القاهرة ـ «سينماتوغراف»
منذ أن أطلقت شركة أفلام مصر العالمية التى تحمل اسم المخرج الكبير يوسف شاهين مبادرة «زاوية» بسينما أوديون بوسط القاهرة لتكون أول دار عرض للسينما البديلة فى مصر، وهى تستقطب مختارات سينمائية مختلفة وتتوجه لجمهورمختلف، وأول أمس شهدت «زاوية» مبادرة سينمائية جديدة أشبه بمهرجان يقام تحت عنوان «مزج»، يقدم الفيلم التسجيلى من زاوية مختلفة، ويعد هذا البرنامج هو أول سلسلة عروض تنظمها «زاوية» للفيلم التسجيلى وتقدم عروضا تضم أقسامه الثلاثة.
«سرديات ويقام خلال الفترة من 6- 12 مايو»، انثربولوجيا على الشاشة من 15 الى 17 مايو، و«مختارات حديثة من 20 الى 26 مايو»، وشهد حفل الافتتاح حضورا كبيرا من عشاق السينما الحقيقية.
وعرض فى حفل الافتتاح فيلم «اختفاءات سعاد حسن الثلاثة» للمخرجة اللبنانية «رانيا اسطفان» التى قدمت فيلم بمثابة رسالة حب من خلال تراجيديا من ثلاثة فصول، أرادت لكل فصل أن يكون قائما بذاته ومتسقا مع الفصلين الآخرين، لذلك قدمت فيلمها بثلاث أفيشات، كل أفيش يعبر عن موقف مختلف، فالأول يركز على لقطة مكبرة لوجهها وعينيها مغمضة والثانى يتضمن مشهد وهى نائمة والأخير وهى تجرى فى الصحراء بجوار الهرم الأكبر، أما الفيلم نفسه فقد اعتمد على لقطات من أفلامها حيث تشكل اللقطات سيرة خيالية لسعاد حسنى، وقد عمدت مخرجة الفيلم على اعادة استخدام هذه اللقطات بطريقة تجسد التبدلات التى طرأت على أدائها مع مرور الزمن وتعدد تجاربها ونضوج أدائها وتباينه من فيلم لآخر، مما جعل من الفيلم وكأنه فيلم تسجيلى وثائقى عن حياة سعاد حسنى من خلال أفلامها وقد عبرت المخرجة البنانية رانيا اسطفان عن ولعها ليس فقط بسعاد حسنى وانما أيضا بعصرها الذهبى تحية لعصر كان غنيا فى الانتاج السينمائى المصرى، ولفنانة جسدت المرأة العربية العصرية فى تعدديتها وتناقضاتها خلال ستينات القرن الماضى وحتى التسعينات، وقد قوبل الفيلم بحفاوة كبيرة من الجمهور.
وقد عرض مساء أمس فيلم «close up» أو لقطة مقربة للمخرج الايرانى الكبير عباس كياروستامى الذى قدم أفلاما اتسمت بالابتكار والخروج عن المألوف، ويعد «لقطة مقربة» هو فيلمه الأشد عبقرية وابتكارا والذى يمزج فيه بين الروائية واللقطات التسجيلية لطرح حدثا حقيقيا حين يتم القبض على شاب بتهمة انتحال شخصية المخرج الايرانى الشهير محسن مخملباف، ويتخذ من الحدث منطلقا لتحقيق مذهل عن السينما والأفلام والهوية والابداع الفنى والوجود.
ويعرض خلال البرنامج عشرين فيلما تسجيليا تمثل دولا عديدة، وينتمى انتاجها لسنوات مختلفة (من 1922 الى2015) فى تأكيد مقصود ليدرك المشاهد التطور الذى طرأ على فكر وشكل الفيلم التسجيلى، ويجمع البرنامج مابين «الكلاسيكية السردية» والأعمال التى يظهر فيها المزج بين عناصر الفيلم الروائى والتسجيلى.
ويقام على هامش برنامج «مزج» ورشة عن الفيلم التسجيلى وأربع ندوات هى: التسجيلى خارج التعريف للمخرج سمير عوف، الحق فى الرؤية مع كيفن ستروهم، اعادة خلق الواقع كوثيقة مع رانيا رافعى، وقصص التمويل صانع الفيلم المبدع والسوق السينمائى مع بريجيد أوشيا، الى جانب ذلك تقام مناقشات عن الفيلم التسجيلى كوسيلة لتغيير العالم مع تيسير منصور عزيز، ومناقشة حول : الانتاج السينمائى العربى المشترك فى مقابل الدولى مع تيسير مصطفى يوسف.