المغرب ـ «سينماتوغراف»: نبيلة رزايق
أكد الباحث السينمائي أحمد البجاوي، رئيس لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي في الدورة 21 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، أن الفيلم الوثائقي تدريب جيد بالنسبة للسينمائيين، باعتبار أنه يتطلب الكثير من البحث والتوثيق.
وعلى هامش المهرجان (28 مارس-4 أبريل)، أضاف البجاوي أن جميع السينمائيين الذين يخرجون أفلاما تخييلية عليهم أن ينجزوا أفلاما وثائقية من أجل العودة إلى التنقيب والتوثيق، موضحا أن هذا الأمر «يشحذ عملية الإعداد للموضوع والتعمق في الأشياء».
وأشار البجاوي، مدير مركز الدراسات الدولية بجريدة الخبر الجزائرية، إلى أن الوثائقي صنف فيلمي يعد للعرض على شاشة التلفزيون، ويمكن من خلال تواصله مع أكثر الشرائح أن ينمي حب السينما، كما أنه يتميز عن جنس الروبورتاج الذي لا يتطلب كل التحضيرات الوثائقية والمنهجية والتقنية.
وقال المدير السابق للتلفزة الجزائرية (1976-1985) إن الوثائقي صنف حديث جدا لم يتم استهلاكه بشكل كبير، ويتيح معرفة العالم والسفر دون تأشيرة، موضحا أنه في مجال التخييل جالت السينما على مدى أزيد قليلا من قرن على قيامها على جميع الأفكار السينمائية، بمعنى أنه تم عمليا قول كل شيء إلى درجة أنه أضحى من الصعب جدا العثور على فيلم يدهش أو يقدم جديدا.
وعن العلاقة الممكنة بين الفيلمين الوثائقي والتخييلي، أوضح البجاوي أن التخييل يتضمن غالبا الكثير من الوثائقي، باعتبار أنه يتعين على كل مخرج يطمح إلى إنجاز فيلم حول حدث تاريخي معين أن يوثق معلوماته حول المرحلة حتى يحظى فيلمه بالمصداقية.
ويتضمن الفيلم الوثائقي، من جهته، بعدا تخييليا. فالمخرج يلجأ في وقت ما إلى التخييل لسرد حكاية أو نمط عيش مجموعات إنسانية أو حيوانات باستعمال الأسلوب ذاته المستعمل في الفيلم الروائي أو في المسلسلات التلفزيونية.
وفي ما يتعلق ببرنامج هذه الدورة من مهرجان تطوان المتوسطي الذي يشجع التبادل بين بلدان الحوض المتوسطي، حرص الجامعي الجزائري على الإشادة بقرار إدراج الأفلام البيداغوجية، مشيرا إلى أهمية إعادة إدماج الثقافة السينمائية في المدارس بالخصوص اعتبارا للسياق الذي يتميز بتراجع أعداد الشغوفين بالسينما.
وفي هذا السياق، يرى الخبير الجزائري أن السينما سجلت تراجعا بسبب إغلاق القاعات وعزوف الجمهور وهيمنة السينما التجارية وانتشار أجهزة «دي. في. دي»، مشددا على ضرورة العودة إلى المدرسة والبيداغوجية لاسترجاع جزء من الجمهور المفقود.
وأفاد بأن فئة الأفلام الوثائقية تضم هذه السنة عشرين فيلما وثائقيا تم إخراجها ما بين 2013 و2014 وتعالج موضوعات متنوعة مع حضور قوي للواقع العربي خاصة الوضع في سوريا.
ومن جهة أخرى، قال البجاوي إنه باعتباره من الأصدقاء القدامى لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط لم يسعه إلا قبول مهمة رئاسة لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي لهذه الدورة.
وبخصوص منح ثلاث جوائز في هذه الفئة، أكد البجاوي أن لجنة التحكيم تعتمد أسلوب التشاور ويقدم كل عضو وجهة نظره، مشيرا إلى أن الأمر المثالي هو حصول الإجماع حول الأفلام الوثائقية التي سيتم منحها جوائز.