المخرج طلال ديركي: فيلمي قصة واقعية مليئة بالألم والعنف

«العودة إلى حمص» يعرض عربياً للمرة الأولى في «أبوظبي السينمائي»
المخرج طلال ديركي: فيلمي قصة واقعية مليئة بالألم والعنف
أبوظبي ـ «سينماتوغراف»
 
اختار المخرج السينمائي السوري طلال ديركي صاحب الفيلم الوثائقي «العودة إلى حمص» مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الثامنة لإطلاق فيلمه عربياً ضمن فئة مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بعد أن نجح مع فريق العمل على تحقيق شروط المشاركة رغم الفترة الزمنية الفاصلة بين عرضه الأول عالمياً وبين عرضه عربياً.
 
وعبر ديركي عن سعادته للمشاركة الأولى في مهرجان أبوظبي السينمائي الذي يرى فيه حلم كل مخرج سينمائي يبحث عن منصة سينمائية تتميز بصفات عالمية من حيث التنظيم، وقوة وطبيعة الأفلام المشاركة، مع نوعية الجوائز المحفزة للمخرجين والمنتجين لدعم مشاريعهم السينمائية والحياتية في ملتقى لكبار العاملين في هذه الصناعة في عالمنا العربي.
 
وقال صاحب الفيلم الوثائقي «العودة إلى حمص» الذي نال أكثر من اثنتين وعشرين جائزة عالمية: أنا فخور أن أكون سفيراً لبلدي عبر هذا الفيلم الذي يحمل واقعاً دامياً كان لفريق العمل الإمكانية على نقله في سياق سرد ملحمي تاريخي، آمل أن يضفي ماهو جديد على صناعة الفيلم التسجيلي العربي، وأن يكسب قلوب الجمهور الراغب بحضور هذا الفيلم الذي هو قصة ثورة شعب بعيون أبنائها بكل لحظاتها مع الموت والقتل والاعتقال، هو قصة واقعية محكومة بالكثير من الألم والعنف.
 
وأوضح ديركي أن الفيلم هو تسجيل للحظات نادرة حية لحياة وموت لأناس كنا بجوارهم ومعهم، لحياة شعب يتيم خُذل من أقرب الناس إليه، وبقي وجهاً لوجه أمام أعتى آلة عسكرية لا ترحم حجراً ولا بشراً، قصة شجاعة وكفاح شعبي في أول سنتين من عمر الثورة السورية، من خلال رصد وتتبع حياة شابين من أبنائها تحت خطر الموت والاعتقال وهما (عبد الباسط الساروت)، ابن حي البياضة حارس المرمى السابق لكرة القدم في المنتخب السوري للشباب بكرة القدم الذي أصبح في العام الأول من الثورة رمزاً لسلميتها قائداً شجاعاً للمظاهرات ومغنياً لهج السوريون جميعاً بأغانيه في تظاهراتهم، حتى لحظة فقدانه للأمل من النضال السلمي واختياره لحمل السلاح دفاعاً عن المدينة ومدنيتها، في مواجهة ديكتاتورية القتل والموت المجاني في سورية بعيداً عن التطرف ومملوءاً بحلم الوصول إلى دولة سورية جديدة متنوعة ومدنية وحرة، والعودة الى مدينته حمص الذي هو حلم كل السوريين العودة الى ديارهم.
 
 
والشاب الآخر (أسامة) ابن حي الخالدية الحمصي، طالب جامعي أصبح من أبرز الناشطين الإعلاميين الذين يوثقون يوميات الأحداث المؤلمة لمدينته حمص.
 
وعن الدوافع التي تشكلت لتصوير فيلم مدته 90 دقيقة تحت خطر القتل والموت والاعتقال قال ديريكي: الفكرة أتت رغبة في تجسيد الثورة السورية بشجاعة أبنائها وإصرارهم على الحياة من خلال متابعة شخصيات من لحم ودم وعواطف وأحلام، وبعد بحث استمر لشهور تعرفت من خلالها على أبطال فريق الفيلم من خلال شخصية الناشط أسامة، ومنه تعرفت على الثائر ساروت مع جرأة وشجاعة نادرة من المصور الأول للفيلم قحطان حسون الأب لأربعة أطفال الذي تحدى الموت ورافق البطل (ساروت) في كل لحظاته من تحد مجنون للموت وتابعه خطوة خطوة في درب الحصار والموت والثورة، فكانت مشاهد ناردة أضافت للعمل رونقاً خاصاً حقيقياً من قلب وروح.
 
وعن الصعوبات التي واجهها مع فرق العمل الصغير في تتبع ورصد ونقل حقائق من قلب الداخل السوري، وخاصة من مدينة حمص بأحيائها المحاصرة بالموت من كل الجهات، أوضح ديركي أن العمل طوال فترة التصوير كان مهدداً بالتوقف أو أن يكون شيئاً آخر، لكن الفكرة الأولى للفيلم لا تشبه البتة النسخة النهائية من الشريط، فحياة الشخوص بالدرجة الأولى كانت مهددة بالاعتقال أو الموت، حياة طاقم الفيلم مني ومن المصور الشجاع (قحطان) الذي صور أخطر لقطات الفيلم على خط النار، والذي اضطر أحياناً لاستعمال الحمام الزاجل لتهريب (الفلاش ميموري) التي عليها الصور لخارج حدود سورية مع صعوبة وخطورة التصوير بالجودة المطلوبة وتخزين المواد على (هاردات) أمر كان ينطوي على صعوبة ومخاطرة شديدة لكثرة حواجز النظام وما قد يترتب عليه من اعتقال للأشخاص في حال تم كشفهم، واعتقال المنتج عروة على خلفية الفيلم، واختفاء بطل الفيلم لمدة 13 يوماً بعد حصار البياضة وغيرها من الأحداث جعلت القلق والخوف دائماً يرافقني الى أن نجحنا بإصرار الفريق وشجاعتهم على إخراج هذا الفيلم الى الحياة.
 
 
Exit mobile version