لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»
بدأت حقبة جديدة في السينما الأميركية، بعد أن انضم الممثلون إلى الكتّاب في صفوف الاعتصام ضد منتجي الأفلام والتلفزيون، مما سيؤدي إلى إغلاق الصناعة بشكل واسع خلال مدة هذا الإضراب، ويغري بشكل جذري العلاقة بين الاستوديوهات والعاملين في هوليود.
فبعد مفاوضات بين ممثلي الاستوديو، فشل تحالف منتجي الصور المتحركة والتلفزيون “إيه إم بي تي بي” (AMPTP) ونقابة الممثلين الأميركيين “نقابة ممثلي الشاشة-الاتحاد الأميركي لفناني التلفزيون والراديو” (Sag-Aftra) في تحقيق ما ظنه الكثيرون مستحيلًا.. لقد أضرب ممثلو هوليود عن العمل أيضا.
يعني هذا القرار أن الممثلين سينضمون إلى الكتّاب في صفوف الإضراب، وهي المرة الأولى منذ أكثر من 6 عقود التي تتخذ فيها النقابتان إضرابًا متزامنًا.
انضم إلى هذا الإضراب الممثل جورج كلوني، الذي قال : “هذه نقطة انعطاف في صناعتنا.. لقد فقد الممثلون والكتاب بأعداد كبيرة قدرتهم على كسب لقمة العيش”.
وأضاف “لكي تبقى صناعتنا على قيد الحياة، يجب أن يتغير ذلك. وبالنسبة للممثلين، تبدأ هذه الرحلة الآن”.
وينضم تحت لواء الاتحاد الأميركي لفناني التلفزيون والراديو حوالي أكثر من 160 عضوا بالإضافة لزعيمة النقابة والبطلة الشعبية الصاعدة فران دريشر، والكثير من النجوم القادرين على شل الحركة في هوليود، مثل مات ديمون ومارجوت روبي وجيريمي رينر وجيمي لي كورتيس، وقد أعربوا جميعهم عن دعمهم للمضربين.
رغم التأثير الكبير لإضراب الكتّاب على إنتاج الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، فضلاً عن الأنشطة ذات الصلة مثل عروض الجوائز والأحداث الدعائية، فمن المرجح أن يكون إضراب الممثلين حدثًا مزلزلًا للصناعة في العالم أكمل. فمن تبعاته أن أي فيلم أو مسلسل يظهر فيه ممثل ينتمي لهذه الرابطة من المرجح أن يتم إغلاقه، أو على الأقل إعادة جدولته إلى أجل غير مسمى بعدما بدأ الإضراب.
ويبدو أن حدث “كوميك- كون” (Comic-Con) الشهير، في سان دييغو، المقرر عقده الفترة من 20 إلى 23 يوليو الجاري، والذي يحضره عادةً عدد كبير من النجوم للترويج لأفلامهم وقد تعرض لضربة شديدة.
كما أن الإصدارات الصيفية مثل “سلاحف النينجا المراهقون: تحول مدمر” (Teenage Mutant Ninja Turtles: Mutant Mayhem) من المتوقع أيضًا أن تقلل من أنشطتها الترويجية.
بينما المهرجانات السينمائية الدولية الكبرى، بما في ذلك فينيسيا وتورنتو، والتي تقام في وقت واحد تقريبًا أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر، سيكون عليها عرض الأفلام المتاحة، لكن نشاط السجادة الحمراء وظهور الممثلين بات موضع شك الآن.
إنها المرة الأولى التي تقوم فيها نقابة الممثلين بالإضراب -منذ عام 1980- والمرة الأولى التي تضرب فيها في نفس الوقت مع نقابة الكتاب منذ عام 1960 عندما كان رونالد ريغان رئيسًا لـ (SAG-AFTRA) وستحمل الأيام القادمة الكثير بالفعل، وربما سيكتب تاريخ السينما الأميركية من جديد.