إبداع أطفال.. بطولات سينمائيّة لنجوم صغار

 

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

قبل عامين، حقق الطفل، جاكوب تريمبلاي، وهو في عمر التاسعة فقط، نجاحاً رائعاً في بطولة فيلم Room أمام قبل أن يعود، هذه الأيام، في فيلم Wonder، مع جوليا روبرتس وأوين ويلسون، ويعاود النجاح النقدي والجماهيري بواحد من أكثر الأفلام الملهمة في 2017، والذي يحكي عن القصة الحقيقية للطفل، أوجي بولمان، والذي ولد خلقيّة أدت لقيامه بـ27 عملية جراحية. ويعايش الفيلم، معه ومع والديه، مرحلة دخوله للمدرسة، ومحاولة التصرُّف كطفلٍ عادي، بعيداً عن المقاييس المجتمعية للجمال. وكالعادة، سلب تريمبلاي ألباب الجمهور بأدائه الرائع وحمله لقيمة الفيلم. قبل هذا الفيلم، كان هناك من دولٍ مختلفة، امتلك صناعها جرأة منح بطولتها لأطفال، نستعرض هنا بعضها.

Empire of the Sun عام 1987

لم يكن المخرج الكبير يعرِف حينما اختار الطفل، كريستيان بيل، والذي لم يُكمِل الثالثة عشرة بعد، لبطولة فيلمه الحربي “إمبراطورية الشمس”، أنَّ هذا الطفل سيصبح بعد أقلّ من عقدين واحدا من أهم وأشهر ممثلي السينما الأميركية. لعب بيل في تلك الدراما الحربية قصة حقيقية للطفل “جيم”، الذي قُبض عليه في المعسكرات اليابانية أثناء الحرب العالمية الثانية، وعانى من أجل النجاة، ليتسم أداء بيل بالنضج والقوة، ويجعل من هذا أول أدواره العظيمة.

Cinema Paradiso عام 1988

الفيلم الذي حصل على أوسكار أفضل فيلم أجنبي، ونال مع الوقت شهرة فائقة، كواحد من أكثر الأعمال التي تعاملت بعاطفة مع السينما، وَضع فيه المخرج، جيوسيبي تورناتوري، كلّ السحر الذي يملكه بين يدي سالفتوري كاسيكو، الطفل العاشق للأفلام وعلاقته الإنسانية المتفردة مع عامل السينما “ألفريدو”. ومن المثير للانتباه، أن الشخصيّة الرئيسيّة تسمّى، أيضاً، “سالفتوري”، كأن المخرج أراد مَحو المسافة بين الطفل الحقيقي والآخر الخيالي، وليس من الغريب بالتالي أن الشخصية (التي تظهر لاحقاً في دور مراهق ورجل) تبقى فقط في الأذهان في نسختها الطفوليّة.

The White Balloon عام 1966

مع انطلاقة موجة سينمائيّة في إيران خلال الثمانينيات. كان الاعتماد على الأطفال، ورؤية العالم من أعينهم، واحدةً من أكثر السمات المميّزة للأفلام، وكان “البالون الأبيض” أحد نقاط الذروة في تلك المرحلة. كتبَ الفيلم الرمز السينمائي الأهم في إيران، عباس كياروستامي، كباكورة أعمال لمن سيصبح بعد ذلك الإيراني الأكثر نجاحاً عالمياً. الفيلم باسم “جعفر بناهي”، وهي قصة شرقيَّة جداً عن فتاة في الثامنة من عمرها، فقدت الأموال داخل بالوعة، وتسعى لإيجادها خوفاً من عقاب أمها. ونال الفيلم الكاميرا الذهبية في مهرجان “كان” أثناء المسابقة الرسميَّة.

Pan’s Labyrinth عام 2006

يشتهر المخرج المكسيكي، جاليرمو ديل تورو، بخليط غريب في أفلامه؛ دراما على خلفية حربية، الكثير من الفانتازيا والخيال، ورغم أنّها من بطولة أطفال، إلا أنّها ممتلئة بالعنف والدماء! فيلمه “متاهة فون” هو ذروة مشروعه السينمائي. يضع فيه الطفلة، إيفانا باكيرو، في إسبانيا الفاشية عام 1944، حين تتزوج والدتها من قائد الجيش الذي يسعى لإبادة الثوار، قبل أن يظهر لها كائناً أسطورياً يأخذها للمتاهة الموجودة على أطراف الغابة، ليختلط الواقع بالخيال في صورة فريدة. ورغم أن الفيلم غير أميركي، إلا أنه رشح لـ6 جوائز أوسكار، نال 3 منها.

Little Miss Sunshine عام 2006

رغم امتلاء هذا الفيلم بعدد من النجوم، مثل توني كوليت وغريغ كيرنر وستيف كاريل والعجوز آلان أركين الذي نال الأوسكار عن دوره هنا، إلا أن البطلة الرئيسية للعمل هي ذات العشر سنوات، آبيجل برسلين، كطفلة تسعى لهدفٍ واضح وهو الوصول لمسابقة جمال الأطفال. ومن خلال رحلة الطريق الطويلة التي تأخذ عائلتها فيها داخل سيارتهم الصفراء المميزة يبدأ كل منهم مساءلة “هدفه” هو الآخر. رشحت برسلين للأوسكار ونالت حينها أكثر من 20 جائزة عن دورها في الفيلم.

Let the Right One In عام 2008

أفضل فيلم رعب قدمته السينما خلال العقدين الأخيرين، من بطولة طفل وطفلة في دوري “أوسكار وإيلي”، حيث قصة حب بين ولد انطوائي يعاني من حياة المدرسة، ومصاصة دماء لا تكبر في السن، وغير قادرة على التواصل مع أحد. فيلم استثنائي جداً في شاعريته وأسلوبه وأداءات بطليه، تحديداً الطفلة لينا ليندرسون كأجمل مصاصة دماء شهدتها السينما. اقتبس بعد عامين في فيلم أميركي يحمل اسم Let Me In ولكنه كان أقل قيمة من الأصل.

“وجدة” عام 2012

أول فيلم يصور بالكامل داخل المملكة السعودية. قدمت مخرجته هيفاء المنصور قصة ذات منحى ذاتي عن الطفلة “وجدة”، التي تسعى لامتلاك دراجة خضراء وقيادتها في الشارع مثل أقرانها الذكور. ولكنها تصطدم مع الحظر المجتمعي لقيادة الفتيات. حصل الفيلم على جوائز في مهرجان “فينيسيا” دعماً لجرأته، ونالت الطفلة، وعد أحمد، تحديداً الكثير من المديح عن أداءها في الفيلم.

Exit mobile version