«سينماتوغراف» ـ متابعات
لأن السينما “فن يخضع لمتغيرات تقنية تتطور مع الزمن”، عنون المخرج والمنتج السينمائي نزار الفدعم كتابه الصادر عن دار العرب في دمشق 2022 بـ “الفيلم السينمائي بين التجريب والتأويل”، الكتاب إضافة نوعية للمكتبة السينمائية.
ضم الكتاب الذي صمم غلافه بأناقة الفنان رائد خليل وأشرفت على توزيعه مكتبة التحرير، مقدمة وأربعة أقسام، تمحور الأول حول التشكيل والسينما، متخذا من تجربة فان كوخ الفنية وحياته التراجيدية، نموذجا للاقتباس السينمائي لسير الرسامين الذاتية الملهمة، معرجا على نحات فرنسا الفريد رودان الذي تناولت السينما سيرته الفنية والإنسانية الفذة في أفلام عديدة.
كرس الفدعم القسم الثاني من كتابه لسينما الحرب، ليسبح بنا في أفلام تدافع عن الحرب، وأخرى تدينها، متخذا من أفلام عالمية وعربية ومحلية انموذجا لطروحاته، بينما أمتعنا الفدعم في القسم الثالث الذي خصصه لـ “الشخصية السينمائية” الموزعة بين سلطة المخرج والممثل معا، ساردا آراء ومفاهيم قدمها صناع أفلام من خلال تجاربهم على شاكلة: لورنس اوليفيه، وشيرلي ماكلن، و مارسيل مارتن، وجريجوري كوزينتسيف، وغيرهم.
وحدد الكاتب الشخصية السينمائية بخمسة أنواع هي (البسيطة والمركبة والمسطحة والدائرية والخلفية) معطياً أمثلة من السينما العربية والعالمية عن هذه الشخصيات ليتنقل بعدها بين عدة عناوين قدم تحتها قراءات وتحليلات لعدة أفلام عالمية وعربية.
وجاء في القسم الرابع الذي حمل عنوان الكتاب وفق المخرج الفدعم: “إن دراما السينما اليوم هي مزيج من الفن والشعر والعلم والخيال وعلى السينمائي شحذ همته بهذا الخليط ليقدم فيلماً قادراً على أن يقف أمام شباك التذاكر ويحقق نتائج جيدة في المهرجانات السينمائية”.
ومسك ختام الكتاب المتوسط الحجم بصفحاته الـ (174) القسم الرابع والأخير، الذي اسماه الكاتب “الفيلم السينمائي نحو التجريب.. نحو التأصيل” ملتقطا ملاحظة ذكية مفادها أن السينما العراقية خالية من روح التجريب، عدا محاولة او محاولتين يذكر منها الفدعم فيلم “المنعطف” الذي حاول الخروج من الضوابط الأرسطية، التي حكم بها صناع السينما أفلامهم ..