الجونة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
بحضور ثلاثة من المنتجين العرب الواعدين دارت ظهر اليوم على هامش فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، مناقشات حول تجاربهم في الإنتاج السينمائي وأسلوب كل منهم في اختيار أفلامه والعقبات التي تواجههم، تحدث في اللقاء المنتجة الفلسطينية مي عودة، والأردنية رولا ناصر، والمنتج المصري صفي الدين محمود، وأدارتها المنتجة دينا حرب التي قدمت ضيوفها باعتبارهم منتجين واعدين في السينما العربية قطعوا خطوات ناجحة ويقدمون مشاريع جديدة في منصة الجونة في مراحل الانتاج المختلفة.
وقالت مي عودة : لازلت منتجة في أول الطريق وفي فلسطين هذه مهنة جديدة، فنحن لدينا أفلاما لكن ليس لدينا صناعة سينما، فالدولة لا تدعمها والانتاج كله مستقل، وقد عملت كمذيعة ثم دخلت السينما من خلال ورشة أقامها المخرج ميشيل خليفي، وأخرجت فيلماً وثائقياً ثم عملت كبروديوسر لأفلام (فلسطين استريو، ملح هذا البحر) ودرست في النرويج اخراج وإنتاج.
وحول كيفية اختيار أفلامها، قالت : يصلني أسبوعياً مالايقل عن عشرة سبناريوهات ينتظر أصحابها فرصة التمويل، ورحلة الفيلم قد تمتد لخمس سنوات ولأن إنتاجي قليل فلابد من أن يكون مختلفاً، كما أن هناك سقفاً للميزانية فلا أستطيع إنتاج فيلم يتجاوز المليون أو المليون ونصف، وفي تجربتي الأولي دخلت الفيلم قبل أن أذاكر الميزانية ووقعت في أخطاء عديدة، وحالياً أشارك بفيلم 200 متر في سيني جونة مرحلة الانتاج.
أما رولا ناصر فقد بدأت نشاطها كمنتجة في 2009 بفيلم روائي طويل وهي تنتج فيلما كل عام، ومن بين أعمالها الفيلم القصير “الجمعة الأخيرة” الذي شارك في مهرجان برلين، وكذلك إنتاجها للفيلم الروائي الطويل “حبيبي يستناني عند البحر”، وتعمل علي ثلاثة مشاريع في مراحل التطوير.
وعن تجربتها تقول: نحن أيضا ليس لدينا صناعة سينما وقد درست اتصالات وعملت علي ثلاثة أفلام تسجيلية، ومن حسن حظي أني عملت بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وقدمت تجربتي الأولي في فيلم “ترانزيت” الذي صورته في ستة أيام ونصف وساندتني فيه صديقتي صبا مبارك.
وعن اختيار أفلامها قالت: المشكلة أن علي المنتج أن يثق في المخرج الذي يتقدم له بمشروع، فإذا اعجبه مالذي يضمن أن ينفذه مثلما هو علي الورق هذه أزمة كبيرة وهناك من يتكلمون جيداً، ولايترجمون أقوالهم إلي مشاهد بنفس المستوي لذا فانني لا أعمل في فيلم روائي طويل مع مخرج إلا اذا عملت معه أولاً في فيلم قصير لأستكشف قدراته، وأثق من امكاناته فلابد للمنتج أن يري الفيلم جيداً قبل دوران الكاميرا وانفاق التمويل علي أعمال ضعيفة.
أما المنتج صفي الدين محمود فقد جاء من عالم المخرج المساعد وعمل مع كبار المخرجين لكنه وجد نفسه في الإنتاج.
وقال محمود : بدأت نشاطي كمنتج عام 2010 من خلال الفيلم الروائي القصير “حار جاف صيفا” للمخرج شريف البنداري، وكان يبحث عن تمويل لارتفاع ميزانيته وقد حصل علي دعم 60 بالمائة من إنتاجه من مؤسسة روبرت بوش، وأكملت أنا الميزانية، ثم عرضت علي المخرجة هالة خليل فيلمها “نوارة” ومجرد أن انهيت قراءته وافقت عليه وتحمست له بشدة، لأنه يتوافق مع نوعية الأفلام التي أتطلع لانتاجها وشاركنا بالفيلمين في مهرجان دبي 2015، واتفقنا كفريق عمل في “نوارة” أنه لن تكون هناك أجوراً كبيرة لأي طرف من الأطراف، لكي ننفق علي الفيلم ذاته ثم أنتجت “الأصليون” وأخيراً “فوتو كوبي” الذي أشارك به في مسابقة الافلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة.
وخلال الندوة دارت مناقشات عديدة حول أزمة تمويل الفيلم العربي والتمويل الخارجي وأجمع الحضور علي ضرورة أن تؤمن الحكومات بأهمية السينما فتقدم تسهيلات للمنتجين في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج وأزماته المتلاحقة.