إيران ترفض إصدار ترخيص لعرض فيلم «إخوة ليلى» بعد مشاركته في «كانّ السينمائي»

«سينماتوغراف» ـ متابعات

أعلنت منظمة السينما الإيرانية الحكومية في بيان، اليوم الثلاثاء، رفضها إصدار ترخيص لعرض فيلم “إخوة ليلى”، بسبب “مخالفات وامتناع المنتج والمخرج عن العمل وفق المقررات”.

فيلم “إخوة ليلى” من إخراج سعيد روستائي، وبطولة الممثلة ترانة عليدوستي ونويد محمد زاده وبيمان المعادي وفرهاد أصلاني. عُرض الفيلم لأول مرة خلال مهرجان كانّ السينمائي الدولي خلال دورته الأخيرة (17-28 مايو 2022)، وحصل فيه على جائزة الاتحاد الدولي للنقّاد.

وأكدت منظمة السينما الإيرانية في بيانها أن الفيلم “أرسل للمشاركة في مهرجان كانّ من دون أن يمر بالمراحل القانونية”، مشيرة إلى أنها بعد إرسال الفيلم إلى كانّ دعت منتجه ومخرجه إلى اجتماعات، لـ”حل مشكلة الفيلم، بغية المساعدة وتسهيل مشاركته (في المهرجان) بعد تصحيح المسار”. 

ولفتت إلى اتفاق مع القائمين على الفيلم لإجراء تعديلات عليه وإعداد نسخة نهائية منه لعرضها في مهرجان كانّ، لكنها أكدت أنهم لم يجروا هذه التعديلات.

واتهمت منظمة السينما الإيرانية صنّاع الفيلم بأنهم “يصرون على استمرار المسار الخاطئ، ويفضلون عرض الفيلم في مهرجان كانّ على عرضه في صالات السينما الإيرانية وللمشاهدين في الداخل”.

وختمت المنظمة بيانها بالإعلان عن رفض منح فيلم “إخوة ليلى” تصريح العرض في إيران “ما لم تزل أسباب منعه من العرض”، مشيرة إلى أن المخرج سعيد روستائي رفض إجراء إصلاحات على الفيلم. 

مع ذلك، يبدو أن أسباب رفض منح فيلم “إخوة ليلى” ترخيص العرض لا تقتصر فقط على مضمونه وتحفظات السلطات الإيرانية عليه، وإنما ثمة أسباب أخرى تبقى حاضرة، ترتبط بتصريحات كبار ممثلي الفيلم بشأن أوضاع إيران وسلوك بعضهم أثناء عرضه في مهرجان كانّ السينمائي الدولي.

وفي السياق، سجلت أوساط سياسية محافظة تحفظات على تصريحات الممثلة ترانة عليدوستي والممثل بيمان معادي، فضلاً عن سلوك الممثل محمد نويد زاده مع زوجته في المهرجان حيث تبادلا قبلات حميمية.  

إلى ذلك، تطرق وزير الثقافة الإيراني، محمد مهدي إسماعيلي، إلى هذه المسألة، وقال في معرض رده على سؤال مراسل وكالة فارس الإخبارية بشأن قيام بعض الوجوه السينمائية المعروفة بـ”الترويج لصورة سوداوية” عن إيران في المهرجانات الخارجية، إن “منظمة السينما لوزارة الإرشاد والثقافة تصدت بشكل حازم، وتتخذ حالياً الإجراءات اللازمة في مسارها القانوني”. وتوعد إسماعيلي “كل من ينتهك القوانين والمعايير القانونية في البلاد”، بإنزال العقوبات التأديبية بحقه. 

“أخوة ليلى” فيلم درامي يروي قصة حياة أسرة إيرانية بعد تدهور صحة الأب ووقوع الأسرة في براثن الفقر. و”أخوة ليلى” ليس الفيلم الوحيد الذي شارك في مهرجان كانّ وأغضب السلطات الإيرانية، فـ”عنكبوت مقدس” واجه انتقادات أكثر حدة، إذ اعتبرت أوساط إيرانية أنه “يهين” المقدسات الإسلامية لدى الطائفة الشيعية، واتهمته منظمة السينما الإيرانية بأنه “نتاج ذهن منحرف لدنماركي من أصل إيراني”، في إشارة إلى مخرجه الدنماركي الإيراني علي عباسي.

كما هاجمت منظمة السينما الإيرانية مهرجان كانّ السينمائي، متهمةً إياه بـ “ارتكاب فعل سياسي منحاز من خلال الإشادة بالفيلم” الذي وصفته بأنه “كاذب ومثير للاشمئزاز”.

فيلم “عنكبوت مقدس”، الحائز إحدى جوائز مهرجان كانّ السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، تدور قصته حول قاتل متسلسل يستهدف عاملات الجنس في مدينة مشهد لدواع دينية. 

يستوحي الفيلم أحداثه من قصة حقيقيّة شهدتها إيران قبل أكثر من عشرين عاماً في مدينة مشهد شرقي البلاد. كان القاتل سعيد حنائي، المعروف بـ”العنكبوت”، يلاحق عاملات الجنس بدراجته النارية أو بسيارته، وقتل 16 منهن. قال قبل إعدامه عام 2002، أثناء جلسات المحاكمة، إنه قتلهن لأنهن كن “زانيات عاهرات”.

Exit mobile version