تطوان ـ «سينماتوغراف»
افتتحت، مساء أمس الجمعة بقاعة مسرح إسبانيول، فعاليات الدورة السابعة والعشرين لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط، الممتد الى يوم 17 من يونيو الجاري، وتميز حفل افتتاح المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، بتكريم كل من النجمة البلجيكية الفرنسية ديبورا فرانسوا، والممثل والمخرج الإسباني من أصل ألماني أليكس برندموهل، والمخرج المغربي نور الدين لخماري.
أبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع التواصل- مصطفى التيمي، أن مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط يظهر مدى انفتاح المغرب على محيطه المتوسطي، كما يجسد أهمية البعد الثقافي في شقه السينمائي، في سياق داخلي قوامه نموذج تنموي جديد للمملكة ويركز على الثقافة كمحور استراتيجي، وسياق إقليمي يؤكد على متانة العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف للمغرب مع دول البحر الأبيض المتوسط.
وأكد الوزير أن مكانة هذه الدورة لا تنحصر في إستئناف النشاط السينمائي بمدينة تطوان بسبب التوقف الاضطراري الناتج عن حالة الطوارئ الصحية للحد من انتشار جائحة كورونا، بل تمتد إلى القيمة الرمزية والسينمائية لهذه التظاهرة الدولية في الساحة المتوسطية، حيث ساهمت منذ دوراتها الأولى في إغناء النقاش السينمائي المتوسطي من خلال طرح آراء وتصورات النقاد السينمائيين وغيرهم حول المنتوج السينمائي المقدم في دورات المهرجان.
كما أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل أن السينما اليوم أضحت من بين أهم الوسائل للتعريف بثقافة المجتمعات وتسويقها للجمهور العالمي، وسوقا مهما لتشغيل الشباب المؤهل في الصناعة السينمائية والسمعية البصرية، ومجالا خصبا لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية ،إنتاجا وترويجا وإستغلالا وإشعاعا، وهو ما يؤكد على أن السينما ليست مجالا ثقافيا فحسب بل أيضا مرتكزا أساسيا ضمن إقتصاديات الثقافة. وأضاف السيد المهدي بنسعيد أن المغرب ،وبالنظر لمكانة الصناعة السينمائية ضمن المحاور الثقافية الكبرى، قام خلال السنة الجارية برفع قيمة الدعم المخصص لفائدة الاعمال السينمائية والسمعية البصرية الأجنبية المصورة داخل ترابه الوطني من 20 في المائة إلى 30 في المائة.
وفي سياق متصل ، قال رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة عمر مورو إن تطوان بإستضافتها هذه الفعالية السينمائية يمكن أن تجعل منها مختبرا لتجريب مفهوم السياحة الثقافية وتنزيله على أرض الواقع، لتتأثر الحياة اليومية للمواطنين وتغتني بالحيوية الثقافية السائدة وتجعلهم أكثر تمدنا وأكثر إنفتاحا على المقترحات الجمالية التي تأتي من مختلف جهات العالم. وأضاف السيد مورو أن جهة الشمال مؤهلة لتقديم منتوجات سياحية متطورة، اعتمادا على الدينامية الثقافية والفنية التي تعرفها مختلف مدنها وفي مقدمتها تطوان، ومهرجانها الذي اختار السينما المتوسطية فضاء ومحورا لتلاقي مجموعة من خيرة السينمائيين والجامعيين ومن ألمع الممثلات والممثلين لتبادل الخبرات واقتسام المعارف والتجارب ، والتفكير بشكل مشترك في جعل منطقة البحر الأبيض المتوسط منطقة سلام وفنون وحوار منتج بين المبدعين.
من جانبه، أكد رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري، في كلمته بالمناسبة ذاتها، أن مدينة تطوان وساكنتها شغوفة بالسينما رغم التطورات الكبرى التي يشهدها مجال الصورة والإعلاميات والعالم الرقمي، التي أثرت على دور السينما وتسببت في إغلاق العديد منها، مشددا على أنه من مسؤوليتنا جميعا الحفاظ على هذه الدورة السينمائية وبعث الحياة فيها مجددا، وذلك لما فيها من مصلحة ثقافية وفنية وجمالية في تربية الناشئة والساكنة. ورأى السيد البكوري أن مجلس جماعة تطوان في ولايته الحالية مؤمن بأهمية العمل الثقافي والفني في انبعاث التنمية المنشودة للمدينة، الذي سيتجسد بمحور خاص بهذا الجانب في برنامج عمل الجماعة الذي هو قيد الإعداد.
وعرف حفل الافتتاح تقديم أعضاء لجنة تحكيم الفيلم الروائي الطويل الذي يرأسها المخرج جاك ترابي من الكوت ديفوار ، إلى جانب كل من المخرجة والكاتبة الإسبانية مابل لوزانو والروائي والناقد السينمائي المغربي محمد العروسي والفنان التشكيلي المغربي محمد الباز.
أكما تم تقديم لجنة تحكيم النقاد التي تترأسها الكاتبة والناقدة المصرية أمل الجمل، وتضم في عضويتها الباحثة وكاتبة السيناريو المغربية ليلى الشرادي والناقد والباحث المغربي عادل السمار والإعلامي الإسباني ميجل أنخيل بارا نائب رئيس جمعية كتاب السيناريو في منطقة الأندلس.
أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية فتترأسها المخرجة الفرنسية ماريون ستالنس ،ومعها في عضوية اللجنة المخرجة الفرنسية فاني أوبير مالوري والناقدة المغربية نادية مفتاح والسينمائي التونسي فتحي خراط ، الذي سبق وشغل منصب مدير مهرجان الفيلم بقرطاج.
وسيتنافس لنيل جائزة الفيلم الطويل وجائزة النقد، التي تحمل اسم الكاتب والناقد السينمائي المغربي الراحل مصطفى المسناوي، 12 فيلما جديدا جرى إنتاجها خلال السنتين الأخيرتين، وهي الفيلم المصري “أبو صدام” لنادين خان، وفيلم “الغريب” للمخرج السوري عامر فاخر الدين، وفيلم “شرارة برية” للمخرجة الإسبانية أينوا رودريغيث، وفيلم “مرة أخرى” للمخرج التركي طايفون بيرسليكوغلو، وفيلم “البحر أمامكم” للمخرج اللبناني إيلي داغر، وفيلم “حبيبة” للمخرج المغربي حسن بنجلون، وفيلم “العالم بعدنا” للمخرج الفرنسي لودا بنصالح-كازاناس، وفيلم “قمر أزرق” للمخرجة الرومانية ألينا غريغوري.
كما يشارك في المسابقة فيلم “قدحة. حياة ثانية” للمخرج التونسي أنيس الأسود، وفيلم “جسم ضئيل” للمخرجة الإيطالية لاورا ساماني، وفيلم “صالون هدى” للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وفيلم “فيرا تحلم بالبحر” لكاترينا كراسنيكي من كوسوفو.
وأما مسابقة الأفلام الوثائقية، فيشارك فيها فيلم “قياس الأشياء” للمخرج البلجيكي باتريك جان، وفيلم “بيروت في عين العاصفة” للمخرجة الفلسطينية مي مصري، وفيلم “ستة أيام عادية” للمخرجة الإسبانية نوس بايوس، وفيلم “جزر” للمخرج الإيطالي ماريو برينطا والمخرجة البلجيكية كارين دي فوليي، وفيلم “نحن” للمخرجة الفرنسية من أصل سنغالي أليس ديوب، والفيلم المصري “كابتن الزعتري” لمخرجه علي العربي، والفيلم المغربي “في زاوية أمي” للمخرجة المغربية أسماء المدير، والفيلم المغربي الآخر “صرة الصيف” للمخرج سالم بلال “.
وخارج المسابقة الرسمية، وضمن فقرة “خفقة قلب”، سيتم عرض ستة أفلام متوسطية، أنتجت ما بين 2020 و2021، ويتعلق الأمر بفيلم “البحر الأبيض المتوسط” للمخرج الإسباني مارسيل بارينا ، وفيلم “خريف التفاح” لمحمد مفتكر، وفيلم “مكتبة في باريس” للمخرج الإيطالي سيرخيو كاسطيطو، وفيلم “كوسطا برافا لبنان” للمخرجة اللبنانية مونية عقل، وفيلم “زنقة كونطاكط” للمخرج المغربي إسماعيل العراقي، إلى جانب أربعة أفلام قصيرة للمخرج المغربي عماد بادئ بعنوان “أربعة فصول “.
وخارج المسابقة الرسمية دائما، وضمن فقرة “مساحة حرة”، التي تقام بشراكة مع الفدرالية الدولية للصحافة السينمائية، سيتم عرض أربعة أفلام متوسطية، وهي “200 متر” للمخرج الفلسطيني أمين نايفة من إنتاج سنة 2020، و”حارس أخيه” للمخرج التركي فيريت كاراهان، وفيلم “أسطورة السرطان البحري الملكي” للمخرجين الإيطاليين أليسيو ريكو وماطيو زوبيس، وفيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري.