الوكالات ـ «سينماتوغراف»
تنطلق الأربعاء المقبل النسخة 68 من مهرجان كان السينمائي. وإن كانت فرنسا تهيمن على السباق من حيث عدد الأفلام، فإن إيطاليا تليها وتحتل الصدارة بالنسبة لعدد الأفلام الأجنبية المتنافسة على السعفة الذهبية. وتسجل المسابقة الرسمية حضورا قويا لآسيا وأمريكا.
ويهيمن الفرنسيون بأفلامهم الخمسة على المسابقة الرسمية في مهرجان كان 2015. لكن بالنسبة للأفلام الأجنبية التي تسعى إلى السعفة الذهبية، فإيطاليا في الطليعة بثلاثة أفلام. وإضافة إلى أوروبا، يسجل المهرجان حضورا قويا للأمريكيين والآسيويين.
وبالنسبة لآسيا يعود الصيني جيا زهانغكي إلى السباق بفيلم «وللجبال أن تنزاح». ويشار أيضا إلى مشاركة الياباني هيروكازو كورييدا بـ «أختنا الصغيرة» والتايواني هو هسياو هسيان بفيلم «القاتل».
وتشارك إيطاليا بأكبر عدد من الأفلام الأجنبية في النسخة 68 من مهرجان كان. فيأتي ناني موريتي الذي سبق وأن نال سعفة ذهبية عام 2001 عن «غرفة الابن»، حاملا في عدسته فيلم «أمي» وهو بحث مهووس بالفضاء العائلي بتوتراته وتأثيره في الفرد، عله يصبح هذه المرة من المحظوظين القلائل الذين حازوا سعفتين خلال مسيرتهم.
يشارك من جانبه ماتيو غارون بفيلم «حكاية الحكايات»، وكان غارون سحر الكروازيت عام 2008 بـ «غومورا» الذي يسبر عالم المافيا المظلم في نابولي فعاد منها بالجائزة الكبرى. وتطلق «حكاية الحكايات» المقتبسة من كتاب إيطالي شهير من القرن السادس عشر، العنان للخيال والخرافة في عالم الإنس والجن والحيوان في وسط الأمراء والملوك.
أما باولو سورينتو وهو من رواد كان المنتظمين، فيجلب إلى كان عبر فيلم «الشباب»، مجموعة من الممثلين الأمريكيين (جين فوندا ومايكل كاين ورايشل فايز وبول دانو). وفي «الشباب» يعالج سورينتينو مسألة الوقت والإبداع من خلال عطلة يقضيها صديقان (مخرج وموسيقي) في الثمانين من العمر.
ويمثل يورغس لانتيموس اليونان بفيلم «سرطان البحر»، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها المخرج في المسابقة الرسمية، ويلعب أدوار البطولة كولين فاريل ورايشل فيز وليا سيدو. أما النرويجي جواكيم ترير فسيدافع عن فيلمه «أعلى من دوي القنابل»، بتوزيع مغري للأدوار التي يتقاسمها غابرييل بيرن وجيس أيزنبيرغ و إيزابيل هوبار. ويشمل الحضور الأوروبي أيضا مشاركة غير متوقعة للمجري لازلو نماس بأول فيلم طويل يخرجه ويحمل عنوان «ابن ساول». ويتناول الفيلم المحرقة النازية بشكل أكد المندوب العام لمهرجان كان تيري فريمو أنه «سيثير الجدل».
أما بالنسبة للمخرجين المنتمين إلى النصف الشمالي للقارة الأمريكية، يسجل هذا العام في مهرجان كان حضور تود هاينس وغوس فان سانت (الولايات المتحدة) ودوني فيلنوف (كندا).
فيعود غوس فان سانت الذي سبق وحاز السعفة الذهبية عام 2003 عن «إيليفينت»، بفيلم «بحر الأشجار» يبحث فيه حدود الموت والحياة عبر قصة أمريكي (يتقمص الدور ماتيو ماك كونوغاي) قرر الانتحار في غابة يابانية اعتاد العديد وضع حد لحياتهم فيها. وفي ذلك المكان الغريب عند جبل فوجي، تدفعه الغريزة إلى محاولة إنقاذ رجل جريح التقاه صدفة.
ومن جهته يسرد تود هاينس الذي يندر إنتاجه، في «كارول» قصة حب مثلي بين امرأتين (كايت بلانشيت وروني مارا) في نيويورك بخمسينات القرن العشرين، وسبق أن تطرق إلى الموضوع من زاوية أخرى في فيلم «بعيدا عن الجنة» الذي لاقى نجاحا كبيرا عام 2002 بتناوله قصة حب بين رجلين في الولايات المتحدة وفي خمسينات القرن الماضي أيضا.
أما الكندي دوني فيلنوف فيشارك لأول مرة في المسابقة الرسمية بفيلم «قاتل محترف» (سيكاريو) الذي يسعى فيه بينيسيو ديل تورو وجوش برولين وإيميلي بلونت إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية عند الحدود المكسيكية.
وإن كان ندد البعض بغياب أمريكيا اللاتينية عن سباق السعفة الذهبية بعد المؤتمر الصحفي الذي عقد في 16 أبريل/نيسان أعلن فيه المندوب العام للمهرجان تيري فريمو ورئيسه بيار لسكور عن القائمة الأولية للمشاركين، فيبدو أن المنظمين تداركوا الموقف بإلحاقهم «مزمن» للمكسيكي ميشال فرانكو في القائمة النهائية. وفي «مزمن» يعتني ممرض بأشخاص في المرحلة الأخيرة من الحياة ويسعى بفضل هذه التجربة إلى إعادة ربط العلاقات المنقطعة مع العائلة التي أهملها.