«سينماتوغراف» ـ متابعات
رُشِح الممثل برندان فريزر مؤخراً لجائزة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة (الأوسكار) لأفضل ممثل في دور رئيسي، عن دوره في فيلم “الحوت”، وهو أول بطولة له منذ 12 عاماً بعد أن زاد وزنه، وتعرض لمشاكل صحية ونفسية.
وشكل الترشيح لإحدى الجوائز الأهم في صناعة السينما، والتي أعلنت قائمتها في 24 يناير، عودة قوية لفريزر، أحد مشاهير هوليوود السابقين، بعد فترة من التهميش والإهمال، قال إنه ترك “في البرية” خلالها لأكثر من عقد من الزمن.
ويبدو أن دور فريزر في فيلم The Whale “الحوت”، سيجعل استديوهات صناعة الأفلام وجمهور المعجبين في أنحاء العالم، يعيدون النظر في موهبة البطل السابق لأفلام المغامرات والإثارة والكوميديا مثل “المومياء”، و”رحلة إلى مركز الأرض”، و”جورج من الغابة”، و”روز السامة”.
ويلعب فريزر في فيلمه الجديد، دور تشارلي، أستاذ لغة إنجليزية، يعاني من سمنة مفرطة، ويعطي دروساً لطلابه عبر الإنترنت، ولا يجرؤ على فتح الكاميرا بسبب خشيته من رد فعل الطلاب تجاه مظهره، وهو يعاني من مشاكل صحية، ويعيش في عزلة، وفي نفس الوقت يحاول إعادة التواصل مع ابنته المراهقة التي ابتعدت عنه.
ويقول الممثل الأمريكي الكندي العائد إلى الأضواء، والذي يبلغ عمره 54 عاماً، إنه يأمل في أن يساهم فيلمه الجديد في “إنهاء التحيز ضد الأشخاص الذين يعانون من السمنة”.
وفي إشارة إلى شخصية تشارلي، يقول فريزر إنه شعر بالحاجة إلى “أن يكون صوت الذين يعيشون بالطريقة التي يعيشها تشارلي”، مضيفاً أنه أراد تقديم تشارلي “مع حفظ كرامته واحترامه، وبطريقة لم يسبق أن شاهدنا بها مثل هذه الشخصية تقدم على الشاشة”.
وقال فريزر “يمكن في كثير من الأحيان أن ننسى أن هؤلاء بشر، لديهم أفكار، ومشاعر، وقلوب، وعائلات”.
وأضاف “إن هذه قصة لا تتحدث عنها وسائل الإعلام عادة، إنها قصة تحصل خلف أبواب مغلقة في شقق صغيرة مؤلفة من غرفتين في كل أنحاء البلاد، وفي أنحاء القارة، وفي أرجاء العالم”.
اضطر فريزر خلال الفيلم إلى الاستعانة بمكياج وبدلة خاصة وأعضاء اصطناعية، ليبدو بالوزن المفترض لتشارلي الذي يعاني من سمنة مفرطة، الأمر الذي قال إنه شكل بالنسبة له “تحديا جسديا وعاطفيا”.
وأثار أداء فريزر في فيلم “الحوت” الاعجاب، ولفت الانتباه منذ العرض الأول للفيلم في سبتمبر 2022، واعتبر نقاد أن هذا الدور هو الأقوى خلال العام، وربما يكون الأفضل في مسيرة النجم المهنية.
وفي تقييمها للفيلم، منحته صحيفة “التلغراف” البريطانية خمس نجوم، ووصفت “الحوت” بأنه عمل يجمع “الجمال والقوة”. وكتبت عنه بي بي سي في قسمها الثقافي أن “براندن فريزر يستحق الأوسكار”.
لكن صحيفة “الغارديان” كانت أقل إعجابا، وأعطت نجمتين فقط لـ “عودة فريزر المخيبة للآمال”، ووصفتها بأنها “دعوة مفزعة للسمنة”.
إلا أن معظم النقاد أعجبوا بأداء فريزر. وتأتي ِإشادة اللجنة المسؤولة عن جوائز الأوسكار بأدائه وترشيحه لجائزة أفضل ممثل بعد أسبوع من ترشيح مماثل لجوائز البافتا عن الدور نفسه، إضافة إلى حصوله على جائزة أفضل ممثل في جوائز اختيارات النقاد الأمريكيين.
وقال فريزر في خطاب عاطفي مؤثر عند استلامه الجائزة “كنت في البرية”، وأضاف موجها حديثه إلى دارين أرونوفسكي، مخرج الفيلم “ربما كان علي أن أترك أثرا من فتات الخبز. لكنك عثرت علي”.
كما أشاد فريزر بفريق الممثلين “المذهل” في الفيلم، والذي يضم سادي سينك في دور ابنته المراهقة، وهونغ تشاو، وتاي سيمبكينز، وسامانثا مورتون.
وتابع فريزر، الذي بكى وهو يخاطب الحضور الذي استقبله بحفاوة بالغة “إذا كنت شخصا مثل تشارلي، الذي لعبت دوره في هذا الفيلم، تعاني بأي شكل من الأشكال جراء السمنة، أو تشعر وكأنك وسط بحر مظلم، أريدك أن تعلم، أنك أنت أيضا إذا امتلكت من القوة ما يكفي لمجرد الوقوف على قدميك والتوجه إلى النور، فستحدث الأشياء الجيدة”.
وقال “هذا الفيلم، ‘الحوت’، هو فيلم عن الحب، عن الاستعادة، إنه فيلم عن العثور على الضوء في نفق مظلم”.
وأشار فريزر إلى أن العقد الماضي كان صعباً بالنسبة له، لكن العودة الآن مع موسم الجوائز هي أمر رائع.