الجونة ــ «سينماتوغراف»
استضاف مركز الجونة للمؤتمرات والثقافة، اليوم الأحد، واحدة من أهم فعاليات مهرجان الجونة السينمائي في دورته الخامسة، حيث نظم محاضرة مع المخرج الأمريكي الشهير وكاتب السيناريو دارين أرنوفسكي، الحائز على عدد من الجوائز، وقدم عدة أفلام ناجحة، وقد لاقت إقبالاً كثيفا في الحضور.
أدارت الجلسة تيريزا كافينا، مبرمجة المهرجانات ومحللة السيناريو للعديد من صناديق ومنح الأفلام، وقام بافتتاح المحاضرة كل من: انتشال التميمي، مدير مهرجان الجونة السينمائي، الفنانة بشرى، رئيس العمليات بمهرجان الجونة السينمائي الدولي، وكان ذلك بحضور ليلى علوي وإلهام شاهين، والمخرجة إيناس الدغيدي وأروي جودة وأخرين.
قال المخرج الأمريكي: «كانت آخر زيارة لي لمصر عام 1987، ولم أكن أعرف ما هي صناعة السينما. في نيويورك ولوس أنجلوس لم يكن هناك الكثير من صناع السينما والمخرجين، كما لم يكن هناك كاميرات أو تكنولوجيا تصويرالأفلام الموجودة الآن، والتكلفة كانت كبيرة آنذاك. أما الآن، فيمكنك شراء آيفون بكاميرا عالية الجودة لتبدأ صناعة فيلمك أو البدأ في ترجمة أفكارك وشغفك لمحتوى مرئي أو سينمائي».
تابع: «وُلدت وعشت في بروكلين وشاهدت بالصدفة أحد أفلام «سبايك لي»، وغيرت نظرتى للسينما والتى كانت مختلفة عن أفلام هوليوود وهو ما جذبنى لهذا المجال. وعند ذهابى للجامعة، تمكنت من الحصول على المعدات وكانت أول مرة أجد في نفسي شغفاً بشيء ما لهذه الدرجة. كتبت فيلم Pi وهو فيلمي الأول، وأتذكر أنه عندما قمت بإخراجه كانت الموارد محدودة، واكتشفت أنني بحاجة لجمع حوالي 20 ألف دولار، وهذه كانت أقل تكلفة، علماً بأن الكُلفة الحقيقية للفيلم هي التحميض. وبسبب تكلفة الانتاج العالية، أدركت للمرة الأولى أهمية إيجاد ممثل بدون أجر. وذهبت إليه وعرضت عليه الفكرة وناقشنا الفيلم وبدأت تتولد أفكار الفيلم».
أوضح: «كان من أهم العناصر في الفيلم إدخال الجمهور داخل رأس البطل وتقديم سينما موضوعية من خلال تحريك الكاميرا تجاه الأشياء التي ينظر اليها، ومعرفة ما يفكر به حيث أردنا استخدام الكاميرا بطريقة معبرة وقد تم التصوير بالأبيض والأسود نظراً لارتفاع تكلفة التصوير بالألوان، وهذه هي السينما التعبيرية. كل هذه القرارات تم الاتفاق عليها للعمل بالموارد المتاحة حيث لم نحصل على موارد إضافية. هناك 4 شخصيات في الفيلم مما يخلق 4 وجهات نظر وباستخدام بعض التقنيات والألوان للتعبير عن الشخصيات مع اقتسام الشاشة لقسمين يعبر عن وجهتين نظر. لم نُرد الكثير من الخدع في الفيلم بل استخدمناها كأدوات لرواية القصة مع ابتكار أدوات جديدة. فكرة اقتسام الشاشة تم تطبيقها في عدد من الأفلام للتعبير عن المشاعر، حتى لو لشخصين ليسا من نفس العالم وإعطاء مشاعر حقيقية مثل تجربة تناول المخدرات».