«السينما والإرهاب».. وأسرار انهيار صناعة الأفلام في مصر

القاهرة ـ «سينماتوغراف»: محمد البحيرى

طالب عدد من النقاد والسينمائيين بضرورة انتاج أفلام سينمائية تتصدى لظاهرة الارهاب مؤكدين أن السينما والفنون عموما قادرة على احداث الـتأثير وتغيير الأفكار المغلوطة واثارة الوعى، جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت مساء أمس بمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية تحت عنوان «السينما والارهاب» والتى أقيمت ضمن فعاليات  مؤتمر (القوى الناعمة فى مواجهة التطرف) الذى أقامته وزارة الثقافة وافتتحه الوزير عبد الواحد النبوى السبت الماضى، وشهدت الندوة حضورا مكثفا من النقاد والسينمائيين ومن بينهم الفنان حسين فهمى، وأدارها الناقد أمير أباظة، وتحدث فيها عدد من كبار السينمائيين.

وطالب المنتج السينمائي محسن علم الدين جميع الفنانين والممثلين بضرورة تقديم كافة أشكال الدعم لإنتاج عددا من الأفلام السينمائية التي تكافح الإرهاب، مشددا على أهمية إنتاج 20 فيلما سينمائيا بدعم من الفنانين الكبار لمحاربة التطرف.

وقال علم الدين، إن وزارة الداخلية يجب أن يكون لها دورا في ذلك، إذ إنها ساعدت بشكل كبير خلال تصوير فيلم «الناجون من النار» حيث قدمت الأسلحة والذخيرة وقوات وجنود الأمن المركزي، وهو ماتراجعت عنه الوزارة نفسها فى الوقت الحالى.

وأشار إلى أن الفيلم لم ير النور فى دور العرض لعدة معوقات إلا إنه بث في الفضائيات وحقق نجاحا كبيرا وصار من الأفلام المهمة التى تصدت لظاهرة التطرف.

الجمهور.. والانتاج

في ذات السياق، أكد الدكتور وليد سيف، رئيس المركز القومي للسينما المستقيل، أن المشكلة التي تواجه السينما في مصر تتعلق بالجمهور، كما أن لدينا أعمالا سينمائية كثيرة توقفت لعدم توافر منتج لتنفيذها علي الرغم من أن هناك دعم كبير من المركز القومي للسينما، وشدد سيف علي أهمية الوقوف بجانب الفنانين الشباب وإنتاج فن حقيقي لمكافحة الإرهاب، مشيرا فى الوقت نفسه إلى المعوقات الإدارية التى تعاني منها السينما في مصر قائلا: «ليست هناك رغبة صادقة لحل المشكلات التي تواجه السينما».

فيلم الارهابى

في ذات السياق أوضح  المخرج ومدير التصويرالسينمائى د. سمير فرج، أن فكرة فيلم «الإرهابى» الذي لعب بطولته عادل الإمام توصل إليه بعد إنتاج فيلم «رجال مواقف» إخراج أحمد يحيي، قائلا عقدنا عدة جلسات مع عادل الإمام لإنتاج فيلم ضد الإرهاب، وبالفعل وافق على ذلك، ولكن بعدما قمنا بعمل ديكور تكلف 35 ألف جنيه فؤجئت بالمنتج محمد زين يقول أن عادل إمام طالبه بهدم الديكور وتأجيل التصوير لأن هذه المرحلة شهدت عدة محاولات اغتيال لبعض الشخصيات العامة، وتابع : «تم هدم الديكور فعلا، وتأجل التصوير لمدة ثلاثة أشهر ثم أستقر الأمن وقمنا بتصويرالفيلم الذى حقق رد فعل مدويا».

أفكار على الرصيف

في نفس الوقت قال السيناريست ناصر عبد الرحمن، أن السينما سلاح قوى جدا لمحاربة كافة أشكال التطرف خاصة أن الشعب لم يعد يقرأ وأصبحت عينه على الشاشة طول الوقت، وقد استطاعت السينما الأمريكية صنع تاريخ وحضارة  لبلادها، كما أن فيتنام أنتجت نحو 2000 فيلم خلال فترة عانت فيها من عنصرية وحروب، أما في مصر فقد كانت الأفكار علي الرصيف وكان من الممكن إنتاج آلاف الافلام السينمائية ولكن لم تستغل تلك الأفكار، كما إننا نقلد السينما الأمريكية في أبشع صورها، وأصبح الفيلم المصري لا يقدم فكرا، وأشار الي أن الشباب أصبح  يقبل علي الفيلم الأمريكي لأنه جيد الصناعة، وفي نفس الوقت لا يقبل على مشاهدة الفيلم المصري.

وأعرب عبد الرحمن عن استيائه الشديد من تدهور صناعة السينما في مصر قائلا العرض مستمر في النزول، فمنذ 4 أعوام لم ينتج فيلما سينمائيا يعبر عن المواطن والواقع الذي نعيشه.

الممثلون يدمرون السينما

بينما اتهم المنتج رمسيس مرزوق الفنانين بأنهم أبرز أسباب أزمة السينما قائلا: إن الممثلين يدمرون السينما الآن، فقديما كان أكثر من فنان يقوم بالبطولة ويتقاضون أجور في استطاعة المنتجين ولكن الفنانين حاليا يطالبون بتقاضي الملايين، وأضاف رمسيس:  طمع الفنان يدمر السينما في مصر ويقلل من الإنتاج السينمائي، وطالب رمسيس غرفة صناعة  السينما بضرورة وضع قوانين تحكم أجور الفنانين في الأفلام السينمائية، مشددا في الوقت نفسه علي أهمية عرض الأفلام التسجيلية  فى دور العرض حتي يعود الفيلم السينمائي إلى مكانته الطبيعية.

 

 

Exit mobile version