«سينماتوغراف» ـ محمد جابر
بدأت كل دول العالم خلال هذا الأسبوع في إرسال الفيلم الذي سيمثلها رسمياً في المنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي، في جوائز الأوسكار التي تمنحها أكاديمية العلوم والفنون الأميركية.
وستدخل عشرات الأفلام القادمة من دول العالم في تصفية أولى وثانية، قبل وصول 5 أفلام منها للحفل الذي سيقام أواخر فبراير/ شباط المقبل. وأرسلت بعض الدول بالفعل اسم الفيلم الذي سيمثلها، بينما دول أخرى، من بينها مصر، ما زالت في طور النقاشات. وأعلنت نقابة السينمائيين المصريين عن تكوين لجنة، لاختيار الفيلم الذي سيذهب إلى تصفيات الأوسكار.
وجاءت اللجنة مكونة من مجموعات مختلفة من السينمائيين، سواء مخرجين مثل علي بدرخان وخالد يوسف ومحمد ياسين، أو مدراء تصوير مثل سعيد الشيمي ومحسن أحمد، أو نقاد مثل طارق الشناوي وكمال رمزي، وعليهم اختيار فيلم واحد من أصل 30 فيلما مصريا مرشحا. ورغم كثافة الأفلام، إلا أن الاختيارات الفعليّة تبدو أقل، ولن تخرج عن 6 أفلام، بعضها بسبب مستواها الفني وتحقيقها لنجاح عالمي، والبعض الآخر بسبب أسماء المخرجين الكبار الذين يقفون وراءها.
هناك 3 أفلام تنتمي لجيل جديد من السينمائيين. الأول، فيلم “اشتباك” للمخرج، محمد ياب، وهو العمل الأوفر حظاً لتمثيل مصر في الأوسكار، وذلك نظراً لعرضه في مهرجان “كان” السينمائي في أيار/ مايو الماضي، إذ افتتح مسابقة “نظرة ما”، وحقق مردوداً جيداً في المقالات النقدية، وله سمعة عالمية وصلت إلى أن النجم الأميركي، توم هانكس قام بالكتابة عنه في صفحته على موقع فيسبوك، ونصح المتابعين بمشاهدته. ويدور الفيلم بالكامل داخل سيارة أمن مركزي يجتمع فيها عدد كبير من المعتقلين السياسيين، في الفترة التي تلت عزل محمد مرسي، عن الحكم. وينقسم المعتقلون لطرفين، طرف مؤيد لعزله، وطرف ثان معارض، هو من جماعة الإخوان المسلمين. وتبدو فرص الفيلم في تمثيل مصر والمنافسة الفعلية على الترشيح كبيرة فعلاً.
الأفلام الخمسة الأخرى لا تملك نفس حظوظ فيلم دياب، اثنان منها لمخرجين جدد أيضاً، وهما “نوارة” للمخرجة هالة خليل، والذي تدور أحداثه بعد أسابيع من ثورة يناير، ومحاولة التقاط الآمال الكبيرة التي امتلكها الفقراء تجاه الثورة؛ والتي أجهضت في النهاية. أما الفيلم الثاني، فهو “باب الوداع” للمخرج، كريم حنفي، وهو فيلم فني له طابع تجريبي قد يؤهله للمنافسة، ولكنه في المقابل لم يحقق مردوداً عالمياً عالياً مثل فيلم دياب، ولا يملك ارتباطاً بما يحدث في مصر.
أما الأفلام الثلاثة التالية التي تملك فرصة واحتمالية نيل الترشيح، فمخرجوها هم من رموز السينما في مصر، منذ بدء مسيرتهم في الثمانينيات. ولا يتعلق الأمر بالتالي بمستوى الأفلام، بقدر ما يتعلّق بأسمائهم التي من الممكن أن تساعدهم على الترشح. ومنه، فإنّ الفيلم الرابع المحتمل هو “قدرات غير عادية” للمخرج، داوود عبد السيد، والذي يدور في أجواء شاعرية لمجموعة من الناس الموهوبين، يعيشون معاً في فندق واحد. ولم ينل الفيلم احتفاءً عند عرضه في مهرجان “دبي”، ولكنه نال جوائز “مهرجان المركز الكاثوليكي” في مارس/ آذار الماضي، وبعض أعضاء لجنة التحكيم في المهرجان هم أيضاً أعضاء في اختيار الفيلم المصري المرشح للأوسكار، مما يجعل الاحتمالية قائمة.
الفيلم الخامس هو “قبل زحمة الصيف”، وأكثر ما يدعمه هو أنه الفيلم الأخير لمخرجه، محمد خان، والذي رحل قبل أسابيع قليلة، وبعد عدة أشهر فقط من عرض الفيلم، لذلك، قد يفكر أعضاء اللجنة في البعد التكريمي من اختياره ممثلاً لمصر.
أما الفيلم الأخير، فهو “الماء والخضرة والوجه الحسن”، للمخرج، يسري نصر الله، والذي عرض في مهرجان “لوكارنو” السينمائي مطلع هذا الشهر، قبل أن يعرض في دور السينما. ويمتلك نصر الله شعبية عالمية في الخارج، وبالتأكيد سيكون فيلمه ضمن الأفلام الموضوعة في الاعتبار أثناء الاختيار.