«الأقصر الأفريقي».. وتحديات السينما الأفريقية

 

«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير

عرفت أفريقيا السينما بعد مرور نحو ستين عاماً من انتشارها في العالم، ورغم ذلك استطاعت بعض الدول الأفريقية تحقيق مكانة لافتة في صناعة الأفلام مثل نيجيريا فيما يعرف بسينما نوليوود التي تعد ثالث اكبر جهة إنتاج بعد بوليوود وهوليوود، وهناك كثير من الدول الأفريقية مازالت تواجه تحديات في صناعة السينما، بل إن دولة مثل انجولا لا يوجد بها أي نشاط لصناعة أفلام حقيقة، ويرجع معوقات إيجاد هذه الصناعة في أفريقيا إلي عدد اللهجات واللغات المختلفة في دول القارة بسبب الاستعمار الذي فرض لغته، وقدم ما يعرف بالسينما البيضاء وهي سينما ترى أن أفريقيا مجرد خلفية جميلة وهادئة للمغامرات العاطفية، والبحث عن الثروات، أو هي سينما تعليمية تستخف بالعقول، كما إن أهم المعوقات كذلك هي سيطرة الفيلم الأميركي على أسواق العالم بما يملكه من إنتاج ضخم في مقابل فقر البنية الأساسية لآليات الإنتاج والتوزيع في دول أفريقيا، وكذلك فرض الوجود الاستعماري لفترات طويلة العزلة بحيث لم يعد هناك حوار بين السينمائيين الأفارقة، ولذلك جاءت المهرجانات السينمائية ومنها «الأقصر السينمائي» ليزيح تلك العزلة، ويشير إلي إشكالية التمويل الأجنبي، وخاصة الفرنسي الذي يفرض رؤيته ووجهة نظره بعيداً عن الثقافة الأفريقية، ويسهم في جعلها تعتمد على سرد القصص الخيالية والأجواء التي تزخر بالسحر والشعوذة، أكثر مما تتناول مشاكل الحياة المعاصرة والأساليب التي يجب أن تتبعها الشعوب بعد أن تخلصت من عباءة الاستعمار، ومن ثم أصبح وجود صندوق لدعم الأفلام مطلب حيوي لتطور تلك الصناعة واستطاع الأقصر الأفريقي من خلال صندوق دعمه اتصال أن يحرك المياة الساكنة، وما يثير الإعجاب فعلاً إزاء السينما الإفريقية السوداء، إنها منذ سنوات في حالة تغير مستمر رغم المعوقات، واستطاع قله من مخرجيها من فرض وجودهم في أهم المهرجانات العالمية بل وتكتب عنهم حالياً البحوث والمؤلفات.

Exit mobile version