الإسكندرية ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
على هامش فعاليات الدورة الـ 34 احتفى مهرجان الإسكندرية السينمائي في ندوة بمرور 50 عاماً على إنشاء جماعة السينما الجديدة في مصر ودورها المهم، ورغم أنها لم تحصد سوي فيلمين هما “أغنية على الممر” للمخرج علي عبد الخالق و”الظلال على الجانب الآخر” للمخرج الفلسطيني غالب شعث، لكنها أفرزت وعياً سينمائياً في ذلك الوقت عقب نكسة 1967 حيث جاءت كرد فعل للهزيمة ومحاولة لتقديم رؤي مغايرة للسينما.
وتحدث خلال الندوة المخرج علي عبد الخالق صاحب التجربة الناجحة بفيلمه “أغنية علي الممر”، مؤكداً أن جماعة السينما الجديدة كانت تعبر عن حالة غضب ضد الهزيمة وضد النظام، وقد أصدرت بيانها الأول تؤكد من خلاله أن مصر جزء من الأمة العربية والقارة الأفريقية، وضمت عدد من النقاد أمثال سمير فريد، سامي السلاموني، سمير فرج، رأفت الميهي، وفؤاد التهامي، وقد وافق الكاتب رجاء النقاش علي اعطاء مساحة لنا للتعبير عن رؤيتنا للسينما بعد اتصال سامي السلاموني وطلبه تخصيص صفحتين من مجلة الكواكب التي كان يرأس تحريرها فأبدي حماسه لذلك، وأطلق عليها مجلة الغاضبين وقد أثار سامي السلاموني بمقالاته التي كان يكتبها بأسلوب ساخر كثير من السينمائيين عليها.
وعن تجربته في فيلم “أغنية على الممر”، قال عبد الخالق أن الفنان محمود مرسي وافق على تقاضي 20 % فقط من أجره، وكذلك فعلت نجلاء فتحي في فيلم غالب شعث علي أن يحصلوا على بقية الأجر بعد توزيع الفيلم.
وأضاف قائلاً: تعلمت كثيراً من المخرج ممدوح شكري وهو من اوائل المخرجين الذين تعاونت معهم وعملت معه كمساعد، وهو الذي قدم فيلم “زائر الفجر” لكنه رحل اثناء المونتاج ولم يمهله القدر ليري الفيلم في دور العرض.
وتحدث عبد الخالق عن دور الحركة النقدية وتأثيرها على السينما، فقال: كان هناك عدد مؤثر من النقاد المصريين ساندوا السينما الجديدة مثل ورفيق الصبان وأحمد صالح وإيريس نظمي، وهؤلاء الكتاب فردوا مساحات للكتابة عن فيلم “أغنية على الممر”.
وأشار عبد الخالق إلى أن المخرج داوود عبد السيد كان لديه مشروعاً فيلمياً سعي لتقديمه من خلالها، لكن حدث خلاف مع المخرج رأفت الميهي أدي لتوقف المشروع كله.
وقال السينارست مصطفي محرم أن فيلم “أغنية على الممر” الذي كتبه كان له أثر إيجابي من ناحية رفع الروح المعنوية للمصريين بعد نكسة 67، وأن مصر كانت في حاجة لهذا النوع من الأفلام في هذا التوقيت فقد كان هناك حماس شديد من جانب صناعه.
ومن جانبه، تحدث هاشم النحاس، قائلاً: إن جماعة السينما الجديدة كان لها تأثير قوي على حركة الثقافة والسينما عند إنشاءها عام 1968 وكان من أهم أهدافها هو ماذا يريدون شباب السينمائيين من السينما الجديدة، كذلك عدم سيطرة رأس المال على السينما، وحاولت طول الوقت تحقيق هذا الأمر.
وكان مهرجان الإسكندرية قد أصدر ثلاثة كتب مهمة عن جماعة السينما الجديدة للمخرج علي عبد الخالق، كما نشر مقالات مجلة الغاضبين، وكتاب ثالث بعنوان ذاكرة الأيام والسينما بقلم مدير التصوير سعيد شيمي.