«سينماتوغراف» ـ متابعات
تواجه الدورة الـ80 من “غولدن غلوب” مصيراً مجهولاً، على مستوى البث التلفزيوني، وذلك مع اقتراب موعد انعقادها في يناير المقبل.
وتدور مناقشات مكثفة داخل أروقة “جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود” (HFPA)، المُنظمة لحفل الجوائز، بخصوص هذا الشأن، في حين لم تحسم شبكة تلفزيون “NBC” الناقل الرسمي للحفل موقفها حتى الآن بالنسبة للبثّ، الذي توقف العام الماضي، بسبب اتهامات لأعضاء الجمعية بالرشوة والعنصرية نشرتها جريدة “لوس أنجلوس تايمز”، ما دعا فنانين ومؤسسات حقوقية وفنية إلى مقاطعة الحفل.
وفي أبريل الماضي، طلبت (NBC) “جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود”، بضرورة ملء السجادة الحمراء خلال الحفل، بنجوم من الدرجة الأولى، بحسب مصادر مطّلعة.
وترى الجمعية، أنّ “بث حفل الدورة المُرتقبة في 2023 على (NBC)، أمر إيجابي بحق صناعة السينما في هوليوود، ويُعزز عوائد شباك التذاكر والمشاهدة للأفلام الرابحة في “غولدن غلوب”.
ومع استمرار “لعبة الانتظار” بشأن العودة والبثّ المباشر على “NBC”، أكدت منصات “نتفليكس” و”أمازون” و”ديزني” دعمها لعودة بث “غولدن غلوب”، بحسب مجلة “فارايتي”، فيما قال المتحدث باسم “أمازون” إن “المنصة تُجري محادثات مستمرة مع الجمعية، لكن لم يتم اتخاذ قرارات نهائية حتى الآن بخصوص البث على المنصة”.
وتواصل “جمعية الصحافة الأجنبية في هوليوود”، مفاوضاتها مع شبكة “NBC” لتأخذ موقفاً نهائياً من البث، ويحاولون الترويج أن عودة البث التلفزيوني قائمة، كوسيلة لضمان حضور كبار النجوم في هوليوود للمشاركة بالحدث.
وقال المتحدث باسم الجمعية: “حافظنا على اتصالات وثيقة مع شركائنا من الاستوديوهات وأجهزة البث المباشر، نحن نبقيهم على اطلاع بجميع نشاطاتنا، وجهودنا الإصلاحية المستمرة والتغييرات التي نجريها على هيكل المؤسسة”.
وأضاف: “جميع المفاوضات المتعلقة بشبكة NBC سرية، ولا يسمح لنا بمناقشتها، لكننا لا نزال على ثقة من أن الدورة الـ80، لحفل توزيع الجوائز سيكون حدثاً تاريخياً لا يُنسى”، فيما رفض المتحدث باسم الشبكة التلفزيونية التعليق على الموضوع.
ويرى كثير من المحلّلين أن عودة “غولدن غلوب” ونجاحها يحتاج إلى شريك بثّ حقيقي، إذ أوضحت مجلة “فارايتي” أن “القرار النهائي في يد المدير التنفيذي جيف شيل، ورئيس مجلس الإدارة سوزان روفنر، ورئيس المحتوى الترفيهي والبث المباشر فرانسيس برويك”.
ووفقاً للمصادر، فإن “قيادات (NBC) في حالة تردد بشأن إعادة بث حفل الجوائز على شاشتها، خاصة إذا قرر الفنانين عدم المشاركة بالحفل، إضافة إلى عقبات أخرى تتعلق بنزاعات قانونية بعد انسحابها من بث حفل الدورة الماضية”.
وفي المقابل، تستمر جمعية (HFAP) في حملاتها الترويجية وحشد مؤيديها لعودة البث المباشر لـ”غولدن غلوب”، حيث ناشد في مايو الماضي، أكثر من 12 جهة من المستفيدين من المنح السنوية للجمعية، في رسالة مفتوحة إلى رئيس “NBC” للسماح ببث حفل الجوائز.
وصرح العديد من الموقعين على الرسالة لمجلة “فارايتي”، أن الجمعية لم تدفعهم إلى ذلك، وأكدوا أنهم يرحبون بخطوات جديدة للجمعية تتمثل بالحفاظ على الأفلام التاريخية، والدعم المالي للصحفيين على الأرض في أوكرانيا، كما أقروا بأوجه القصور السابقة لتوجهات الجمعية رغم وقوفهم إلى جانبها.
وصرّح بعض الأشخاص المقرّبين من تحالف المُعلنين بحفل “غولدن غلوب”، أنّ “الخطوات التغييرية للجمعية مثل إضافة 21 عضواً جديداً وتوظيف مستشارين مستقلين، وتركيب خط ساخن للتبليغ عن سوء السلوك العنصري أو الجندري، لم تكن كافية”.
وينقسم الأعضاء الجدد بحسب النسبة المئوية على النحو التالي: 48% نساء، 29% أعضاء من أصل أفريقي، 24% آسيويون، 29% لاتينيون، 19% شرق أوسطيون أو من شمال أفريقيا”.
وكانت الدورة الماضية من حفل جوائز “غولدن غلوب”، جرى مقاطعتها، بعدما نشرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” تحقيقاً ذكرت فيه أن “الجمعية التي تصوّت للفائزين، لا تحتوي على أي عضو من ذوي الأصول الإفريقية بين أعضائها”، إذ اعتبرها البعض أنّ لك عنصرية لا تكترث لحق الأقليات وعوقبت لمرّة واحدة.
ورصد التحقيق “الفوائد التي تجنيها الجمعية من الحفلات والمؤتمرات الصحفية التي تُعرض عليها حتى من قبل العديد من صحف وقنوات الإعلام الأميركية، وكيف أن الشركات توزّع على الأعضاء هدايا قيّمة خلال كل مؤتمر، وخصوصاً في مواسم الجوائز ما بين الشهر العاشر من العام وحتى نهايته، طمعاً في الفوز بتصويت الأعضاء على أفلام تلك الشركات، كما اتهم أعضاء الجمعية ببيع التذاكر المخصصة لهم في السوق السوداء للمزايدين الأعلى أجراً”.