تطوان: الوكالات ـ «سينماتوغراف»
قال المخرج والممثل الفلسطيني محمد بكري إن دور أبو شادي الذي قدمه في فيلم (واجب) للمخرجة آن ماري جاسر من أصعب الأدوار السينمائية في حياته لأنه بعيد تماما عن شخصيته الحقيقية.
وفاز بكري بجائزة أفضل ممثل عن هذا الدور من مهرجان دبي السينمائي في ديسمبر كانون الأول مناصفة مع ابنه صالح بكري الذي أدى أمامه دور الابن أيضاً في الفيلم.
وقال بكري في مناقشة مع الجمهور والنقاد لفيلم (واجب) بعد عرضه أمس الخميس في مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط ”أنا لا أشبه أبداً أبو شادي بالمرة وكان عندي اعتراض على بعض لقطات الفيلم“.
وأضاف ”أنا عكس أبو شادي تماماً. في الفيلم كان لازم أصغر أكتافي وأحني جسمي وأشهد على الضعف الجسدي واعمل نفسي جبان واصغر نفسي.. وأنا أقوى من هذا“.
تدور قصة الفيلم حول أبو شادي وابنه اللذين يتجولان في مدينة الناصرة بسيارتهما بين الأهل والأصحاب لتوزيع بطاقات الدعوة إلى عرس أمل أخت شادي.
ويصور الفيلم عادات وطرق عيش مسيحيي الناصرة ومسلميها وبعض طقوس وأحياء المدينة.
وعُرض الفيلم خارج المسابقة الرسمية للدورة الرابعة والعشرين لمهرجان تطوان السينمائي الدولي التي يسدل الستار عليها غداً السبت.
ودافع محمد بكري عن الفيلم وأحداثه أمام بعض النقاد المغاربة الذين اتهموا الفيلم (بالتطبيع) والترويج لصورة طيبة وحياة عادية لتعايش إسرائيلي عربي.
وقال ”حياة الإنسان الفلسطيني في الأرض المحتلة ليست أسود وأبيض.. بل بالألوان. هناك شخصية أبو شادي المتصالح مع نفسه الذي يريد أن يعيش ويخبئ وطنيته وإحساسه ويخفي انتماءه الفلسطيني خوفاً من الاحتلال الإسرائيلي وعلى ابنه الذي كان مناهضا للاحتلال“.
وأضاف ”لذلك أرسل الابن إلى إيطاليا ليعيش هناك لأنه لن يحتمل الاحتلال الإسرائيلي“.
وقال بكري إن الفيلم يذكره برواية الكاتب والروائي الفلسطيني إيميل حبيبي (الوقائع الغريبة لسعيد أبو النحس المتشائل). وفي الرواية كان أبو النحس أجبن وأضعف بكثير من أبو شادي في الفيلم، وعندما أنجب ابنه فتحي توجست السلطات الإسرائيلية منه وطلبت منه أن يغير اسمه لأنه ربما يحمل ما يشير إلى منظمة فتح الفلسطينية.
وبالفعل، غيَّر أبو النحس الاسم إلى ولاء. لكن انتهى الأمر إلى أن ولاء حمل الكلاشنيكوف وانضم إلى صفوف المقاتلين الفلسطينيين.
قال بكري ”زمن الشعارات ولَّى وكل إنسان له واقعه. العربي لا يعيش الواقع الفلسطيني، فالعربي يعيش واقع الشعارات والتعاطف“.
وعن موسيقى الفيلم قال ”الموسيقى التصويرية كانت من وحي طبيعة المكان في الناصرة.. زمامير السيارات والآذان وأجراس الكنيسة“.