الجزائر ـ «سينماتوغراف»
أعلنت المحافظة السامية للأمازيغية أنه سيتم عرض فيلم “الأفيون والعصا” مدبلجا باللغة الأمازيغية غداً الثلاثاء بقاعة السينما ابن زيدون رياض الفتح بالجزائر العاصمة، بمناسبة الذكرى الـ104 لميلاد الكاتب مولود معمري.
وجاء في البيان أن المحافظة السامية للأمازيغية ستعرض فيلم “الأفيون والعصا” الذي أخرجه أحد قامات السينما الجزائرية أحمد راشدي سنة 1971 والمقتبس عن رواية للكاتب والباحث في الأنثروبولوجيا مولود معمري “باللغة الأم للكثير من الجزائريين وهي الأمازيغية”.
ومثلت رواية “الأفيون والعصا” الثورة التحريرية التي قادها الجزائريون ضد الاحتلال الفرنسي، وتمكن معمري من الدمج بين الجانب التاريخي والاجتماعي والسياسي والفني مستحضرا الكثير من الرموز، ما جعل روايته تتموقع ضمن السياقات المعرفية المتميزة، بحيث استطاعت أن تشكل في الخطابات الأدبية مرجعية لها حضورها وآلياتها.
ويعرض الفيلم قصة قرية جزائرية في جميع مظاهرها أثناء المقاومة ساردا تفاصيلها كما رآها الذين عاشوها وتجاوبوا معها وتحملوها. ويهجر بطل الفيلم الدكتور بشير الحياة المترفة إلى الجبل، حيث مسقط رأسه، قرية تالة التي دخلت مجال المقاومة، وفيها تدور حلقات اللعبة القاسية والحادة التي تؤدي بسكان القرية إلى مواجهات مؤلمة مع الاستعمار، وينضم شقيق بشير أيضاً إلى المقاومة، ويجابهان قوات الاحتلال، رغم التفاوت الكبير في موازين القوى.
وفي “الأفيون والعصا” يفند أحمد راشدي الفكرة الاستعمارية القائلة إنه “إذا أردت أن تحكم شعباً فاستعمل العصا، فإذا لم تنفع فاستعمل الأفيون والعصا”، من خلال ملامح القرية الجزائرية التي تتعاطف مع الثوار، وتفشل محاولات السلطات الاستعمارية في ترويضها، فتضطر إلى استعمال القوة لنشهد مسيرة أهلها نحو أعالي الجبال حيث الثوار.
وتجسد النسخة الأمازيغية لفيلم “الأفيون والعصا” التي أشرف عليها سمير آيت بلقاسم مع احترام تام للمعايير الدولية جسرا بين اللغتين الوطنيتين العربية والأمازيغية، حسب ذات البيان الذي أوضح أن “هذا العمل يفتح آفاقا جديدة للإنتاج السينمائي الوطني بفضل الدبلجة الاحترافية لمنح الجمهور العريض فرصة إعادة اكتشاف هذه الأعمال الفنية الكبيرة التي تحمل أبعادا تاريخية ولغوية وثقافية وتراثية لا يستهان بها”.
وستشرف المحافظة السامية للأمازيغية على عرض الفيلم في مختلف محافظات الجزائر وللجالية الوطنية المقيمة بالخارج مع بداية السنة الجديدة 2022 بالتعاون مع الوكالة الوطنية للإشعاع الثقافي.