الوكالات ـ «سينماتوغراف»
عندما سحقت دبابات سوفيتية انتفاضة في المجر في عام 1956 بدأ مجموعة من المراهقين الصغار في شرق ألمانيا احتجاجا بطريقتهم الخاصة في تحد للنظام الشيوعي الذي أبقى بلادهم مقسمة لثلاثة عقود تالية.
ويروي فيلم (ذا سايلنت ريفيلوشن) أو (الثورة الصامتة) القصة الحقيقية لهذا الحدث في التاريخ للمرة الأولى في مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي افتتح أمس الخميس في مدينة هي الآن عاصمة ألمانيا الموحدة.
وفي ظل الرقابة المشددة على وسائل الإعلام في موطنهما شاهد تلميذان من ألمانيا الشرقية لقطات لانتفاضة المجر في 1956، وهي لحظة فارقة في تاريخ الحرب الباردة، وهما في الطريق إلى السينما في غرب برلين.
ويعود التلميذان ويقصا ما شاهداه على زملائهما في الفصل ويستمعون معا إلى أخبار عما حدث في الانتفاضة من الشطر الغربي عبر الراديو في منزل بالريف ويتفقون على أنهم سيقفون دقيقة صمت حدادا على أرواح من قتلوا في الانتفاضة الفاشلة خلال اليوم الدراسي.
وفي اليوم التالي تعاقب إدارة المدرسة جميع تلاميذ الفصل بالطرد حيث يفر أغلبهم إلى ألمانيا الغربية سعيا للحرية ولاستكمال دراستهم.
وبدأ ديتريش جارستكا، وهو أحد التلاميذ الذين شاركوا في الاحتجاج وألف الكتاب الذي اعتمد عليه الفيلم، الذهاب إلى المدرسة في عام 1945 وهو العام الذي شهد انهيار نظام أدولف هتلر النازي وبالتالي فالنظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية كان كل ما يعرف.
وخاطر جارستكا بمستقبله عندما رفض الإجابة على أسئلة مدرس التاريخ خلال دقيقة الصمت لكنه قال ”كان الاحتجاج بهذه الطريقة مهما بالنسبة لي… كي نوضح لهؤلاء المنحطين أننا نفكر بطريقة مختلفة عنهم“.
وأضاف ساخرا ”لقد استخفوا بنا تماما … واعتقدوا أننا دمى صغيرة تصدق كل ما يقوله الاشتراكيون العظماء“.
ويعرض الفيلم، الذي أخرجه الألماني لارس كراومه، للمرة الأولى في مهرجان برلين يوم الثلاثاء. ويستمر المهرجان حتى 25 فبراير شباط.