النسخة الثالثة من «سيني آرت أغادير» تحتفي بمسيرة المخرج المغربي حسن بنجلون

أغادير ـ «سينماتوغراف»

تنطلق في العشرين من نوفمبر الجاري الدورة الثالثة للمهرجان السينمائي الدولي للفيلم عن الفن “سيني آرت أغادير” بمدينة أغادير المغربية، تحت شعار “الفن والنقاهة”، والذي تستمر فعالياته حتى الثاني والعشرين من نوفمبر حضورياً وافتراضياً عبر المنصة الرقمية الخاصة بالمهرجان وعلى جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ويتضمّن برنامج النسخة الجديدة من المهرجان ثلاثين فيلماً من مختلف قارات العالم ستتنافس على المسابقات الرسمية للأفلام القصيرة والأفلام الوثائقية الطويلة.

وتتألّف لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية الطويلة من الممثل والمخرج المغربي إدريس الروخ رئيساً، وعضوية كل من المخرج العُماني عمار إبراهيم والمخرج والناقد السينمائي الإسباني خافيير مارتنيز والمخرج البرتغالي كارلوس كويلهو والمخرج المغربي محمد اليونسي والكاتب المغربي محمد لعروسي.

أما لجنة تحكيم الأفلام القصيرة فتتألّف من المخرج المغربي حكيم النوري رئيساً وعضوية كلّ من المخرج التونسي سليم بلهيبة والمخرج المصري حازم متولي والممثلة المغربية زهرة نجوم والمخرجة الفرنسية إيلودي لاشو والفنانة التشكيلية البنامية ميشيل هارت.

وتشمل جوائز المهرجان غصن الأركانة الذهبية لأفضل فيلم قصير، وأفضل إخراج، وأفضل سيناريو، وأفضل تشخيص ذكوري، وأفضل تشخيص نسائي وأفضل إضاءة، فيما تشمل جوائز الأفلام الوثائقية ثلاثة جوائز هي: الأركانة الذهبية والفضية والبرونزية لأفضل الأفلام التسجيلية المنجزة في العام 2021.

وتحتفي النسخة الثالثة من المهرجان بمسيرة المخرج المغربي حسن بنجلون عبر “ماستر كلاس” من تأطير الممثل المغربي كريم بولمال.

وبن جلون المولود في سطات في العام 1950 مخرج ومؤلف مغربي له العديد من الأفلام التي عرفت تتويجات عالمية منها “الغرفة السوداء” أو “درب مولاي الشريف” و”محاكمة امرأة” و”المطمورة” و”المنسيون” و”عرس الآخرين” و”القمر الأحمر” و”اختيار أسماء” وغيرها من الأفلام المرجعية التي تناولت قضايا حقوق الإنسان ببلده المغرب، وأيضا بالوطن العربي على غرار “من أجل القضية” (2019) الذي تناول فيه القضية الفلسطينية من وجهة نظر مغربية خالصة.

والفيلم من بطولة الفلسطيني رمزي مقدسي والفرنسية جولي دراي، والمغاربة عبدالغني الصناك وحسن باديدة وأسماء بنزاكور، وفيه يسرد بنجلون قصة الفلسطيني كريم الذي يعزف العود داخل مقهى في برشلونة أين يعيش، قبل أن تعرض عليه فرقة موسيقية اصطحابه في جولة فنية بتونس والمغرب والجزائر، فيوافق.

وفي الأثناء تطلب مغنية الفرقة الفرنسية اليهودية سيرين من كريم مرافقتها إلى مدينة فاس لرؤية البيت الذي كانت تعيش فيه عائلتها قبل الهجرة من المغرب إلى فرنسا، فيتغيّر خط رحلة الاثنين بعيدا عن باقي أعضاء الفرقة على وعد باللحاق بهم في الجزائر.

وعلى جسر حدودي بين المغرب والجزائر تدور معظم أحداث الفيلم، حيث يواجه الاثنان سلسلة من المواقف العبثية مع سلطات الحدود تبقيهما عالقين بين البلدين، وتتفجّر الكوميديا السوداء من خلال محاولاتهما التغلّب على العقبات التي فرضت عليهما بسبب الجنسية والديانة والقوانين واللوائح البالية، ممّا يشكّل لدى المُشاهد عنصر سخرية واستغراب من الواقع والزمان والمكان والبشر.

وأكّدت الفنانة المغربية نجاة الباز رئيسة المهرجان أن هذا المهرجان الدولي النوعي للسينما حول قيمة الفن هو الثالث من نوعه في العالم، بعد كل من كندا وفرنسا.

وهي بصفتها فنانة تشكيلية بالأساس جعلت من المهرجان فرصة للتقرّب إلى الفنان وحياته المميّزة، كأي إنسان، وكإنسان يملك نظرة خاصة للحياة، كما يتميّز بحساسيته التي تجعله يدخل عالم الإبداع.

وتضيف “تعدّ هذه التظاهرة فرصة لاكتشاف التقنيات السينمائية من إضاءة وماكياج ولباس وكتابة سيناريو وإخراج وغيرها، وذلك على شكل ورشات وأنشطة مختلفة وفق برنامج حافل بالعروض السينمائية”.

وتتخّلل الدورة اثنتا عشرة ورشة تكوينية فنية حول الإخراج، والتشخيص، وإنتاج الأفلام وإخراجها، وكتابة السيناريو، وفن الماكياج السينمائي، بمشاركة مخرجين وممثلين من لبنان والعراق والمغرب ومصر والسنغال وفرنسا.

وعلى هامش المهرجان سيتم تنظيم ندوتين دوليتين عن بعد، يمكن متابعتهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى موقع المهرجان، الأولى حول موضوع “السينما في تاريخ الفن”، وتُشارك فيها وجوه عالمية، من مخرجين وممثلين ونقاد سينمائيين وفنانين تشكيليين ومهتمين بالحقل الفني، من بينهم المخرجة والمنتجة الأميركية سيلفيا بيريل، والمخرجة المكسيكية لورينا مانركيز، والمخرجة الإسبانية سوسانا كارديولا، والفنانة التشكيلية البرتغالية جيسيكا كونساليس، والمخرجة الإسبانية مارتا فيكيرا، والمخرج الأميركي ميكيل بيكر، والمخرج البرتغالي كارلوس كويلهو والمخرج المغربي حكيم النوري، مؤطر الندوة.

فيما ستتناول الندوة الثانية موضوع “الدبلوماسية الثقافية”، ويشارك فيها كل من المخرج المصري محمد البدري، والمخرج العُماني سليم الطيب الحسني، والفنان التشكيلي السعودي أحمد الحربي، والممثل المغربي عاجل عبدالاله، والمخرج التونسي مروان الطرابلسي، والممثل المغربي جمال لبابسي، والممثلة المغربية آمال التمار، والمخرج المصري حازم متولي، والفنان التشكيلي اللبناني غسان محفوظ وآخرون، فيما سيؤطّر الندوة الكاتب المغربي محمد العروسي.

وتكرّم إدارة المهرجان في يوم الافتتاح السينمائي المغربي الراحل نورالدين الصايل عبر عرض فيلم عن حياته وإنجازاته من إنجاز المخرج المغربي لحسن زينون.

والصايل (1947 – 2020) مسؤول إعلامي وناقد سينمائي وكاتب مغربي، لعب دورا محوريا في تشجيع السينما المغربية على مدى أربعة عقود، مساهما بشكل كبير في انتشارها عربيا وعالميا.

ويسعى المهرجان من خلال عروض الأفلام والندوات والورشات والماستر كلاس لتعزيز التبادل الثقافي وخلق جسر للتواصل المباشر بين المخرجين العرب ونظرائهم من كافة قارات العالم للاستفادة من تجاربهم، كما يهدف لاكتشاف الأصوات السينمائية الجديدة ودعم المواهب السينمائية الشابة وتشجيعهم على الإنتاج والتوزيع.

Exit mobile version