«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير
يبدو أن دورة مهرجان القاهرة السينمائي التي تحمل رقم 39 ستعيد للمهرجان رونقه الذي تراجع في السنوات الأخيرة، وقد بدا ذلك من المؤتمر الصحفي الذي عقده المهرجان ظهر اليوم للإعلان عن فعاليات دورته الجديدة التي تعقد من 21 إلي29 نوفمبر الحالي، وحضرته ماجدة واصف رئيس المهرجان ويوسف شريف رزق الله مدير المهرجان، والمخرج هشام سليمان مدير عام قنوات Dmc
سليمان كان أول المتحدثين فى المؤتمر والذي أكد أن قناته ستدعم ليس فقط مهرجان القاهرة بل كافة المهرجانات المصرية، وفي مقدمتها مهرجان القاهرة كما تم توقيع بروتوكول مع مهرجان الأقصر، وأن ذلك يأتي من منطلق الإيمان بأهمية فن السينما وصناعتها التي عرفتها مصر منذ عام 1869 بعد عام واحد من انطلاقها عالمياً وكانت تشكل المصدر الثاني للدخل القومي، مشيراً إلي أن مهرجان القاهرة الذي بدأ أولي دوراته عام 1976 بعد ثلاث سنوات من نصر أكتوبر هو واحد من أهم 11 مهرجان عالمي، وقد سعينا لدعمه كواجهة حضارية لمصر وإيمانا بالدور الخطير الذي تلعبه السينما في تشكيل قيم المجتمع وعاداته.
وكشف سليمان عن قيام Dmc بالتفاوض مع ثمانية نجوم عالميين وقد رحبوا بالدعوة لكن المشكلة في طلباتهم، فبعضهم طلب الاقامة بـ «جرين رووم» داخل الفندق أي غرفة لاتتعرض للاحتراق، وهي غير موجودة في فنادقنا، بينما طلب النجم آل باتشينو السفر بطائرة خاصة واشترط أن تكون كبيرة وهي غير موجودة إلا في دبي وتواصلنا مع دبي لذلك برغم أن تكلفتها باهظة أكبر من ميزانية المهرجان، وأشار إلي دعوة عدد من المخرجين العالميين إلي جانب مخرجي الأفلام.
وقالت ماجدة واصف رئيس المهرجان أن حفل الافتتاح والختام سيكون بقصر المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس وليس المسرح الكبير بالأوبرا كما كان معتاداً الذي لن تعرض به أفلام المهرجان أيضاً، بل سيتم عرضها بالمسرح الصغير والهناجر داخل الاوبرا وسينما أوديون بوسط البلد والجامعة الأمريكية ومول العرب.
وأضافت أنه لن يتم إعلان أسماء ضيوف المهرجان من نجوم السينما العالمية اإلا بعد توقيع الاتفاق النهائي معهم خلال أيام، وعبرت واصف عن سعادتها بوجود قناة كراعي للمهرجان كما يحدث في مهرجان كان وقناة برس الفرنسية التي ترعي المهرجان منذ 30 سنة، مشيرة اإلي أنها سيكون للقناة السبق والأولوية في تغطية فعاليات المهرجان.
وتحدث يوسف شريف رزق الله مدير المهرجان مؤكداً أن هناك 15 فيلماً في المسابقة الدولية ويمكن أن تزداد إلي 16 قبل الافتتاح، معرباً عن أسفه لعدم وجود فيلم مصري في المسابقة مما يعكس أزمة السينما الحالية، مشيراً إلي عدم وجود فيلم مصري وأن فيلماً سيشارك في دبي، و«فوتو كوبي» عرض في الجونة السينمائي ثم سأل الحضور لو أن أحدكم يعلم بوجود فيلم مصري جديد فليخبرنا.
كما أكد عرض 8 أفلام خارج المسابقة و60 فيلماً بمهرجان المهرجانات و36 فيلماً ضمن قسم البانوراما الدولية .
كما تشهد الدورة الحالية برنامج خاص عن الجيل الجديد من المخرجات الفرنسيات ويعرض خلالها 6 أفلام، كما تم اختيار عدد من الأفلام المصرية الحديثة ومنها مولانا، الشيخ جاكسون، علي معزة وابراهيم لعرضها مصحوبة بترجمة انجليزية للضيوف الاجانب، وقال أن المهرجان يعرض160 فيلماً من بينها 40 فيلماً مترجماً إلي العربية .
وتحدث الناقد أحمد شوقي عن مسابقة آفاق السينما العربية قائلاً أنها تشهد مشاركة 8 أفلام نصفها أفلام عرصت في مهرجانات عالمية مثل الفيلم المغربي “عرق الشتاء “الذي شارك في مهرجان تورينو وفيلم منزل الحقول لتالا حديد.
ولأول مرة يتم اختيار فيلم لافتتاح هذه التظاهرة وقد وقع الاختيار علي فيلم «طريق النحل» للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد ويشارك أيضاً من سوريا فيلم «مطر حمص» من اخراج جود سعيد.
وقالت د.غادة جبارة وكيل نقابة السينمائيين أن النقابة تدعم كافة المهرجانات المصرية سواء دعم مادي أو لوجيستي وانها ستدعم جوائز آفاق السينما العربية بجائزتين ماديتين الأولي لأفضل فيلم وتحمل اسم سعد الدين وهبة وقدرها الفي دولار والثانية لأفضل تميز فني وتحمل اسم المخرج صلاح أبو سيف وقدرها الف دولار.
وأعلن الناقد رامي عبد الرازق عن مشاركة 7 أفلام في برنامج أسبوع النقاد والتي تحمل تيمة «المرأة مفتاح العالم» وهو ليس برنامجاً نسوياً ولا تتحدث بالضرورة عن قضايا تتعلق بالمرأة لكنها موجودة بقوة في الدراما، مشيراً الي أن هذه الأفلام تمثل التجارب الأولي أو الثانية لمخرجيها وتضم أفلام من بريطانيا ولتوانيا وايسلندا والدانمرك وأمريكا وتخلو المسابقة من تمثيل مصري أو عربي.
كما تحدث الناقد محمد عاطف عن مسابقة سينما الغد الدولية والتي يشارك فيها 29 فيلماً تمثل مختلف دول العالم وأنها تحظي بمشاركة 3 أفلام مصرية هي «كل الطرق تؤدي الي روما» و«حاجة ساقعة» و«ريدفالفيت»، مؤكداً أن الأفلام المشاركة تناقش مشاكل اجتماعية تمثل جسراً للتعرف علي الشعوب، وتضم لجنة تحكيمها كل من المخرج النيجيري بي بانديل ونسرين قاعود من لبنان والمخرج شريف البنداري.
وتشهد دورة هذا العام إقامة ثلاث ندوات مهمة الأولي حول «أزمة السينما المصرية وتحدياتها» ويديرها الناقد خالد محمود الذي أكد انها مواجهة حقيقية عن واقع السينما المصرية وموقف الدولة منها، والندوة الثانية عن «السينما ومواجهة العنف ضد المرأة» وتديرها الناقدة ماجدة موريس والثالثة عن «شبكة نتفليكس الأمريكية وتحولات التوزيع السينمائي» ويديرها الناقد أسامة عبد الفتاح.
وحول فيلم الافتتاح «mountain between us» الذي بدأ عرضه في السينمات بأمريكا قالت ماجدة واصف أنها شاهدت الفيلم واعجبت به وقد لايعجب أخرين لكنه يمثل تجربة مهمة لمخرجه ويصم نجمين كبيرين كيت وينسلت وادريس آلبا، بينما دافع رزق الله عن الفيلم مؤكداً أنه يحقق نجاحاً كبيراً وتم الاتفاق علي تأجيل عرضه في مصر لما بعد الافتتاح كما أنه أول فيلم لمخرج عربي في هوليوود وهذا انجاز كبير للمخرج هاني أبو أسعد.