المخرجة المغربية زينب واكريم : أحلم بتطوير السينما الأمازيغية

فائز فيلمها القصير بجائزة «مهرجان كان الـ 76» ..

 

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

تمثل المخرجة الشابة زينب واكريم، التي شاركت في مسابقة مدراس السينما في مهرجان كان السينمائي الـ 76، وفازت بجائزة عن فيلمها القصير “أيور”، الوجه الجديد لمستقبل السينما المغربية، ولم يأت اختيار فيلمها من فراغ بل نتيجة عمل جاد.

وتؤكد خريجة أحد المعاهد السينمائية المعروفة في مراكش، أن طموحاتها لا تتوقف، فهي تسعى لتطوير ذاتها، والاشتغال أكثر فأكثر، وسينكب مستقبلا جانب كبير من اهتمام هذه “السوسية”، منطقة أمازيغية بالمغرب، على السينما بهذه اللغة، لأنها تعني لها الشيء الكثير، وترى فيها غدها السينمائي.

المزيد حول التجربة السينمائية الحديثة لزينب واكريم وتطلعاتها الفنية، في حوارها التالي مع موقع فرانس 24..

** لماذا “أيور” اسما وفكرة؟ وما سبب اختيار هذا العنوان؟

ـ عندما كنت أتابع دراستي السينمائية بمراكش كانت لدينا طبعا تمارين ووورش، وكأي طالب كنت أحضر لتزكية مواد الامتحان. وبموازاة ذلك كنت أقوم بأبحاث في إطار مجهود شخصي. اشتغلت على عدد من المشاريع وفي نفس الوقت بحثت في مفاهيم سينمائية، كان بينها مفهوم “كينوبراز” الذي خلف لدي أثر كبير، وهو للمخرج الروسي أندريه تاركوفسكي. وحاولت تطبيقه. كما أنه بفضل مداخلة لمختص في تاريخ السينما، اكتشفت فيلماً للمخرجة الإيرانية فروغ فروخزاد، هو فيلم شاعري وإنساني جدا، استلهمت منه الفكرة، و”أيور” (اسم باللغة الأمازيغية يعني النور) واخترته لأنه جذاب، ويثير الفضول لدى الآخرين.

** هل فكرة المرض التي اخترتها كموضوع للفيلم حدث يستحق تناوله سينمائيا ولماذا؟

ـ هناك مواضيع أخرى تستحق أن تكون في أفلام سينمائية. أما بالنسبة لموضوع “أطفال القمر”، بصراحة، إن فيلما واحدا لا يكفي لإيصال الرسالة. إن كان هناك ناس آخرون أرادوا الانخراط في هذا الموضوع، ولهم أفكار مغايرة، ولديهم وجهات نظر أخرى، لم لا…يعجبني كثيرا اكتشاف أعمال جديدة. وهناك مواضيع كثيرة أخرى تستحق أيضا أن نتطرق إليها في أفلام سينمائية.

** هل التفكير في الإخراج أمازيغيا يحتاج لشروط مغايرة لما هو متوفر حاليا؟

ـ صراحة، عندما فكرت في الإخراج بالأمازيغية، كان الأمر صعبا إلى حد ما. لأني لا أتقن فعلا اللغة الأمازيغية على الرغم من أني أمازيغية، وأنحذر من منطقة تافراوت الأمازيغية بمنطقة سوس، ووالدتي من آيت باها، يعني أني سوسية مئة بالمئة. كبرت مع جدي وجدتي، كنت أتحدث معهما بها لكن عندما توفيا لم أعد أتكلمها. لذلك، طلبت المساعدة من أصدقاء يتحدثون في بيوتهم بالأمازيغية في ترجمة مقاطع للمخرج فاروق زاده، وفعلا نجحنا في ذلك، وكان هذا مكسبا كبيرا بالنسبة لي. أتمنى أن يكون هناك توازن بين الأفلام المتحدثة بالعامية والأمازيغية…هناك أفلام كثيرة بالدارجة، لكن الأفلام الأمازيغية لاتزال قليلة. وفي السينما مثلا لم أر بعد فيلما أمازيغيا. في كل الحالات، بالأمازيغية أو العامية تبقى هذه الأعمال مغربية.

** كيف كان شعورك باختيار فيلمك ضمن إحدى مسابقات كان؟

كانت مفاجأة رائعة. اختياري في المسابقة، كان بعد حصولي على دبلوم نهاية دراستي السينمائية. يمكن أن أسميها بداية أخرى بالنسبة لطالبة مبتدئة في مرحلة كانت ترادوني فيها مجموعة من الأسئلة. كأي شخص مبتدئ يضع رجليه لأول مرة في الميدان، يتساءل إن كان قادرا على صنع اسم لنفسه فيه، وهل لدي المؤهلات لفرض نفسي كمخرجة أو مخرجة في المستقبل… وكأن مهرجان كان أكد لي أنها فعلا انطلاقة. وهذا الفيلم يبقى تمرينا مدرسيا، اشتغلت عليه بشكل جيد، وأعطى نتيجة طيبة، وأنا سعيدة بالجائزة التي حصلت عليها.

** ما هو الفيلم الذي تحلمين يوما بإنجازه؟

ـ ليس هناك فيلم بحد ذاته أحلم بإنجازه يوما. ما أتمناه أن أخرج أفلاما تكون في متناول الجميع مهما كان العمر والفئة.  يشاهده الكبير والصغير، ويمكن أن يفيد الأخير في حياته، في تجاربه وفي مستقبله. وأفكر أيضاً أن أطور السينما الأمازيغية وأشتغل عليها بدورها، لأنها تبقى بالنسبة لي مشروع المستقبل.

Exit mobile version