الدوحة ـ «سينماتوغراف»
أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن تأكيد حضور خبراء السينما الإيراني أصغر فرهادي والفرنسي برونو دومونت والكمبودي ريثي بان للنسخة المقبلة من قمرة 2017.
وستقام النسخة الثالثة من قمرة من 3 إلى 8 مارس 2017 في الدوحة، وهي الفعالية المخصصة لتطوير المواهب الواعدة مع تركيز على المخرجين الذين يقومون بتجاربهم الإخراجية للمرة الأولى أو الثانية من قطر والعالم.
وقالت فاطمة الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام :”نتشرف بحضور ثلاثة خبراء من السينما المعاصرة في قمرة وهم أصغر فرهادي وبرونو دومونت وريثي بان الذين سيقدمون أساليبهم المختلفة في صناعة الأفلام إلى قمرة 2017. قمرة ملتقى للتواصل المباشر بين الخبراء وصناع الأفلام، يهدف إلى تعزيز مهارات صناع الأفلام الواعدين ويكسبهم رؤى مذهلة من كتاب ومخرجين دوليين معروفين. ونتطلع إلى الترحيب بهؤلاء الخبراء وإلى مزيد من التواصل والتفاعل بينهم وبين صناع الأفلام المشاركين”.
بدوره قال إيليا سليمان المستشار الفني لمؤسسة الدوحة للأفلام :”يواصل قمرة في نسخته الثالثة التركيز على جوهر رسالته، في أن يكون متناسقاً ودقيقاً. الخبراء الثلاثة أصغر فرهادي وبرونو دومونت وريثي بان ثلاثة فنانين مميزين، سيعززون بتجاربهم هذا المفهوم وهذه الفلسفة. سيعرض صناع الأفلام الثلاثة أعمالهم ويشرحون مقاربتهم للأمور، منها تفسير أصغر فرهادي البصري للأوضاع الاجتماعية، ولوحة دومونت السينمائية الملونة، واستكشافات بان الشخصية التي تنزع لإظهار القساوة التي تعرض لها في الماضي. وتعد قمرة مساحة للمفاجأة والاكتشاف من خلال المحافظة على هويتها تماماً كالجانب المخفي من العملية الإبداعية”.
صممت قمرة لتوفير الدعم الإبداعي والمهني للمخرجين والمنتجين العاملين على 25 فيلماً طويلاً و 10 أفلام قصيرة في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج، منهم صناع أفلام واعدين من قطر وكذلك حاصلين على تمويل من صندوق المنح بمؤسسة الدوحة للأفلام من المنطقة والعالم.
السير الذاتية لخبراء قمرة:
أصغر فرهادي
صنع أصغر فرهادي فيلمه القصير الأول في عمر 13 عاماً في نادي لسينما الشباب. في عام 2001 كتب وأخرج فيلمه الطويل الأول “الرقص في الغبار” (2003) والذي فاز بجائزة أفضل ممثل في مهرجان موسكو السينمائي الدولي الـ 25 وجائزة أفضل فيلم من الجمعية الروسية للنقاد السينمائيين، كما حاز على جوائز أفضل سيناريو وأفضل مخرج في مهرجان أفلام آسيا الباسفيك الـ 48.
بعد عام، صنع فرهادي فيلم “مدينة جميلة” (2004) وهو نوع اجتماعي من الأفلام كان نادراً في ذلك الوقت. وبعد فيلمه “أربعاء الألعاب النارية” (2006)، صنع فيلم “عن ألي” (2009) الذي شهد عروضه العالمية الأولى بالتزامن في مهرجان برلين السينمائي الدولي ومهرجان فجر السينمائي. فاز الفيلم بجائزة “الدب الفضي لأفضل مخرج” في مهرجان برلين وجائزة “كريستال سيمورغ لأفضل إخراج” في مهرجان فجر.
حصل الفيلم التالي لأصغر فرهادي “انفصال” (2011) على جائزة “الدب الذهبي لأفضل فيلم”، وجائزتي “الدب الفضي للممثلين” عندما عرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي. كما فاز الفيلم بأكثر من 70 جائزة من بينها جائزة “سيزار لأفضل فيلم أجنبي” وجائزة “غولدن غلوب” و “جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي”.
في العام نفسه، أدرج إسمه من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم وبدأ العمل على سيناريو فيلم “الماضي” (2013) الذي فاز بجائزة “أفضل ممثلة” في مهرجان كان السينمائي ورشح لجائزتي غولدن غلوب وسيزار.
اختير الفيلم الثاني لفرهادي البائع” (2016) الذي أنتجه ألكسندر ماليت جاي لممنتو فيلمز للإنتاج ” للمسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي.
برونو دومونت
تربط أفلام برونو دومونت الجسور بين الدراما الواقعية والأفلام التجارية الضخمة، فابتكر تعبيراً روائياً جديداً في عالم السينما. يعرف دوموت بكتابته روايات كاملة تشكل الأساس لأفلامه، وبتأثره العميق بالفنون الجميلة التي تنعكس في الغنى البصري للسينما. دومونت متأثر جداً بالفلسفة اليونانية والألمانية، وتعتبر أفلامه من الأفلام المفضلة في المهرجانات.
ولد دومونت في فرنسا في عام 1958، ودرّس الفلسفة قبل عمله بالسينما عندما كتب وأخرج فيلم “حياة المسيح” في عام 1997. فاز الفيلم بجوائز فبرسكي في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي وبجائزة “التنويه الخاص للكاميرا الذهبية” في مهرجان كان السينمائي، وكذلك حاز على جائزة “أفضل فيلم دولي طويل جديد” في مهرجان أدنبره السينمائي الدولي وغيرها.
فاز فيلمه الثاني “الإنسانية” (1999) بـ “الجائزة الكبرى لأفضل ممثل” (إيمانويل سكوت) و “أفضل ممثلة” (سفرين كانيلي) في مهرجان كان السينمائي، بينما حاز فيلم “فلاندرز” (2006) على جائزة “الحكام الكبرى” في مهرجان كان. بالإضافة إلى العديد من الأفلام القصيرة، أخرج دومنت 9 أفلام طويلة كان آخرها “الخليج الراكد” (2016) من بطولة جولييت بيونشه. وترأس دومنت لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي في 2008.
ريثي بان
ريثي بان صانع أفلام وكاتب ومنتج كمبودي فرنسي. ولد في كمبوديا ودرس صناعة الأفلام في معهد الدراسات العليا للتصوير السينمائي في فرنسا. يركز في عمله السينمائي على التبعات المعاصرة الناتجة من الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام الخمير الحمر في كمبوديا. تأثر بان بتجربته العملية الأولى خلال عيشه في مخيم منعزل للعمال حيث شهد مصاعب جمة وعانى من خسائر فادحة لا تعوض، فجاءت أعماله ذات تأثير نادر وصادم.
أخرج بان العديد من الأفلام الدولية التي حصلت على إشادة دولية منها: “شعب الأرز” الذي اختير في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي في عام 2004، “أرض الأرواح التائهة” (2000) الذي فاز بعد جوائز منها جائزة “روبرت وفرانسيس فلارتي” في مهرجان ياماغاتا الدولي للأفلام الوثائقية، فيلم ” S21: آلة موت الخمير الحمر” (2004) وفاز بجوائز عديدة حول العالم من بينها جائزة “ألبرت لوندرس”، وفيلم “الأوراق لا تستطيع لف الجمر” (2007)، “جدار البحر” (2008)، “دوتش: أستاذ حمم الجحيم” (2012).
في عام 2013، أخرج بان فيلم “الصورة المفقودة” الذي رشح لجائزة “أوسكار أفضل فيلم أجنبي” وفاز بـ “الجائزة الكبرى” في قسم نظرة ما في مهرجان كان السينمائي. تناول عمله الإخراجي “منفى” جرائم الإبادة الجماعية واستغلال نظام الخمير الحمر وفاز بإشادة واسعة من النقاد والجمهور في مهرجان كان السينمائي في 2016.
يعمل بان على إعادة بناء صناعة السينما الكمبودية. وفي عام 2006، افتتح مع زميله المخرج الكمبودي لو باناكر مركز بوفانا للموارد السمعية البصرية في فنوم بينه لجمع شهادات سمعية بصرية من الشعب الكمبودي وإتاحة التراث الكمبودي للجميع. بان هو أيضاً المؤسس الرئيسي لهيئة الأفلام الكمبودية ومنظمة تطوير الصناعة التي تتضمن ورشة أفلام هيئة الأفلام الكمبودية وتقيم برنامجاً تدريبياً مهنياً للكمبوديين.