يخضع اختيار فيلم الافتتاح فى المهرجانات السينمائية الكبرى لاعتبارات لعل أهمها أن ينفرد بعرضه العالمى الأول أو بعرض أول في المنطقة وأن يمثل تجربة فنية فريدة أو يكون قد حصد جوائز كبرى، وتتنافس المهرجانات على استقطاب الأفلام الأكثر تميزاً وهى لا تزال فى مراحلها الأولى لضمان ضربة البداية لنجاحها.
نعلم أن مهرجان القاهرة السينمائى – الوحيد الذى يحمل صفة الدولية فى الشرق الأوسط – يعانى أوجاعاً بدت واضحة فى السنوات الأخيرة بسبب ضعف ميزانيته وعدم وجود رعاة يدعمونه، لكن أن تصل هذه الأوجاع إلى حد اختيار فيلم افتتاح سيكون معروضاً تجارياً فى العالم كله قبل بدء المهرجان بشهر ونصف فهذا اختيار غير مناسب والأهم أنه غير دقيق وليس له مبرر ويثير الدهشة والشفقة معاً.
فقد زف الينا المهرجان نبأ اختيار فيلم «mountain between us» لكيت وينسلت وادريس آلبا واخراج الفلطسينى هانى أبو أسعد للعرض فى حفل افتتاحه خلال دورته الـ39 التى تنطلق 21 نوفمبر القادم، وجاء بيانه ليؤكد أن الفيلم كان من المقرر عرضه فى مصر فى نفس توقيت عرضه بأمريكا أكتوبر القادم إلا أن المدير الفنى للمهرجان يوسف شريف رزق الله طالب الجهة الموزعة له بتأجيل عرضه ليطرح فى صالات السينما بالقاهرة عقب المهرجان ودعا مخرجه الذى اختير أيضاً عضواً بلجنة التحكيم الدولية .
وإذا كان الفيلم سيعرض فى الولايات المتحدة 6 أكتوبر المقبل (قبل شهر ونصف من انعقاد القاهرة السينمائى) فهذا معناه أنه سيكون متاحاً للجميع فى دور السينما وعلى مواقع الإنترنت قبل بدء الافتتاح بوقت كاف مما سيجعل الحضور يعزفون عن مشاهدته وينصرف أغلبهم إلى حفل الاستقبال مما يسئ كالعادة للمهرجان.
ومع تقديرنا لاسم المخرج هانى أبو أسعد فلا شك أنه يستحق الاحتفاء به لنجاح أفلامه العربية التى أوصلته لهوليوود والتى حصدت جوائز عديدة سواء «الجنة الآن» أو «عمر»، وكما قال هو نفسه «الاعتراف بى فى المهرجانات العالمية فتح لى الأبواب».
أما فيلمه الجديد «جبل بيننا» الذى عرض مؤخراً فى «تورنتو السينمائي» فهو عمل تجارى عادى وقد خرج بلا حس ولا خبر، وأتصور أن ما تم دفعه لشركة التوزيع لتؤجل عرضه شهر ونصف كان يمكن توجيهه لفيلم آخر«مصرياً أو أجنبياً» ينفرد المهرجان بعرضه.