بقلم : انتصار دردير
48 ساعة فاصلة قبل حفل الأوسكار فى نسخته الـ88 الذى يقام غدا وسط ترقب مثير من نجوم السينما العالمية والجمهور حيث يتابعه على الهواء ملايين المشاهدين فى كل أنحاء العالم، انتظارا لما يسفر عنه هذا السباق الكبير للحصول على أهم الجوائز السينمائية وأرفعها، والتى تكتسب أهمية خاصة لنا كعرب هذا العام لوصول فيلمين عربيين الى المنافسة على جوائزها، وهما الفيلم الأردنى الطويل «ذيب» للمخرج ناجى أبو نوار، والفيلم الفلسطيني القصير «سلام عليك يامريم» للمخرج باسل خياط، وقد ظللنا على مدى سنوات نترقب وصول فيلم عربى للأوسكار ونحلم بحصول أحد أفلامنا على جائزة أفضل فيلم أجنبى «غير ناطق بالانجليزية»، والتى لم تحظ بها السينما العربية على مدى تاريخ هذه الجوائز العريقة التى تمنحها أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية، وقد أحاطتها منذ انطلاقتها الأولى – مثل كل ماهو أمريكى – بكثير من عناصر الابهار والاثارة، اذ تحرص على إعلانها على المسرح ليلة الحفل «دون أن تتسرب نتائجها كما يحدث عندنا دائما»، ويشهد الختام حضور صناع الأفلام المتنافسة ونجومها، وكل يحلم بأن ينادى اسمه ويفوز بالجائزة التى تظل مصدر فخر لكل من ينالها طيلة حياته.
ويأتى حفل أوسكار هذا العام، بعد رحله طويلة للأفلام العربية من أجل اثبات وجودها عالميا، والحصول على تمثال الأوسكار الشهير، وقد حاولت العديد من الدول العربية الأخرى التي لها شأن في مجال السينما أن تقدم أفلامها للترشح لهذه الجائزة ولكن دون جدوى، فمثلا تقدمت مصر- أقدم وأكبر قطاع للإنتاج السينمائي في الشرق الأوسط- للجائزة في 30 مناسبة ولكن لم تحقق الترشح النهائي ولا مرة واحدة، وتأتي لبنان في المرتبة الثانية بتقديم تسعة أفلام دون أن تصل للقائمة القصيرة، تليها تونس بثماني محاولات.
وعلى مر السنين تنافست قلة من أفلام عربية فقط ضمن القائمة الأخيرة القصيرة والنهائية للأفلام المترشحة لنيل الأوسكار وهي: فيلم «زد» للمخرج كوستا جافراس عام 1966، و«الحفل الراقص» للمخرج إيتورسكولا 1983، و«غبار الحياة» 1995 و«أيام المجد» 2006، و«خارج القانون» 2010 للجزائري رشيد بوشارب، التي مثلت كلها الجزائر. هذا بالإضافة إلى فيلمي «الجنة الآن» ثم «عمر» عام 2015 للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد. والفيلم الموريتاني «تمبتكو» للمخرج عبد الرحمن سيساكو، ونال العديد من الجوائز في مهرجان «سيزار» الفرنسي، ولكن في الحقيقة يمكننا القول بأن نصف هذه الأفلام لا تمت بأي علاقة لعالمنا العربي.
وبالتالي للمرة الأولى في تاريخ علاقة العرب بالأوسكار، يصل هذا العام إلى الترشيحات النهائية فيلمان ينتميان بالفعل إلى العالم العربي: الأول فيلم «ذيب» لمخرجه الأردني هاني أبو نوار، والثاني هو الفيلم الفلسطيني القصير «السلام عليك يا مريم» للمخرج باسل خليل، وهو حدث يثير الاهتمام بلا شك.
واذا كان «برلين السينمائى» أحد أهم المهرجانات الدولية قد احتفى مؤخرا هذا العام بالسينما العربية ومنحها عدة جوائز مهمة للفيلم التونسى «نحبك هادى»، والفلسطينى القصير«عودة إنسان» الى جانب حصول الفيلم المصرى «آخر أيام المدينة» على جائزة كاليجارى، وكذلك فوز فيلم «ذيب» بجائزين من البافتا البريطانية، فهذه الجوائز تجعلنا نتطلع إلى فوز مماثل فى الأوسكار، فهل آن الاوان إلي انصاف السينما العربية؟، نتمنى ذلك بالفعل ونترقبه.