افتتاح رصين لأيام قرطاج السينمائية

امتاز بالبساطة والحميمية والاختيارات الذكية

“سينماتوغراف” ـ تونس: أحمد شوقي

بشكل هادئ وبدون أي بهرجة أو مبالغة، افتتحت فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من أيام قرطاج السينمائية، المهرجان السينمائي الأقدم في العالم العربي.

الافتتاح الذي استضافه كالعادة المسرح البلدي بقلب العاصمة تونس، امتاز بالبساطة والحميمية والاختيارات الذكية، بداية من السيارات الكلاسيكية التي تعود لبدايات القرن العشرين التي نقلت ضيوف المهرجان إلى المسرح، مرورا بفقرات حفل الافتتاح التي اقتصرت على تقديم لجان التحكيم والكلمات الافتتاحية، مع عرض غنائي وشعري بسيط أدته الشقيقتان السوريتان فايا وريحان يونان.

أفضل لحظات الافتتاح كانت الكلمة الافتتاحية الساخرة التي ألقاها المخرج التونسي ابراهيم لطيّف، والتي بدأها بالترحيب بـ “معالي” الجمهور الكريم، في سخرية واضحة من تقليد بداية المهرجانات العربية بشكر أصحاب السمو والمعالي. لطيف سخر في كلمته أيضا من غياب مدينة الثقافة التي كان من المفترض أن تستضيف المهرجان بدءا من دورته العشرين أي من عشر سنوات كاملة، مرورا بتناقص قاعات السينما في تونس، والتي وصل عددها لأكثر من مائة صالة أغلقت منذ الاستقلال معظمها تحول لمحلات تجارية، وصولا للإشارة لغياب صور الضمان الاجتماعي عن الفنانين التوانسة.

 

بشكل عام، كلمة ابراهيم لطيّف كانت مليئة بالسخرية المريرة، مشيرة للكثير من المشكلات والقضايا التي تعاني منها صناعة السينما في معظم دول المنطقة وليس في تونس فقط، وبعيدة كل البعد عن الشكل التقليدي لكلمات الافتتاح المليئة بالكلمات البراقة عن ماض وحاضر ومستقبل لا يبدو واقعهم أبدا مثلما يظهر في حفلات الافتتاح.

بعدها قامت مديرة المهرجان درة بوشوشة بإعلان افتتاح الدورة، التي ستقام لأول مرة في ستة مدن بالتوازي مع العاصمة تونس، هي منزل بورقيبة وجندوبة وتالة والقيروان وقفصة ومدنين. كما أكدت على أن المهرجان سيقام بشكل سنوي بدءا من دورته السادسة والعشرين عام 2015، بعدما كانت أيام قرطاج السينمائية تقام كل عامين منذ انطلاقها عام 1966.

 

توالى بعد ذلك تقديم لجان تحكيم مسابقات المهرجان المختلفة، وعلى رأسها لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، والتي يرأسها الممثل الأمريكي الشهير داني جلوفر، الذي ألقى كلمة عبر فيها عن تأثره بالسينما الأفريقية والعربية، ذاكرا أسماء مثل يوسف شاهين وعثمان سمبان كانوا مصدرا دائما لسينما مغايرة للمعايير الهوليودية. يشارك في عضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية كل من الممثلة المصرية منة شلبي، المخرج السنغالي موسى توري، المغنية اللبنانية ريما خشيش، المخرجة التونسية سلمى بكار، مدير التصوير السويسري ريناتو برتا، والمخرج الجزائري نذير مقناش.

واختتم الحفل بعرض فيلم الافتتاح “تمبوكتو” للموريتاني عبد الرحمن سيساكو، الفيلم الذي عُرض لأول مرة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي الماضي، واختارته إدارة أيام قرطاج ليكون فيلم افتتاح دورة المهرجان الخامسة والعشرين.

إقرأ أيضا : 

10 أفلام يجب مشاهدتها في «أيام قرطاج»

«مر وصبر» .. وحس التدمير الذاتي

«مانديلا.. الأسطورة وأنا» محاكمة زعيم أفريقيا

جوائز أيام قرطاج السينمائية

Exit mobile version