كان ـ خاص «سينماتوغراف»
لم ينطفئ بريق الممثلة السويدية الكبيرة إنغريد برغمان، ففي الذكرى المئوية لولادتها اختارها منظمو مهرجان كان رمزا لنسخته الـ68. إذ صمم الملصق الرسمي هذا العام من صورة للنجمة الراحلة التقطها ديفيد سيمور أحد مؤسسي وكالة «ماغنوم»، لتخلف بذلك الفنان الإيطالي مارسيلو ماستروياني الذي احتل صدارة المنشورات العام الماضي.
وقال المنظمون في بيان حول اختيار برغمان، إحدى أشهر الممثلات في العالم والحائزة ثلاث مرات على جائزة الاوسكار، إنها «أيقونة الحداثة وامرأة حرة وممثلة شجاعة، كانت (برغمان) في نفس الوقت نجمة هوليوودية ووجها للـ«واقعية الجديدة»، تغير الأدوار وتتبنى بلدانا مختلفة مع تغير شغفها وهواها دون أن تفقد سحرها وبساطتها».
وعملت برغمان مع عمالقة السينما على غرار ألفريد هيتشكوك وروبرتو روسيليني وإنغمار برغمان، ولعبت إلى جانب أكبر الممثلين على غرار غاري غرانت وهومفري بوغارت وغريغوري باك. وترأست إنغريد برغمان لجنة تحكيم مهرجان كان عام 1973.
وإن كانت برغمان تطل هذا العام بهدوء على الكروازيت وترمز إلى عالم السحر والجمال، فكانت في الماضي هزت العالم وخلقت أكبر فضيحة بعد الحرب العالمية الثانية بعد أن تركت زوجها الأول وابنتها لتلتحق بالمخرج الإيطالي روبرتو روسيليني.
وكتبت برغمان لروسيليني وقتها رسالة شهيرة «عزيزي السيد روسيليني، شاهدت أفلامكم «روما، مدينة مفتوحة» و«بايسا» وأحببتها كثيرا. إذا احتجتم إلى ممثلة سويدية تتحدث الانجليزية بطلاقة، ولم تنس الألمانية، ولا تفهم الفرنسية، ولا تجيد بالإيطالية سوى عبارة «أحبك»، فأنا مستعدة لتصوير فيلم معكم»… فكانت لها بطولة «سترومبولي» وبداية قصة بركانية مع المخرج الإيطالي.
وأعربت المخرجة والممثلة الإيطالية الأمريكية إيزابيلا روسيليني، ابنة إنغريد برغمان والمخرج الإيطالي الشهير روبرتو روسيليني، عن بالغ تأثرها باختيار والدتها كرمز للمهرجان.
لكن تكريم النجمة الراحلة لم يقتصر على الملصق، إذ اختار المنظمون ابنتها إيزابيلا روسيليني لتترأس لجنة تحكيم قسم «نظرة خاصة».
وسارت إيزابيلا روسيليني خطواتها الأولى في هذه المهنة على درب والدها، فعملت إلى جانبه وكانت تهيئ أزياء الممثلين قبل أن تصبح ممثلة بدورها في أفلام المخرجين الإيطاليين الأخوين تافياني. وبعد هذه التجارب الأولى، تحولت روسيليني إلى الساحة الدولية فلعبت في أفلام هامة في تاريخ السينما وتبقى في ذهن العديدين بطلة فيلمي المخرج الأمريكي الكبير دفيد لينش «المخمل الأزرق» (1986) و«سيلور ولولا» (السعفة الذهبية عام 1990).
وخلال النسخة 68 من مهرجان كان ستشارك إيزابيلا روسيليني في تكريم يقام لأمها عبر حضورها عرض فيلم وثائقي سويدي بعنوان «إنغريد برغمان عبر كلماتها الخاصة»، ضمن قسم «كلاسيكيات كان». وستستغل روسيليني حضورها في كان لإطلاق مشروع عرض دولي كبير «إجلالا لإنغريد برغمان» والذي سيجمع بين سيرة النجمة الراحلة والرسائل التي تبادلتها مع روبرتو روسيليني
شاهد تريللر خاص بملصق مهرجان كان السينمائي: