفولاذي” و”باتمان ضد سوبرمان“.
وجّه المخرج دعوة إلى متابعيه لكي يصوتوا لصالح الفيلم.
ولا تحظى نوعية أفلام الزومبي في العادة باهتمام القائمين على اختيار جوائز الأوسكار.
ولم تتجاوز إيرادات فيلم جيش الموتى لدى عرضه في دور السينما أكثر من مليون دولار، لكنه وبعد 28 يوماً من العرض على منصة نتفليكس حقق مشاهدات يناهز عددها 75 مليوناً.
ويعيب نقّاد على الفيلنم أنه “متشتت، ويتناول مواضيع طرحت من قبل، فضلاً عن أنه طويل جدا”. فيما يدافع نقاد آخرون عن الفيلم بأن فيه من “الإثارة، والمتعة، والمرح، وغير ذلك من عوامل التشويق” ما يبرر طول مدته وتشعّب مواضيعه.
كثيب
خيال علمي للمخرج دينيس فيلنوف من بطولة تيموثي شالامي، وزيندايا.
ويمثل الفيلم محاولة لنسج صورة سينمائية من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب فرانك هربرت كانت قد صدرت عام 1965.
ويعد كثيب الوحيد بين الأفلام المتنافسة على جائزة الفيلم المفضل، الذي رُشّح بالفعل لعدد من جوائز الأوسكار، بينها جائزة أفضل تصوير، لكنه مرشّحٌ أكثر للفوز في الفئات التقنية من الجائزة، وسيكون ذلك انعكاسا لما حققه من نجاح في شباك التذاكر (400 مليون دولار).
ويرى نقّاد أن فيلم كثيب يحوي من مظاهر الفخامة مقداراً كبيراً على نحو يصعب تصديقه، لكن نقادًا آخرين يرون أن تلك المظاهر المبهرة ذاتها تصيب مُشاهد الفيلم بالضجر.
تِك تك… بوم!
دراما موسيقية، للمخرج لين مانويل ميراندا وبطولة أندرو غارفيلد.
ويتناول الفيلم قصة الراحل جوناثان لارسون مؤلف العرض المسرحي “رينت“.
وحظي فيلم “تِك تك … بوم!” بإعجاب فئات عريضة لا سيما من محبي المسرح الموسيقي. وهو فيلم أخّاذ وذو جودة عالية، والتمثيل فيه متقن، وسيحرض محبوه على التصويت له خصوصاً أنه غير مرشح لجائزة أفضل فيلم.
على صعيد الإيرادات، لم يحظ الفيلم بكثير من الاهتمام، ولم تنشر منصة نتفليكس إحصاءات عن عدد مشاهداته.
وفيما يرى نقّاد أنه شهد أداءً استثنائيا للممثل أندرو غارفيلد، يرى نقاد آخرون أن الفيلم في معظمه يفتقر إلى العُمق.
الفرقة الانتحارية
فيلم أبطال خارقين، للمخرج جيمس غان، من بطولة مارغوت روبي، وإدريس إلبا – اللذين يمثلان دور مرتزقة أشرار.
وحاول صنّاع الفيلم تقديم نسخة أفضل من فيلم بالاسم نفسه أنتج عام 2016.
وقد شهد هذا التقديم الجديد لـ”الفرقة الانتحارية” تحسناً ملحوظاً، ومن هنا حِرص الجمهور على إظهار الاستحسان لجهود القائمين على النسخة الجديدة، علاوة على انزعاج كثيرين من عدم ترشّح الفيلم لجائزة أفضل مؤثرات بصرية.
وحقق العمل إيرادات ناهزت 167 مليون دولار، ورأى نقّاد أنه “أكثر فيلم أبطال خارقين طويل يقدّم قدراً كبيراً من الفكاهة مع أقل قدر ممكن من التراجيديا”. بينما رأى نقاد آخرون أن الفيلم “يبعث على الملل بما يقدم من تكرار“.