القاهرة ـ محمد فهمي
تميز “الساحر” محمود عبد العزيز بتنوع أدوراه الفنية التي جمعت بين الرومانسية والكوميدية والإثارة، ونجح في تجسيد شخصيات خُلَّدَت في الذاكرة، وترك بصمة لا تنسى في تاريخ السينما المصرية.
وعندما ترى نظراته، وتتمعن في أدائه وإيماءاته في فيلم “الكيت كات” للمخرج داوود عبدالسيد الذي كان يجسد فيه شخصية الشيخ حسني الكفيف؛ تظنه وكأنه أعمى بالفعل رغم قوه بصره الذي كان يتمتع به آنذاك.
ونجح بـ”خفه ظله” أن يُمتع ويضحك قلوب الجماهير عند مشاهدته، لاسيما مشهد “الموتوسيكل” الذي يضحكك في كل مرة تراه فيه وكأنها أول مرة.. وفي ذات الوقت استطاع أن يستعطفهم ويفطر قلوبهم ويدمي أعينهم بنبرات صوته المؤثرة.
* الكيت كات..
ويُعد “الكيت كات” محطة فارقة في مسيرة الساحر الفنية الحافلة بالعديد من الأفلام التي تربعت على عرش قلوب جماهيره ، بإشادة النقاد ورواد السينما، حيثُ نال جائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي.
* العار..
ومن أبرز الشخصيات التي قدمها “الساحر” وزادت من شعبيته عند الجماهير، شخصية الدكتور عادل في فيلم “العار” للمخرج علي عبدالخالق واحد من أهم الأفلام التي أنتجتها السينما المصرية، والذي ضم مجموعة من أباطرة الفن والموهبة مثل الراحل نور الشريف، والنجمة نورا.
وخرج “الراحل” بالشخصية، بعيدا كل البعد عن الشكل النمطي التقليدي للطبيب بأنه الشخص العاقل المتزن، ليؤكد أنه مهما بلغ من عقلية الإنسان ومن درجته العلمية؛ فهو في الآخر بشر يتأثر بالأزمات التي تجعله يفقد توازنه في بعض الأحيان، ولعب دور الاخ الجبان الذي تتحكم فيه عواطفه، ضعيف الشخصية وسريع الصدمات.
* المعتوه..
كان فيلم “المعتوه” نقله فارقه في حياة “الساحر”، بعدما برع في تجسيد شخصية أحمد رشدي المعتوه، حيثُ اثبت من خلال هذا الفيلم للمخرجين والمنتجين بأنه ممثل يجيد تجسد نوعية مختلفة من الأدوار.
* تزوير في أوراق رسمية..
والنقلة الثانية في مشواره الفني، فيلم “تزوير في أوراق رسمية” مع المخرج يحيى العلمي، حيثُ قدّم من خلاله شخصية الرجل الناضج الباحث عن الإنجاب، حيثُ أثني على إداه النقاد والجمهور.
* إعدام ميت..
ونجح “الساحر” في اقتناص لقب “جاسوس الدراما” بقوة واقتدار، بعد تقديمه عددا من الأعمال الفنية التي لعب فيها دور الجاسوس منصور وضابط المخابرات المصرية عز الدين في “إعدام ميت”.
* رأفت الهجان..
جاء بعد “إعدام ميت” بأقل من عامين.. وكانت ملحمة “رأفت الهجان” الى قدم ثلاثة أجزاء منه، من واقع ملفات المخابراتالمصرية، وهي أحد المسلسلات التي أحدثت نقلة نوعية على مستوى الدراما التلفزيونية.
* الكيف و جري الوحوش..
بعد تقديمه عددا من الأدوار السياسية والاجتماعية، ينقلك معه إلى عالم الكوميديا الساخرة، التي أحدثت ضجة في ذلك الوقت، حيثُ تصدرت أفلامه في هذه الفترة إيرادات أفلام السينما المصرية، وهما “الكيف” و”جري الوحوش” مع المخرج علي عبدالخالق، حيث قدّم من خلالها شخصيات تحمل ملامح تختلف تماما عما يتوقعه جمهوره، فقدم في “الكيف” مزاجنجي تاجر المخدرات وهي الشخصية التي لقب بها محمود عبد العزيز لفترة طويلة، ولعب دور عبد القوي في جري الوحوش الرجل الفقير الذي اضطر أن يبيع جزء مخه من أجل توفير حياة كريمه له ولعائلته.
ثم اتجه بعدها إلى عالم الفانتازيا الصارخة مع المخرج رأفت الميهي، حيثُ قدما ثنائية سينمائية شديدة الاختلاف، وهما “السادة الرجال” و”سيداتي أنساتي”، فهو أول من عرّف الجمهور بحقيقة “التحول الجنسي” في فيلمه الأول، بعد أن قرر أن يتحول إلى سيدة لتولى رعايه أبنه بعد ما تخلت عنه والدته “معالي زايد” وتحولت إلى رجل، وشخصية محود الساعي في الأخير الحاصل على دكتوراه في الطبيعة، والذي يوافق على الزواج من الصديقات درية وعزيزة وآمال وكريمة للتغلب على أزمة الشققق في مصر.
وفي بداية الألفية الثانية، حاز على لقب النمس بعد تقديمه دور “سعيد النمس” في فيلم “النمس” للمخرج على عبدالخالق. وفي العام 2001، قدّم فيلم “الساحر” للمخرج رضوان الكاشف، وهو اللقب الذي التصق به إلى الآن، حتي بعد ما قدّم مسلسله التلفزيوني الناجح “الغول”، وشخصية عبد الملك زرزور في فيلم إبراهيم الأبيض، إلا أن الجمهور فضّل أن يلقبه بـ”الساحر”.