المرأة تفرض سيطرتها على أفلام الدورة الـ 43 لـ «القاهرة السينمائي»

القاهرة ـ «سينماتوغراف»: نهى منسي

ينطلق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثالثة والأربعين، مساء اليوم الجمعة، بمشاركة كوكبة فنية من مصر والدول العربية والكثير من صناع السينما في العالم، ويفتتح المهرجان بفيلم «المسابقة الرسمية» للنجمة بينلوبي كروز وأنتونيو بانديراس.

تقام احتفالية الافتتاح في دار الأوبرا المصرية وسط إجراءات احترازية صارمة فرضتها إدارة المهرجان تجنباً لفيروس كورونا، إذ اشتُرط عدم الحضور إلا لمن تلقوا تطعيمات “كوفيد-19” المعتمدة، وأن يجري الضيوف غير المطعمين اختبارات ومسحة كورونا حديثة لا تتجاوز مدتها 72 ساعة قبيل الافتتاح لضمان سلامة الجميع، وسيمنح المهرجان من لم يتلقَّ التطعيم جرعة قبل حضور الفاعليات، أو سيطالب بمسحة سلبية كل ثلاثة أيام قبل دخول الفعاليات.

يحضر المهرجان نخبة كبيرة من النجوم العرب والمصريين والعالميين المشاركين بأعمال أو المكرمين أو لجان التحكيم، بينهم صبا مبارك، وظافر العابدين، ونيللي كريم، والممثلة الأميركية مايسا برينسون، والمخرج الإيطالي روبرتو مينرفيني، والموسيقي اللبناني خالد مزنر، والممثلة الفرنسية نورا أرزندرا، والمخرج الهندي شايتانيا تاماهاني، والموسيقار العالمي الهندي ايه آر رحمن، والمخرج الفرنسي تيري فيرومو مدير مهرجان “كان” السينمائي، والمخرج الصربي إمير كوستوريتسا ونجوم آخرون، بالإضافة إلى النجوم المكرمين من مصر وهما كريم عبد العزيز والفنانة نيللي اللذان سيتم تكريمهما مع الموسيقار الهندي ايه آر رحمن والمخرج الفرنسي تيري فيرومو.

وتشهد مسابقات المهرجان المختلفة خلال فعاليات دورته الـ 43، التي تنطلق اليوم 26 نوفمبر الحالي، وتستمر حتى 5 ديسمبر المقبل منافسة شرسة بين أقوى الإنتاجات العربية والمصرية والعالمية. ومن المتوقع أن تثير بعض الأفلام الجدل لجرأة موضوعاتها وقوتها ووجهات نظر صانعيها.

ومن الأفلام المنتظرة في المهرجان وتشارك به السينما السعودية  فيلم “بلوغ” من إخراج خمس مخرجات هن سارة مسفر، وفاطمة البنوي، وجواهر العامري، وهند الفهاد، ونور الأمير، ويعرض عالمياً للمرة الأولى، وتدور أحداثه حول خمس قصص قصيرة تستكشف العمق الإنساني تحت وطأة المعاناة والأسرار والقلق والخوف.

وكذلك الفيلم التونسي “أطياف” من إخراج مهدي هميلي، ويتناول قصة حساسة حيث تحبس آمال بتهمة الزنى والدعارة. ويجد ابنها مؤمن نفسه مدمراً من وقع الفضيحة، وغارقاً في أعماق الحياة الليلية في تونس. بعد إطلاق سراحها، تبحث آمال عن نجلها في أكثر شوارع تونس تدنياً وعنفاً، وفي رحلة البحث الطويلة عن الابن المفقود، يتعين على آمال مواجهة حقيقة انهيار المجتمع التونسي.

ويعرض من لبنان فيلم “دفاتر مايا” إخراج جوانا حاجي توما، وخليل جريج، ويدور حول مايا، وهي أم عزباء تعيش في مونتريال مع ابنتها المراهقة أليكس. في ليلة عيد الميلاد يتلقيان شحنة غير متوقعة، عبارة عن دفاتر وأشرطة وصور أرسلتها مايا إلى صديقتها المقربة في بيروت خلال الثمانينيات، ترفض فتح الصندوق أو مواجهة ذكرياته، لكن أليكس تبدأ في الغوص فيه سراً. بين الخيال والواقع، تدخل الأخيرة عالم مراهقة والدتها الصاخبة والعاطفية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وتكشف عن ألغاز الماضي الخفي.

ويتناول الفيلم العراقي “كلشي ماكو” مشاكل النساء الشائكة والعنف الطائفي، ويدور حول سارة وهي أم عزباء وروائية، دخلت في حالة من الصمت بسبب العنف الطائفي الشديد وحظر التجول الليلي في بغداد. وتحاول هي وجيرانها مقاومة تفتيت عالمهم وتجديد الشعور الهش بالأمل والإيمان بمستقبل أفضل.

ومن المتوقع أن ينافس الفيلم المصري “من القاهرة” إخراج هالة جلال، وهو وثائقي يعرض عالمياً للمرة الأولى، وخلال أحداثه يتعرض لقضايا نسائية من خلال حياة هبة وآية الشابتين اللتين تعيشان وحدهما في القاهرة، وتتخذان قرارات صعبة وسط العديد من المخاوف.

أما فيلم “النهر” من لبنان فمتوقع أن يثير الجدل أيضاً، إذ يتعرض لقصة رجل وامرأة على وشك مغادرة مطعم يقع في قلب الجبال اللبنانية. فوجئا بأزيز الطائرات المقاتلة على ارتفاع منخفض ليشعرا أن الحرب تندلع مرة أخرى. وتُفقَد المرأة ويبدأ الرجل في البحث عنها بعد أن غابت عن أنظاره.

ومن الجزائر يعرض فيلم “هيليوبوليس” من إخراج جعفر قاسم، وتدور أحداثه حول عائلة زناتي التي تقطن في مزرعتها العائلية الكبيرة ببلدة هيليوبوليس التي بناها المستعمر الفرنسي وسط حقول خصبة في الشرق الجزائري. ربّى “سي مقداد” ابنيه محفوظ ونجمة على القيم الإسلامية من دون التفريط في الثقافة الغربية؛ إذ كان يحلم برؤيتهما يلعبان دوراً في الجزائر الفرنسية التي كان يؤمن بها، لكن نشوب الحرب العالمية الثانية أحدث اختلالاً في هذا التوازن الهش وكشف النقاب عن جزائر أكثر تعقيداً.

ومن فلسطين ينافس فيلم “يوميات شارع جابريئيل” إخراج رشيد مشهراوي، وهو وثائقي يعرض للمرة الأولى، وأحداثه تدور في الفترة التي أغلقت فيها السلطات الفرنسية حدودها بسبب انتشار وباء كورونا  وحجزت مواطنيها في منازلهم ونشرت الشرطة في الشوارع، ويسجل المخرج أثناء وجوده في باريس ومن دون أي تخطيط كمواطن فلسطيني محاصر في أجمل الأحياء الباريسية (مونتمارتر) جوانب من يوميات وذكريات في فترة زمنية غيرت وجه العالم.

أما فيلم “أمهات” من سلوفاكيا فيتناول قصة فتاة تدعى “ليزيا” ارتكبت جريمة عاطفية أدت إلى الحكم عليها بالسجن لمدة سبع سنوات في أحد السجون الإصلاحية وأنجبت هناك طفلها الأول، ودخلت بدافع الظروف القدرية لعالم يسكنه النساء فقط: سجينات، وممرضات، وحراس، ونساء من جميع الأعمار، وزوجات وأرامل وبنات وأخوات ونساء حوامل ونساء لديهن أطفال.

وتعود المخرجة المصرية نادين خان للمنافسة بفيلم متوقع له اهتمام كبير وهو فيلم “أبو صدام”، وهو روائي يعرض للمرة الأولى عالمياً، وتدور أحداثه حول سائق التريلا القديم ذي الخبرة “أبو صدام” الذي يحصل أخيراً على مهمة نقل على طريق الساحل الشمالي بعد انقطاع عن العمل دام لسنوات، يقرر أن ينجز مهمته على أكمل وجه كما يليق بسمعته، لكنه يتعرض إلى موقف صغير على الطريق فتخرج الأمور عن سيطرته.

ومن كوريا الجنوبية يشارك فيلم “انطوائيون” ويتعرض لمشكلات نفسية عميقة، وتدور أحداثه حول امرأة انطوائية تقيّم وجودها المنعزل بعد وفاة جارها بمفرده في شقته.

ويترقب كثيرون عرض الفيلم الأردني “بنات عبد الرحمن” من إخراج زيد أبو حمدان، ويلعب بطولته نخبة من النجوم أبرزهم صبا مبارك. وتدور الأحداث بحي للطبقة المتوسطة في عمان، حيث تعيش زينب العزباء والمتوسطة العمر حياة كئيبة وتعمل خياطة محلية وتعول والدها. بعد أن رآها والدها عن طريق الخطأ في ثوب للزفاف تقوم بتعديله من أجل رب عملها، تستيقظ زينب لتجد والدها مفقوداً.

 وينافس بقوة الفيلم الإيطالي “جسد ضئيل” إخراج لورا ساماني، وتدور أحداثه في إيطاليا عام 1900، حيث ولدت طفلة أجاتا يونج ميتة، تسمع عن مكان في الجبال حيث يمكن إعادة الأطفال إلى الحياة مرة واحدة فقط لتعميدهم. تقوم برحلة مع جثة ابنتها الصغيرة مخبأة في صندوق، وتلتقي بلينكس الصبي المنعزل الذي يعرض عليها مساعدتها. انطلقا في مغامرة ستمكن كليهما من الاقتراب من معجزة تبدو مستحيلة.

 وللمرة الأولى يشارك النجم التونسي ظافر العابدين كمخرج بفيلم “غُدوة”. وخلال أحداث الفيلم تتدهور الحالة الصحية لحبيب الذي يقوم بدوره ظافر العابدين أيضاً؛ إذ يؤثر ماضيه السياسي أثناء فترة حكم “بن علي” في حاضره، الأمر الذي يجمعه بنجله أحمد الذي أنجبه من زوجته السابقة، مما يؤدي إلى تبادل الأدوار بين الأب وابنه، فيجد أحمد نفسه مضطراً إلى الاعتناء بوالده والتأكد من سلامته، لكن الأوضاع تجعلهما في موقف لم يستعدا لمواجهته.

Exit mobile version