«سينماتوغراف» : محمود درويش ـ دبي
ضمن برنامج “سينما العالم”، عرض مهرجان دبي السينمائي الدولي، في دورته الحادية عشرة، فيلم “اسكوبار: الفردوس المفقود” وهو من إنتاج 2014 لثلاث دول هي بلجيكا، فرنسا وإسبانيا.
ويدور الحوار بالإنجليزية والإسبانية مع ترجمة إلى الإنجليزية والعربية، وتبلغ مدة عرضه 120 دقيقة.
وقد صنف دليل المهرجان الفيلم في فئة عاطفي، تشويق، حركة، وسيرة ذاتية.
احتوي الفيلم على عدة مشاهد حميمية طفيفة، وعبارات قاسية، وعنف مفرط، اقتضته أحداثه دون إقحام.
والفيلم لا يعدو فيلما تجاريا في المقام الأول يداعب شباك التذاكر ومحبي هذه النوعية من التشويق وما تحمله من ضرورات لابد من ظهورها على الشاشة.
ويحكي الفيلم عن راكب الأمواج الكندي “نيك” الذي يؤدي دوره (جوش هاتشرسون) والذي يحضر إلى كولومبيا، معقل تجارة الكوكايين في العالم أوائل تسعينيات القرن الماضي، للقاء أخيه. ومن فرط إعجابه بالمكان، ظن أنه عثر على الفردوس، فها هو على شاطئ بحيرة فيروزية بلون العاج، والأمواج رائعة كما لو في الأحلام ليمارس هواية التزحلق على الأمواج. يلتقي “نيك” هناك فتاة كولومبية ذات شخصية ساحرة وجمال أخاذ اسمها “ماريا”، فيشتعل الحب بينهما، وتمضي أيامهما رائعة، إلى أن تقوم بتقديمه إلى عمها، عضو البرلمان “بابلو اسكوبار” الذي هو في واقع الأمر امبراطور تجارة المخدرات في كولومبيا أكبر بلد لتجارة الكوكايين بالعالم، والتي يعد العنف هو القانون السائد فيها، حيث كان أسكوبار يحكمها فعليا بقبضة حديدية مميتة ويعد أكثر الشخصيات الإجرامية عنفا وقساوة في التاريخ، وقد جسد شخصيته (بينيسيو دل تورو) في أداء استثنائي، مانحاً التشويق حضوراً دائماً طيلة مدة الفيلم.
وقد قدم الفيلم نبذة واضحة عن حياته دون مباشرة، بل غلفها بمشاعر الحب والألم ودعمها بمقومات الصورة الواضحة والموسيقى الملائمة، لتتوالى أحداث الفيلم في أجواء مثيرة مليئة بالمفاجآت، يتعرض في نهايتها أسكوبار لدخول السجن لسنوات قليلة، مقابل محو صحيفة سوابقه، في محاولة يائسة من الرئيس الكولومبى لإحلال السلام، وفى السجن المرفه يجد ملك المخدرات ملاذا آمنا لمواصلة إدارة عمله كالمعتاد، بل وارتكاب جرائم قتل أيضا.
وقال مخرج الفيلم، اندريا دي ستيفانو وكاتب السيناريو أيضا، والذي حضر أول عروضه بمهرجان دبي، إنه استغرق خمس سنوات للإعداد للفيلم، مقدما شكره لمدير الإنتاج ديمتري رسام الذي هيأ له الفرصة لتقديمه.
وقد نجح المصور لويز سانسانس في نقل صورة معبرة، ساعدته فيها الطبيعة الخلابة المناطق التصوير المختارة حيث مزارع الكوكايين الواسعة. أما مونتاج مارلين مونتيو، وديفيد برنر، فجاء موفقا في نقل مشاعر الرعب في نفوس العديد من أبطال الفيلم ومحاولاتهم النجاة بأنفسهم من بطش أسكوبار المتلون والواضع مصلحته فوق كل اعتبار. كما جاءت موسيقى ماكس ريشتر لتلاحق الأحداث السريعة التي حرص المخرج على توصيلها بحرفية عالية.
ولا بد من الإشادة بأداء صاحب الدور الرئيسي في الفيلم، الممثل البورتريكو بينيسيو دل تورو في دور “أسكوبار” الذي برع في تقديم شخصية مليئة بالتناقضات غليظة القلب الحنونة في الوقت ذاته مدفوعا بتحقيق مصلحته في المقام الأول.
وديل تورو من مواليد 19 فبراير 1967. وقد فاز بجائزة الأوسكار عام 2001 كأفضل ممثل مساند عن دوره في فيلم ترافيك، وحصل بنفس الدور على جائزة البافتا 2001 كأفضل ممثل في دور مساند وجائزة الغولدن غلوب 2001 لأفضل ممثل مساند وجائزة نقابة ممثلي الشاشة2000 كأفضل ممثل.
كما اجتهد الممثل الأمريكي جوش هاتشرسون، في دور الكندي نيك، وهو مولود في عام 1992، ومن أهم أعماله سلسلة أفلام “ألعاب الجوع”.
ومثله فعلت الممثلة كلوديا ترايساك في دور المحبوبة، في أول ظهور لها على الشاشة.