الجزائر ـ «سينماتوغراف»
فصلت الجزائر أخيرا في اختيار الفيلم الذي سيتنافس على جوائز الاوسكار في فئة افضل فيلم أجنبي، وأقرّت لجنة انتقاء الفيلم الذي يُمثل السينما الجزائرية في مسابقة جوائز الأوسكار برئاسة المخرج محمد الأخضر حامينا فيلم “البئ” الذي أخرجه لطفي بوشوشي .
وأعلن وزير الثقافة الجزائرية عز الدين ميهوبي الخبر على “انستجرام ” وقال ميهوبي ” رسميا أقرّت لجنة انتقاء الفيلم الذي يمثل السينما الجزائرية في مسابقة جوائز الأوسكار برئاسة المخرج العالمي محمد الاخضر حامينا فيلم “البئر “الذي اخرجه لطفي بوشوشي وأنتجته وزارة الثقافة الجزائرية، علما أن “البئر” نال عددا من الجوائز الكبرى في الاسكندرية وعمان والمغرب وغيرها وهو فيلم جدير بتمثيل الجزائر والسينما العربية والإفريقية “.
وبذلك تم إقصاء الفيلم الجزائري “الطريق إلى اسطنبول ” لمخرجه رشيد بوشارب الذي يتطرق الى التحاق فتاة أجنبية بتنظيم داعش في سوريا.
ويبدو فيلم “البئر” أفضل انتاج سينمائي جزائري، لكنه حسب متابعين في الشأن السينمائي فإنهم يرون ان “الفيلم لا يملك من المقوّمات السينمائية التي تجعله يفضل في تخطي حتى التصفيات الاولى في مسابقة الاوسكار. وبعكس هذا الرأي يرى آخرون ان الفيلم تمكن من حصد جوائز قيمة في مهرجانات في مصر وعمان والمغرب ووهران. وتدور أحداث الفيلم عام 1960 في قرية جزائرية نائية محاصرة من طرف جنود الاستعمار الفرنسي الذين يمنعون الماء عن أهلها ،وأغلبهم من الشيوخ والنسوة والأطفال .
وبعيداً عن الأعمال السينمائية التي تعالج الثورة التحريرية الجزائرية ومواجهتها للمستعمر الفرنسي ينفرد “البئر” في إظهار نوع من الكفاح والصمود لواقع جزائري معاش إبّان الاستعمار وتصديه للظلم والقهر الذي تعرض إليه الجزائريون بأقسى الأساليب همجية التي كان فيه سلاح الماء أشد وسيلة لتعذيبهم مقابل البوح بمكان تواجد جنود وضباط فرنسيين تم اختطافهم من طرف المجاهدين الجزائريين.
ويُصوب الزناد الفرنسي على أرواح كل من يريد ترك القرية بحثاً عن الماء، وعلى مدى 90 دقيقة يرصد هذا العمل المعاناة والصراع النفسي للأهالي للبوح للفرنسيين بمكان تواجد المجاهدين الجزائريين والجنود الفرنسيين الذين تم رمي جثتهم في بئر القرية. وتستمر المعاناة أمام استمرار الحصار ونفاذ الماء لدى الأسر وموت الماشية وظهور علامات جفاف على أجساد الصغار .
غير أن هذا العمل السينمائي يبعث برسائل صعبة التقبل فهو يبرز بشكل جلي إنسانية المستعمر الفرنسي وتسامحه ورأفته أحياناً كثيرة، في وقت يُظهر فيه وفي مرات عديدة خيانة الشعب الجزائري لبعضه البعض. وتظهر هذه العلامات جلياً في مشهد فرار المجاهد الجزائري المتنكر بزي امرأة حين يمد له الضابط الفرنسي اليد لإنقاذه من الموت بينما لا يفعل ذلك الجزائري “العميل ” الذي كان يسير مع الكتيبة الفرنسية. وينتهي الفيلم حين تقرر نساء القرية الخروج فإما الموت أو الحياة وينجح المخرج مجدداً في بعث رسائله حين يُصوب زناد عدسة كاميراته لعشرات الضحايا من النساء ما عدا زوجة “العميل ” الجزائري التي كانت تلبس لباساً أبيض رمزا التسامح مثلاً.