أسوان ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
«عاهدتك» فيلم جزائري روائي قصير للمخرج الشاب محمد يزجي يشارك في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان أسوان لأفلام المرأة، وهو فيلم يمكن قراءته علي عدة مستويات، فهو يسلط الضوء علي عادات وتقاليد قبائل البربر بطقوسهم الإجتماعية في الزواج والطلاق وحتي في وداع الموتي، ورغبة في تأكيد الهوية يقدم المخرج فيلمه باللغة الأمازيغية التي تتحدث بها هذه القبائل، ومن جهة أخري فهو يكشف عن معاناة المرأة فيها، يبدأ الفيلم الذي تدور أحداثه في 17 دقيقة والبطل يستقل تاكسيا في طريق عودته الي القرية، وعن طريق الفلاش باك يستعيد مشاهد مهمة من حياته وحياة شقيقته في مزج بين الحاضر والماضي منذ كانا في بيت أبويهما، وكيف لم تستطع هي استكمال تعليمها تحت ضغوط إجتماعية ثم زواجها وفرحها الذي ظهرت فيه كعروس لايجب أن تكشف وجهها ليلة زفافها وأغنيات ترددها النسوة الكبار فرحا بالعروس، وتستعرض الكاميرا بعض مشاهد خارجية مبهرة عن الجبال ومظاهر الطبية الرائعة في الجزائر، ومن مشاهد الفرح ينتقل المخرج وبشكل مفاجئ وصادم لمشهد الجنازة التي يسير فيها الرجال بملابسهم البيضاء يرددون الدعوات طلبا لرحمة الله، وبين الحاضر والماضي يستدعي مشاهد مهمة لبطل الفيلم وشقيقته التي يحمل لها وعدا وعهدا.
وقد تحدثت منتجة الفيلم أمينة حداد عقب عرض الفيلم مستعرضة الإنتاج السينمائي الجزائري وكيف مر بمراحل متباينة من الازدهار في بداياته الي الإنهيار خلال العشرية السوداء وفي الوقت الراهن يحاول إستعادة ماكان مؤكدة وجود جيل جديد من السينمائيين الشبان يقدمون مقترحا جديدا في ظل صعوبات كبيرة في التمويل لكن صندوق تمويل الافلام بالجزائر يتغلب عليها بصيغ انتاجية جديدة مثل الانتاج المشترك.
وعن الفيلم قالت أن مخرج الفيلم إستخدم اللغة الأمازيغية لتأكيد الهوية والتعرض للعادات والتقاليد الريفية التي تفرض على الفتاة التضحية بطموحاتها في التعليم والعمل مما يوقف تفاؤلها بالمستقبل، ففي هذه القبائل ولأسباب مادية أو غيرها تختار الأسر من يكمل تعليمه وتكون المفاضلة بين الولد والبنت في صالح الولد، وقد أراد الفيلم التأكيد علي الظلم الواقع علي المرأة والذي يحرمها من أبسط حقوقها في التعليم ومن ثم العمل وكل شئ يترتب عليه.