«كان» ـ عبد الستار ناجي
يجسد النجم الأميركي القدير روبرت دي نيرو في فيلمه الجديد «أياد من حجر» شخصية مدرب الملاكمة راي اكريل الذي كان خلف البطولات والإنجازات التي حققها بطل العالم في الملاكمة روبرتو دوران.
الفيلم الجديد لا يذهب إلى عوالم الملاكمة وحلبات النزال بقدر ما يشتغل على الجوانب الإنسانية التي تحيط بذلك النجم وعلاقته بمدربه، بل بمساحة التغيير التي أحدثتها تلك العلاقة عند المدرب وأيضاً البطل.
علاقة تعتمد البعد الإنساني، حيث يظل المدرب «راي» يتعامل مع البطل «روبرتو» على أنه إنسان قبل أي شيء آخر وليس مجرد وحش ضارب، هو يعلم بأن البطل الذي أمامه يمتلك أيادي من حجر ولكن قلب إنساني نابض بالحس والمشاعر الجياشة التي تجعل كلاً منهما يقترب من الآخر.
حكاية أسطورة في عالم الملاكمة وأيضاً أسطورة آخر في عالم التدريب كل منهما يكمل الآخر، وكل منهما يثري الآخر هذا بتاريخه وتجربته وهذا بقوته الضاربة.
رحلة في عالم البطولات التي خاضها هذا البطل الذي استطاع أن ينتصر في 103 نزالات من أصل 110 قابل خلالها أهم النجوم، ومنهم راي شغر ليونارد وتوماس هيرنس وأيضاً مارفن هجلر، وقد استطاع أن يحقق النصر ليس بفضل قوته الضاربة بل بمنهجية التدريب التي تجمع بين كافة المفردات الاحترافية في هذا الجانب، وأيضاً التحول إلى أسرة واحدة تفهم ظروف الآخر بالذات في المراحل الصعبة التي عاش بها كل منهما من غرور تارة ومن إدمان تارة أخرى.
سينما من نوع مختلف تلك التي يقدمها النجم الأميركي روبرت دونيرو ليؤكد علو كعبه وترسيخه كواحد من أهم نجوم حرفة التمثيل في العالم.
الفيلم يعتمد على سيناريو كتبه مخرج العمل جوناثان جاكوبوسز الذي كان قد قدم عام 2006 فيلمه الأول «الأسرار السريعة».
مع دي نيرو في الفيلم كل من إدغار راميرز ويوشر ريموند وانا دي آموس.
وحينما نقرب الصورة من النجم روبرت دي نيرو نكتشف أننا أمام فنان لا يكرر شخوصا ولا يجتر نتاجاته أو مسيرته، بل يذهب بنا دائماً إلى مناطق متجددة من الأداء والإبداع وهكذا هو شأن الكبار دائماً.