المغرب ـ «سينماتوغراف»
وصل عدد الأفلام المغربية الجاهزة للعرض، خلال سنة 2015 الى عشرين فيلما روائيا طويلا، لمخرجين شباب يوقعون أول أفلامهم الطويلة، وآخرين مخضرمين. وتتميز مواضوعات تلك الأفلام الجديدة، بالتنوع، بحيث تتوزع بين «سينما المؤلف، والكوميديا السوداء والموسيقية، والسيرة الذاتية، وسينما حقوق الإنسان، والأكشن والحركة».
ومن بين هذه الأفلام «جوق العميين» لمحمد مفتكر، و«كاريان بوليوود» لياسين فنان، «والرهان» لمحمد الكغاط، و«نصف سماء» لعبد القادر لقطع، و«إطار الليل» للمخرجة المغربية العراقية تالا حديد، وكلها أفلام عرضت في مهرجان مراكش الأخير، و«الأوراق الميتة» ليونس الركاب، الذي عرض في مهرجان سلا لفيلم المرأة، و«الوشاح الأحمر» لمحمد اليونسي، و«أفراح صغيرة» للشريف الطريبق، و«عايدة» لإدريس المريني، و«الشعيبية» ليوسف بريطل، و«دموع إبليس» لهشام الجباري، و«أوركسترا منتصف الليل» لجيروم كوهين أوليفير، و«مستر دلاس» لمحمد علي مجبود، و«ليلى» لأحمد بولان، و«Perimé» لنبيل عيوش، و«أكادير إكسبريس» ليوسف فاضل٬ و«المتمردة» لجواد غالب، و«البحر من ورائكم» لهشام العسري، الذي مثل المغرب في مهرجان دبي السينمائي، مع العديد من الأعمال السينمائية ذات الإنتاج المشترك.
«البحر من ورائكم» لغة سينمائية وآليات سردية خاصة
بعد «النهاية» و«هم الكلاب» عرض المخرج المغربي هشام العسري فيلمه الجديد «البحر من ورائكم»، لأول مرة في المسابقة الرسمية للدورة الحادية عشرة لمهرجان دبي السينمائي، الذي اختتمت فعالياته يوم 17 ديسمبر الماضي.
ويسعى الفيلم، الذي يندرج في إطار خانة «سينما المؤلف»، إلى المزاوجة بين تيمة الحب والعنف والمقدس والمدنس، من خلال تسليط الضوء على شخوص تعتمل داخلها مشاعر إنسانية معقدة ومتضاربة، يسيطر عليها الخوف والعاطفة والمغامرة والتردد والحب.
كما حرص المخرج، من خلال فيلمه، الذي تم عرضه باللونين الأبيض والأسود، حيث لم تظهر الألوان الطبيعية إلا مع نهاية العمل، على إبراز الجوانب القاتمة من الشخصية البشرية، بكل ما فيها من عنف وبشاعة.
ويؤكد فيلم «البحر من ورائكم»، الذي شارك في بطولته مالك أخميس، وحسن باديدة، ومحمد أوراغ، وياسين السكال، سعي العسري الذي تولى أيضا صياغة السيناريو، على توسيع دائرة التجريب في أفلامه، التي انطلقت مع فيلمه الطويل الأول «النهاية»، حيث ينشغل بالعمل على لغة سينمائية وآليات سردية خاصة على حساب الحكاية.
ويندرج فيلم «البحر من ورائكم» في خانة «الوثائق البصرية»، التي تمتحن روح التحدي لدى جيل جديد من المخرجين يبحث عن مكان يعبر فيه عن حضوره وتفاعله مع أسئلة المستقبل.
«الوشاح الأحمر» وثيقة بصرية حول المغاربة المرحلين من الجزائر
«الوشاح الأحمر» الفيلم الطويل الثالث للمخرج السينمائي محمد اليونسي، صورت أحداثه بكل من مدن وجدة، جرادة وتازة، وهو فيلم روائي من بطولة كل من كريم السعيدي، محمد بسطاوي، ونورة القريشي، ويسرى طارق، وحسنة الطمطاوي، وجمال الدين دخيسي، وفريد الركراكي، ومحمد الشوبي، وسعيد أيت باجا، وعماد فجاجي، وآخرين.
ويتطرق مضمون الفيلم، لموضوع غير مسبوق في السينما المغربية، ويتعلق الأمر بمأساة المغاربة المرحلين من الجزائر.
ويدور سيناريو الفيلم، الذي كتبه اليونسي، إلى جانب الجيلالي فرحاتي، حول مأساة زوجين (لويزا من الجزائر ولحبيب من المغرب) فرقتهما الآلة العسكرية بالجزائر وعاشا بعيدين عن بعضهما.
وتبدأ الحكاية من حالة «لحبيب»، الذي ينتظر مولودا جديدا، وهو عائد من السوق، بعد أن اقتنى بعض الحاجيات بطلب من الممرضة، التي تشرف على علاج زوجته في المستشفى. وبينما هو في الطريق للمستشفى فرحا بالحاجيات التي اقتناها للمولود الجديد، يوقفه أحد العساكر في مفترق الطرق، يستفسره عن هويته، فيكتشف أنه مغربي الجنسية، فيلقي عليه القبض ويضعه في شاحنة عسكرية ثم يتم طرده عبر الحدود البرية. وهنا تبدأ معاناة زوجين كان يجمعهما الحب وفرقت بينهما السياسة.
«نصف سماء» نساء محاصرات بجحيم الاعتقال
فيلم «نصف سماء» للمخرج عبد القادر لقطع والكاتب عبد اللطيف اللعبي، هو شبه سيرة ذاتية مقتبسة من سيرة جوسلين اللعبي «رحيق الصبر»، التي تبرز محنتها طيلة فترة اعتقال زوجها.
يقول الكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي إن فكرة الفيلم من اقتراح صديقه السينمائي عبدالقادر لقطع، الذي تربطه به صداقة قديمة تعود إلى نهاية الستينيات من القرن المنصرم، مشيرا إلى أن لقطع ساهم في تجربة مجلة «أنفاس» ببعض القصائد الشعرية التي كان يكتبها عندما كان يدرس السينما في بولونيا.
تنطلق فكرة الفيلم، من «La Liqueur d’aloès» (رحيق الصبر)، ففي هذا الكتاب تتناول جوسلين سيرتها الذاتية، حيث كانت تبلغ من العمر سبع سنوات، حينما غادرت مدينة ليون الفرنسية في اتجاه المغرب وتحديدا مدينة مكناس، حيث عاشت طفولتها وجزءا كبيرا من شبابها بهذه المدينة، خلال فترة الاستعمار مع أب عنصري عمل إلى جانب بعض الميليشيات الفرنسية على مساعدة النازيين الألمان على احتلال فرنسا، حسب ما أوردته جوسلين في كتابها، حيث كانت ثورتها الأولى على عنصرية والدها.
اعتمد اللعبي على الكتاب لإنجاز كتابة السيناريو، لكن دون الاعتماد على الجزء الأول الذي يتمحور حول الطفولة، مشيرا إلى أنه اعتمد على الجزء الثاني، أي على مرحلة تعرفه على جوزلين وزواجه منها وتجربتهما في مجلة «أنفاس»، ثم مرحلة الاعتقال يوم 27 يناير 1972، حيث ينطلق الفيلم من لحظة الاعتقال إلى إطلاق السراح يوم 19 يوليوز 1980، مركزا أساسا على المحنة التي عاشها الأبناء آنذاك، وهو ما لم تثره السينما المغربية حتى الآن.
وحول اختياره «نصف سماء» عنوانا للفيلم، يوضح اللعبي أن لهذا العنوان رمزية كبيرة، فـ «نصف سماء» عبارة صينية قديمة مستوحاة من الطقوس الميثولوجية، وظفها ماو تسي تونغ للدلالة على النصف الآخر (النساء).
ويجسد الأدوار الرئيسية للفيلم الممثلة سونيا عكاشة «جوسلين»، والممثل أنس الباز «عبد اللطيف اللعبي»، بينما سيقوم بباقي الأدوار الرئيسية ممثلون مغاربة معروفون، فضلا عن مشاركة ممثلين مغمورين، لم يتعود مشاهدتهم من قبل.
«عايدة» معاناة شابة مع مرض السرطان
انتهى المخرج إدريس المريني من وضع اللمسات الأخيرة على فيلمه السينمائي الجديد «عايدة»، الذي من المنتظر أن يشارك في مهرجان الفيلم الوطني مطلع العام. وتدور قصة الفيلم، الذي صورت أحداثه بباريس، والرباط والصويرة، حول يهودية مغربية مقيمة في فرنسا، ويتعلق الأمر بالدكتورة عايدة كوهين (نفيسة بن شهيدة)، التي تقرر قضاء آخر أيامها بالمغرب بعد مرضها بالسرطان.
نتيجة المرض الذي ينخرها، تقرر الهروب من أجواء باريس الكئيبة إلى مسقط رأسها، حيث تطلع إلى بصيص أمل في الحياة، يعد وصولها إلى المغرب تجد شقيقتها «سوزان» (مجيدة بنكيران) وزوجها (محمد الشوبي) في استقبالها، لتواصل رحلتها من الرباط إلى الصويرة، حيث رأت النور واكتشفت الموسيقى اليهودية المغربية، التي ترمز إلى التعايش والسلام الروحي.
بعد سلسلة من الأحداث، تقرر «عايدة» الاتصال بصديق طفولتها المهندس المعماري «يوسف العلمي» (عبد اللطيف شوقي)، الذي يعاني بدوره أزمة صحية ألمت به نتيجة الإجهاد في العمل، وبعد عدة لقاءات تستطيع «عايدة» إيقاظ مشاعر يوسف نحوها، لكنها تصطدم بزوجته «غيثة» (هدى الريحاني) التي تقف عائقا أمام تطور هذه العلاقة المستحيلة، وتنتهي أحداث الفيلم بموت «عايدة» في حادث سير مميت، بعدما منحت السعادة لصديق طفولتها «يوسف» وساعدته على الخروج من ضغط العمل عن طريق الموسيقى.
ويجسد باقي أدوار الفيلم، الذي يمكن تصنيفه في خانة أفلام «الدراما الموسيقية»، بالإضافة إلى نفيسة بن شهيدة، وعبد اللطيف شوقي، كل من هدى الريحاني، وإدريس الروخ، ولطيفة أحرار، ومحمد الشوبي، ومجيدة بنكيران، وأمينة رشيد ومجدولين الإدريسي وعبد الحق بلمجاهد وآخرون.
«أوركسترا منتصف الليل» تكريم سينمائي لليهود المغاربة
يعد فيلم «أوركسترا منتصف الليل»، هو ثاني تجربة سينمائية للمخرج اليهودي المغربي جيروم كوهن أوليفير بعد فيلم «قنديشة».
وتدور أحداثه، حول العائلة الغنائية المغربية بوطبول، التي اشتهرت في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم من خلال الأخوين مارسيل وحايم بوطبول ووالدهما.
تبدأ أحداث الفيلم بوفاة الأب، الذي يوصي بدفنه على نغمات مجموعته الغنائية، وحضور الإبن من باريس لتنفيذ الوصية، حيث يعمل على لم شتات الفرقة الموسيقية لمراسيم الدفن.
ويسلط الفيلم الذي تجري أحداثه بكل من باريس، والدارالبيضاء، وطنجة، الضوء على التقاليد المغربية اليهودية، وتمسك اليهود المغاربة ببلدهم المغرب.
وتتخلل مشاهد الفيلم معزوفات موسيقية مغربية بكل من آلتي العود والكمان، للفنانين حايم ومارسيل بوطبول. ويسترجع المخرج، من خلال فيلمه، الموروث الثقافي الموسيقي المغربي المتميز بالغنى، كما يعتبر الفيلم تكريما للموسيقى المغربية اليهودية، عبر تكريم عائلة بوطبول.
ويلعب أدوار البطولة في الفيلم مجموعة من الممثلين الكوميديين من أبرزهم عزيز داداس، وجاد المالح، وحسن الفد.
«كاريان بوليود» ينتصر لأحلام المهمشين
ينتمي فيلم «كاريان بوليود» وهو العمل الطويل الأول للمخرج ياسين، إلى صنف «الدراما الغنائية»، إذ يجمع بين الغناء والرقص، ويقدم صورة لأحلام وآمال الشباب في أحياء هامشية، في قالب كوميدي ودرامي، يتناول المشاكل الاجتماعية لفئة من السكان، من خلال شخصية شاب «جيمي»، الذي يعشق السينما الهندية المعروفة بلوحاتها الراقصة والغنائية.
انتماء «جيمي» للهامش لم يمنعه من التعلق بفتاة تنتمي إلى طبقة اجتماعية راقية. ولأن والده كان عارضا للأفلام في القاعات السينمائية، كان حلم بطل الفيلم أن يقدم فيلما يصور من خلاله مشاكل الحي الهامشي الذي يسكنه، محاولا إقناع صديقته «منى»، التي تتقمص شخصيتها الممثلة أمال الأطرش، بأن تقاسمه هذا الحلم بمشاركتها في دور البطولة.
«دموع إبليس» رحلة انتقام مليئة بالمغامرات
«دموع إبليس» هو أول تجربة سينمائية طويلة للمخرج هشام الجباري، وينتمي الفيلم، الذي صورت كل مشاهده، بالدار البيضاء، وتادلة، وإملشيل، وزاكورة إلى صنف أفلام الطريق. ويعالج الفيلم، تيمة الانتقام، من خلال قصة رجل تعليم يعتقل ظلما، وبعد معانقته الحرية، يقرر البحث عن جلاده، من مدينة إلى مدينة ومن قرية إلى أخرى. ويلعب دور البطولة في هذا العمل الجديد، الذي كتب له السيناريو هشام الجباري، بالإضافة إلى رشيد الوالي، كل من أمال عيوش، وفاطمة عاطف، ويونس وميكري، وخالد الزيواني وإسماعيل أبو القناطر.
«أفراح صغيرة» تعايش نساء تطوان مع التقاليد
دشن المخرج محمد الشريف الطريبق عودته إلى السينما الروائية الطويلة بفيلم «أفراح صغيرة»، الذي انتهى من تصوير مشاهده بمدينة تطوان.
وأوضح الطريبق أن الفيلم الثاني في مسيرته السينمائية بعد «زمن الرفاق»، يتناول أجواء تعايش نساء تطوان مع التقاليد، والصعوبات التي كن يواجهنها في التعبير عن ذواتهن، موضحا أن «أفراح صغيرة» قصة نسائية بامتياز، لأنها ترصد نمط عيش عينة من النساء التطوانيات في المدينة العتيقة.