Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أحداث و تقارير

الداعية منتجا سينمائيا، ومشاكل تمويل الأفلام المصرية

انتصار دردير

بقلم: انتصار دردير

خطف الداعية الاسلامى معز مسعود الأضواء من الجميع بظهوره على السجادة الحمراء جنبا الى جنب مع المخرج محمد دياب وأبطاله ليلة العرض الأول للفيلم المصرى «اشتباك»، المشارك فى مسابقة «نظرة ما» بمهرجان كان السينمائى ضمن دورته الـ69، ولفت الأنظار بصعوده على خشبة المسرح مع فريق العمل ليفاجأ الحضور أن الداعية الشهير هو أحد المشاركين فى تمويل الفيلم مع المنتج محمد حفظى وبمشاركة كل من ألمانيا وفرنسا والامارات العربية المتحدة.

 المفاجأة أذهلت السينمائيين المصريين فى كان والقاهرة، ذلك أنه طوال فترة التصوير لم يعلن هذا الأمر وأحيط بكتمان متعمد من جانب مجموعة الفيلم وفوجئ الجميع بتصريحات الداعية على «تويتر» التى قال فيها «فيلم اشتباك انتاج مشترك بينى وبين عدة منتجين عالميين، وهو امتداد لتعاونى الفنى مع محمد وخالد دياب بعد برنامج خطوات الشيطان»، وعبر الداعية عن سعادته بنجاح الفيلم فى المهرجان والقبول الذى لاقاه.

وبعيدا عن تقييم الفيلم الذى لم نشاهده بعد، والاهتمام الإعلامي الغربى ونقاد السينما العالميين للعمل، فعلى مدى الأيام الماضية حصد كما من الكتابات النقدية في أهم الصحف والمطبوعات الدولية، خصوصا بعد اختيار إدارة المهرجان للمرة الأولى فيلما عربيا لافتتاح تظاهرة «نظرة ما»، ويتوقع البعض أن يفوز بإحدى الجوائز عند اعلان النتائج يوم الاحد المقبل.

وبرغم ذلك كله، فإن مشاركة الداعية فى الإنتاج أثارت موجة من الجدل بين الترحيب والاستنكار والاستغراب، عما شجع معز مسعود لتمويل هذا الفيلم، وماهى الرسائل التى أرادها من خلاله، وهل سيستمر فى الانتاج، وهل يستقل بانتاج أفلام بمفرده فيما بعد، وبالطبع جاءت اجابات الداعية عبر تصريحاته في مهرجان كان لتفتح المجال للتخمينات وتزيد التساؤلات، حيث قال: «مشاركتي في إنتاج «اشتباك»، جاءت ضمن مشروعي لتطوير الأدوات التي أعبر بها عن رسالتي الإنسانية، وأنوي المشاركة في إنتاج أفلام أخرى عالمية تخاطب الغرب مباشرة وأعكف على التحضير لها منذ فترة»، وقد يتعاطف البعض مع فكرة دخول داعية اسلامى مستنير تخرج فى الجامعة الأمريكية، ويحظى بقبول لدى قطاعات من الشباب مجال الانتاج السينمائى، لكن هواجس البعض الآخر حول «التمويل والأفكار» التي يريد طرحها، تجعل من فيلم «اشتباك» وأي أعمال أخرى للداعية المنتج في منطقة خطر الرصد والتقييم الديني لا الفني، وسيرتكز الهجوم عليه من باب علاقة باحث الدكتوراة في قسم الإلهيات بجامعة كمبريدج بعالم السينما المغاير تماما لعالم الدعاه، بل ان فئة ابناء مجاله الذين ادخلوا الفن دائرة التحريم المطلق دون تفرقة بين الغث منه والثمين، هم أول من سيطلقون سهامهم عليه.     

إن مشكلة التمويل، هى أكبر المشاكل التى واجهت ولاتزال السينما المصرية منذ رفعت الدولة ايديها عن الانتاج، وتعثر الدعم الذى تقدمه وزارة الثقافة لانتاج الأفلام ودخوله فى متاهات اللجان المختلفة، ثم ذهابه الى أفلام لاتستحق فى أغلب الأحوال، وبالتالي تراجع حجم الانتاج السينمائى كما وكيفا مع غياب المنتجين الكبار الذين تركوا الساحة خاوية أمام منتجى الأفلام الهابطة فنا وفكرا، فقدموا صورة مشوهة للمجتمع، ومن ثم يأتي التساؤل الأهم، لماذا يبقى الانتاج السينمائى فى مهب الريح، وتبقى السينما مثل أشياء كثيرة فى بلادنا فى حالة مخاض. يبدو بالفعل أن فيلم «اشتباك» سيكون له نصيب من اسمه عند عرضه في مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى